الحزب في أوكرانيا...وعد صادق واحد هو تدمير لبنان

غالباً ما يقحم "حزب الله" لبنان في معارك وحروب خارجية لا ناقة للبلد فيها ولا جمل، تارة عبر مواقف عدوانية ضد الاشقاء العرب ، واخرى حتى بدخول مقاتليه إلى ساحات الحرب الميدانية، في حين أن لبنان بغنى عن مشاكل إضافية تزيد من عزلته وتقوقعه وبالتالي تفاقم حدّة أزماته السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية.

فبعد أن برزت مخاوف من إدخال لبنان مجدّداً في صراعات المنطقة ولعبة الأمم عن طريق زجّه هذه المرّة في الحرب الروسية-الأوكرانية، خصوصاً وأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكّد أن لا مشكلة لديه في تطوّع أي طرف للقتال إلى جانب جيش بلاده، أعلنت رئاسة الأركان الأوكرانية اليوم أن الجيش الروسي الذي تكبّد خسائر كبيرة في الحرب يستعين بمقاتلين مرتزقة أجانب لتعويض خسائره، وأن روسيا جمعت نحو ألف مقاتل من الوحدات والمتطوعين الذين يعملون تحت إمرة نظام بشار الأسد في سوريا و"حزب الله"، من أجل القتال في أوكرانيا. وكشفت معلومات صحافية أن هؤلاء المقاتلين المرتزقة لا يهدفون إلى المشاركة في القتال بأوكرانيا، وإنما استغلال "رحلات العمل" كفرصة للوصول إلى الدول الأوروبية.  

أما الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، فوجّه تحذيراً شديدا للمرتزقة الذين يعتزمون الانضمام للجيش الروسي للقتال ضد بلاده، منبّهاً الى أن ذلك سيكون "أسوأ قرار في حياتهم".   

قبل أسبوع، كان الرئيس بوتين أمر بنقل "المقاتلين المتطوعين" من الشرق الأوسط للقتال بجانب الجيش الروسي في أوكرانيا. وذكر وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو حينها أن 16 ألف متطوع، غالبيتهم من الشرق الأوسط، تقدموا بطلب "التطوع" للقتال مع روسيا في أوكرانيا. من جانبه، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، ان روسيا أعدت قوائم من أكثر من 40 ألف مقاتل ينتمون إلى مجموعات موالية لقوات النظام السوري ليكونوا على أهبة الاستعداد للمشاركة في الحرب الأوكرانية إلى جانب القوات الروسية. ولفت إلى أن مراكز تجنيد أُنشئت في سوريا، بالتعاون بين عسكريين روس وسوريين ومجموعات موالية للنظام في عدة محافظات أبرزها في دمشق وريفها وفي حمص، وصولا إلى دير الزور.   

صحيح أنها ليست المرة الأولى التي يشارك فيها مقاتلون سوريون في حروب خارج بلادهم، لكن المثير للجدل هو مشاركة عناصر من "حزب الله" في العمليات العسكرية، في حين أن من الصعب على الحزب إيجاد مبرر مقنع لتواجده العسكري في اوكرانيا التي تبعد آلاف الكيلومترات عن لبنان ولا توجد فيها جماعات تشكل خطراً إرهابياً يهدد البلاد، كما هي حال الجهاديين في جارتها سوريا، حسب تبرير الحزب.  

وتعليقاً على هذه المعطيات، يقول النائب السابق فارس سعيد لـ "المركزية" إن التطورات تؤكّد مرة جديدة أن "الكلام عن النأي بالنفس من قبل "حزب الله" غير واقعي، ما يعني أن هذا الحزب غير صادق وليس هناك أي وعد صادق من قبله ما عدا تخريب لبنان".  

ويلفت إلى أن "هذا الانتشار الذي يقوم به الحزب على مستوى العالم العربي واليوم وصل إلى أوروبا، يبرهن على إقحام لبنان في أتون من النزاعات والمشاكل، وبالتالي فالوعد الصريح الوحيد الذي يلتزم به هو تدمير مصلحة لبنان".