"البيوت الجاهزة" إلى ما بعد الحرب..وتمويل الإعمار تحت المجهر!

"هناك ضرب إسرائيلي مُمنهج للقطاعات الاقتصادية في لبنان، من التجارة إلى الصناعة فقطاع المقاولات وغيره..." قناعة عبّر عنها نقيب مقاولي الأشغال العامة والبناء مارون الحلو وثّقها بـ"الأضرار المباشرة التي سبّبتها الحرب الإسرائيلية على لبنان تظهّرت في البشر والبنى التحتية والأبنية بمشهديّة دمار موصوفة، وغير المباشرة عبر ضرب الاقتصاد اللبناني في صميم مفاصله، فيما الحرب لا تزال مستمرة... أمرٌ يدفع إلى ترجيح خسائر اقتصادية في حدود 20 و25 مليار دولار! 

أحدٌ لا يمكنه التكهّن بمسار الوضع الراهن في البلاد... يقول الحلو لـ"المركزية"، "إنما المؤكد هو حجم المأساة الذي بلغ حدوده القصوى!".

أما مرحلة ما بعد الحرب، فتحتّم انطلاق ورشة إعادة إعمار لن تكون هذه المرة كسابقاتها من نتائج الحروب الأخرى... فحرب اليوم تسجّل مَحو قرى وبلدات في الضاحية والجنوب عن خريطة لبنان، هل سيكون المقاولون اللبنانيون مستعدّين للمشاركة في ورشة إعادة إعمار بهذا الحجم؟ 

"من دون شك" يُجيب نقيب المقاولين، "فالشركات والمؤسسات لا تزال موجودة وصامدة - باستثناء عدد قليل منها غادر البلاد - وهي حاضرة بالتأكيد لمرحلة إعادة الإعمار وتملك كل المؤهّلات والخبرات للتنفيذ، ولكن... لا أراها في المدى القريب. إذ إن أساس أي عملية إعادة بناء وغيرها يكمن في "التمويل"! وبالتالي إن لم تتم تسوية السلام ضمن حل يُرضي المجتمَعَين الدولي والعربي، فمن أين سيتم تمويل ورشة البناء هذه؟! فالدعم والمساعدة ينتظرهما لبنان من المجتمع الدولي والدول العربية لإطلاق قطار إعادة الإعمار، أما اللبنانيون فهم غير قادرين على تحمّل هذا الوَزر بقدراتهم الذاتية كون الأولوية اليوم لتغطية تكاليف الاستشفاء وغيره".  
 
"البيوت الجاهزة"

وليس بعيداً، طُرِح مشروع تأمين "البيوت الجاهزة" من قِبَل هيئة الطوارئ الوزارية لإيواء النازحين، إنما توضيح مسار هذا المشروع جاء على لسان الحلو باعتباره أن "هذه البيوت قد تكون الحل المطروح لمرحلة ما بعد الحرب عندما يعود المواطنون إلى قراهم التي نزحوا منها ويجدوا أن بيوتهم مُدَمَّرة بالكامل... أما حالياً فتم ترتيب أوضاعهم حيث توزّع قسم كبير منهم على المنازل، ومنهم مَن غادر لبنان إلى الخارج كالعراق على سبيل المثال لا الحصر، والباقون توزّعوا على مراكز الإيواء، وبالتالي فرغت الشوارع من النازحين، على الأقل في بيروت".

"هذا ما أبلغني به وزير الداخلية ونائب رئيس الحكومة" يتابع الحلو ليقول "هناك نيّة بإخراج النازحين من بعض المدارس على أن يتم إيواؤهم  في المدينة الرياضية... أما "البيوت الجاهزة" فليست لهذه المرحلة، لأنه في حال التزم طرفا الحرب بالقرار 1701 سيعود النازحون إلى قراهم وبلداتهم حيث سُوِّيَت بيوتهم بالأرض. من هنا سيقضي المشروع بتوزيع "البيوت الجاهزة" على القرى والمناطق المدمّرة نهائياً إلى حين إعادة بناء المنازل الأساسية، وذلك في إطار مساعدة اللبنانيين كي يبقوا متجذّرين بأرضهم...".