المصدر: سكاي نيوز
الاثنين 7 آذار 2022 22:56:31
سافر مسؤولون أميركيون بارزون سرا إلى فنزويلا، خلال نهاية الأسبوع، في محاولة "لإذابة الجليد" عن العلاقات العدائية بين أبرز حلفاء فلاديمير بوتن في أميركا الجنوبية، وأحد أهم مصدري النفط الذي قد تخفف عودته إلى أسواق الطاقة الأميركية من تداعيات فرض حظر نفط محتمل على روسيا.
وجاءت الزيارة المفاجئة بعد شهور من التدخلات الهادئة لوسطاء، ضغطوا على بايدن لإعادة النظر في ضغطه للإطاحة بالرئيس نيكولاس مادورو.
لكن الزخم لتبني توجه خطر نحو مادورو- الذي يخضع لعقوبات ومدان في نيويورك بتهم تهريب المخدرات- أصبح أكثر ضرورة بعد هجوم روسيا لأوكرانيا والعقوبات الأميركية التي تلت ذلك، وهو ما يعد بإعادة تشكيل التحالفات الدولية ويزيد التضخم المدفوع بارتفاع أسعار النفط والذي وصل إلى معدل غير مسبوق منذ أربعة عقود.
وبدأ الديمقراطيون والجمهوريون على حد سواء الأسبوع الماضي في إعلان دعمهم لحظر أميركي للنفط والغاز الطبيعي الروسي كخطوة مقبلة للضغط على بوتن بسبب الحرب.
زيارة سرية
وقاد الوفد الأمريكي خوان غونزاليس، مستشار مجلس الأمن القومي لنصف الكرة الغربي، وفقا لفردين على علم بالزيارة تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتيهما لمناقشة السياسة الأمريكية. ورافقه السفير جيمس ستوري، أبرز دبلوماسي أميركي في كراكاس عندما قطعت إدارة ترامب العلاقات مع مادورو في 2019 .
وتدرس إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن منذ فترة تخفيف العقوبات النفطية الصارمة على فنزويلا، مقابل التزام مادورو بالعودة للمفاوضات مع معارضيه التي جمدها في الخريف الماضي، عندما تم تسليم حليف أساسي للولايات المتحدة بتهم فساد.
أحد البدائل هو السماح لشركة شيفرون، آخر شركة نفط أميركية تعمل في فنزويلا، بزيادة الإنتاج وربما استئناف صادرات النفط إلى مصافي تكرير ساحل الخليج المصممة خصيصا لمعالجة الخام الشبيه بالقطران في البلاد، حسبما ذكر مسؤول أميركي.
وكان مادورور قد أجرى اتصالا هاتفيا بالرئيس الروسي الأسبوع الماضي، تعبيرا عن الدعم، وحضر تجمعا حاشدا في كاراكاس حيث قوبل سفير بوتن بترحيب حار من أنصار الحزب الاشتراكي الحاكم.
وتعتبر روسيا أكبر مشتر للنفط الخام الفنزويلي في أعقاب العقوبات الأميركية.
في العام الماضي، باعت شركة "بي دي في إس إيه" الحكومية الفنزويلية نفطا خام إلى روسيا بنحو 2.5 مليار دولار، وفقا لخبير في الصناعة اشترط عدم الكشف عن هويته لمناقشة بيانات التجارة غير المعلنة.
وهذا المبلغ يعادل نحو ربع احتياطيات العملة الأجنبية الكاملة للبلد الواقع في أميركا الجنوبية.
ومع تجميد حساباتها في الولايات المتحدة وأوروبا، تتلقى "بي دي في إس إيه" مدفوعات شحنات النفط على بنك "برومسفياز" في موسكو، وهو أحد الكيانات المملوكة للدولة التي فرضت عليها إدارة بايدن عقوبات بسبب علاقاتها بالجيش الروسي.
وعلى الرغم من وجوده على قمة أكبر احتياطيات نفطية في العالم، انخفض إنتاج النفط في فنزويلا إلى أدنى مستوى خلال قرن العام الماضي.