المصدر: صوت بيروت انترناشونال
الكاتب: ثريا شاهين
الأربعاء 26 شباط 2025 09:45:58
بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية والوصول إلى اتفاق وقف النار، حصلت الانتخابات الرئاسية وتشكيل حكومة جديدة ينتظر ان تنال ثقة المجلس النيابي هذا الأسبوع، وبعد كل هذا التغيير الذي تحقق، ماذا يقول مسؤولون أميركيون حول الوضع اللبناني؟
يقول مصدر سياسي لبناني كان زار واشنطن أخيرًا والتقى العديد من أركان الإدارة، أن موضوع “السيادة” هو أولوية لدى هذه الإدارة، بدءاً بالوضع في الجنوب، حيث التزام الإدارة باتفاق ٢٦ تشرين الثاني الماضي وتنفيذ تفاصيله بالكامل. وبالنسبة إلى الإدارة، هناك صعوبة تبدو لها، بأن إسرائيل ستنفذ كل شيء بسرعة، مع أن هدف الإدارة أن لا تبقى إسرائيل إطلاقاً في الجنوب. والإدارة ليست مع استمرار الوجود الإسرائيلي في النقاط الخمس التي بقيت فيها.
وأوضح المصدر لـ”صوت بيروت إنترناشونال”، أن الإدارة تعتقد أن أسباب عدم انسحاب إسرائيل من النقاط الخمس يعود إلى:
أولاً: إن إسرائيل تَعتبر أن هناك محاولات من “حزب الله” للتسلل مجدداً إلى الجنوب. وثانياً، ان لديها تخوف من أن يكون الوضع الجنوبي غير ممسوك بالكامل من الجيش اللبناني ومن “اليونيفيل”.
ثم أن إسرائيل بحسب اعتقاد مسؤولين في الإدارة الأميركية، تريد أن يكون الجيش اللبناني يمسك تماماً زمام الأمور وموجوداً بشكل فاعل، وذلك رداً على الأفكار التي طرحت والمتصلة بأن يختار من بين الـ 48 دولة تتشكل منها “اليونيفيل” كتيبةً ما لدولة يثق بها الإسرائيلي ويؤمن لها أن تتمركز في النقاط الخمس، من أجل انسحابه منها.
وقال المسؤولون، بحسب المصدر، أن إسرائيل لا تريد التلاعب في موضوع أمنها، لأنه في الثماني عشرة سنة الماضية من تطبيق القرار 1701، وفي ضوء الحرب الأخيرة، تبين لها وجود أنفاق، وثكنات ل”حزب الله” وأسلحة عابرة للحدود، وأن هذا القرار لم يكن يطبق. ولدى إسرائيل الآن رغبة بتنفيذه كما يجب.
وأكد المسؤولون الأميركيون، أنه في مجال “السيادة” لديهم أمل كبير برئيس الجمهورية العماد جوزف عون الذي دعموه وهم يعتمدون جداً عليه في هذه المسألة على أنه رئيس المرحلة. وذلك لسبب أساسي هو تثبيت السيادة، وتطبيق اتفاق وقف النار.
وبالنسبة إلى تشكيلة الحكومة تعتبر الإدارة الأميركية، وفقاً للمصدر، أن ما يهمها هو النتائج وهي ستحكم على النتائج، وأن تكون حكومة سيادية تنفذ الاتفاق. الإدارة الأميركية لا تتعامل مع الحزب لأنه لا يزال على اللوائح الإرهابية لديها. لذلك أعلنت أنها ضد وجود “حزب الله” في الحكومة وهي لن تدخل في تفاصيل معينة وآليات ومسارات طالما أن هناك تنفيذ لاتفاق وقف النار، وعندها سيكون الدعم موجود. والإدارة تدرس مسألة إعادة الإعمار وموضوع الاستثناءات للبنان بالنسبة إلى المساعدات. وهذا ينطبق على ضرورة بسط الدولة سلطتها على كل حدود لبنان ومداخله وهذا أولوية أميركية، بحيث أنه إذا لم يكن هناك سيادة لن يكون هناك استقرار، ولن يكون هناك بالتالي إعادة إعمار. وواشنطن ستتأكد من أن الدولة سيطرت على كل شيء قبل البحث بالمساعدة.
في هذا المجال أيضاً هناك تشدد أميركي أكثر من أي وقت مضى بالنسبة إلى التدخل الإقليمي وإيران بالتحديد حيث أن الرئيس دونالد ترامب يشدد على منع التدخل أكثر من تشدده خلال رئاسته الأولى. وهو طلب من الإدارات والوزارات أن لا تتساهل في التشديد مع كل الجهات حول ذلك، إن بالنسبة إلى الأشخاص أو الشركات أو الدول.
والرئيس ترامب يريد استكمال اتفاقات أبراهام للسلام وإنهاء الحروب. وبالنسبة إلى لبنان يجب أن يكون هناك أولاً اتفاق على الحدود البرية مع إسرائيل، وعلى الهدنة قبل كل شيء، إذ أنه يريد سلام واستقرار.