المصدر: رويترز
الثلاثاء 11 تشرين الثاني 2025 22:33:47
أفادت مصادر مطلعة ووثائق اطلعت عليها رويترز بأن فنزويلا بدأت نشر أسلحة تشمل عتادا روسي الصنع عمره عقود، وتخطط لعمليات مقاومة على غرار حرب العصابات أو نشر الفوضى في حال تعرضها لهجوم جوي أو بري أميركي.
وهذا النهج اعتراف ضمني بنقص الأفراد والعتاد في الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب ألمح إلى إمكان شن عمليات برية في فنزويلا قائلا: "ستكون (العمليات) البرية هي التالية" وذلك في أعقاب ضربات متعددة على سفن يُشتبه في أنها تنقل مخدرات في منطقة البحر الكاريبي بالإضافة إلى حشد عسكري أميركي كبير في المنطقة.
لكن ترامب نفى لاحقا التفكير في شن ضربات داخل فنزويلا.
ويقول الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، الذي يتولى السلطة منذ عام 2013، إن ترامب يسعى للإطاحة به، وأكد أن المواطنين الفنزويليين والجيش سيقاومون أي محاولة من هذا القبيل.
وذكرت ستة مصادر مطلعة على القدرات العسكرية الفنزويلية أن الجيش الأميركي يتفوق بشكل كبير على نظيره الفنزويلي، الذي يعاني من الضعف بسبب نقص التدريب وانخفاض الأجور وتقادم العتاد.
وقال مصدران على معرفة بقوات أمن الدولة لرويترز إن بعض قادة الوحدات اضطروا حتى إلى التفاوض مع مُنتجي أغذية محليين لإطعام قواتهم بسبب نقص الإمدادات الحكومية.
ودفع هذا الواقع حكومة مادورو إلى الرهان على استراتيجيتين محتملتين إحداهما الرد بأسلوب حرب العصابات، والأخرى لم يُقرّ بها المسؤولون.
إثارة فوضى في الشوارع
يشمل الدفاع بأسلوب حرب العصابات، الذي أطلقت عليه الحكومة اسم "المقاومة المطولة" وذُكر في برامج على التلفزيون الرسمي، وحدات عسكرية صغيرة في أكثر من 280 موقعا تُنفّذ أعمال تخريب وأساليب حرب عصابات أخرى، وفقا للمصادر ووثائق تخطيطية قديمة لهذه الأساليب اطلعت عليها رويترز.
أما الاستراتيجية الثانية، المسماة "الفوضى"، فإنها تستخدم أجهزة المخابرات وأنصار الحزب الحاكم المسلحين لخلق حالة من الفوضى في شوارع العاصمة كراكاس وجعل فنزويلا غير قابلة للحكم من قِبل القوات الأجنبية، وفقا لمصدر مُطّلع على جهود الدفاع ومصدر آخر مُقرّب من المعارضة.
ولم يتضح بعد متى ستُطبّق الحكومة كلًّا من هذين الأسلوبين، اللذين قالت المصادر إن أحدهما مكمل للآخر، في حال وقوع هجوم أميركي.
وأقرت المصادر بأن أي استراتيجية للمقاومة تواجه احتمالات نجاح ضئيلة.
وقال مصدر مقرب من الحكومة: "لن نصمد ساعتين في حرب تقليدية".
وذكر مصدر آخر مطلع على شؤون الدفاع والأمن داخل فنزويلا أن البلاد "ليست مستعدة أو مؤهلة بشكل احترافي لخوض صراع"، على الرغم من تأكيدات الحكومة عكس ذلك.
وأضاف المصدر: "لسنا مستعدين لمواجهة أحد أقوى جيوش العالم وأكثرها تدريبا".
ولم ترد وزارة الاتصالات، المسؤولة عن استفسارات وسائل الإعلام نيابةً عن الحكومة الفنزويلية، على أسئلة في هذا الصدد.