المصدر: وكالة الأنباء المركزية
الكاتب: لارا يزبك
الاثنين 4 تشرين الثاني 2024 12:34:52
قبل ان تحصل حادثة البترون بساعات، كانت وسائل اعلام الممانعة تنطلق في حملة قديمة جديدة على قائد الجيش العماد جوزيف عون. أداء الرجل لا يعجبها، منذ 8 تشرين 2023 – وقبل ذلك ايضا – وتدابير الحماية حتى، التي تقول هذه الصحف انه اتخذها في اليرزة، تزعج الممانعين ايضا.. لماذا؟ تسأل مصادر سياسية معارضة عبر "المركزية"، لا احد يعرف، وتجيب، ربما لان حقيقة ان يكون الوصول الى جوزف عون، بالمعنى البسيط والمعنى الخطير، لا تناسبهم ايضا.
اقلام الممانعة وصلت الى حد التلويح بأن الجيش، اذا بقي جوزيف عون على رأسه، ذاهب نحو الانقسام. كل ذلك، لان الرجل رفض ان يكون لعبة طيعة في يد محور الممانعة. القائد لم يقبل ان يكون جزءا من اي مشروع اقليمي على اي حال، تتابع المصادر، ولا ان ينفذ اية أجندات خارجية لا مصلحة للبنان فيها.
لكن بما ان ايران تعطي السلاح لحزب الله لتأمره وينفّذ "اوامرها" كما قال رئيس مجلس النواب نبيه بري امس لواشنطن بوست، رغم نفيه هذا الموقف، فإن الممانعة تظن ان الجيش اذا تلقى الدعم والسلاح من الاميركيين او الاوروبيين، فإن ذلك يفرض عليه، تنفيذ اجندتهم، لو مهما كانت تقتضي.
على اي حال، نطمئن هؤلاء، تضيف المصادر، ان الجيش مر بظروف صعبة جدا، خاصة منذ العام 2019، ولم ينقسم، واجه تحديات معيشية ومالية وسياسية واليوم عسكرية، ولم ينهز، لان قيادته بقيت حريصة على تأمين الحد الادنى من الحقوق له، ولكل عناصره، من دون تمييز بين طوائفهم او مناطقهم، ولان الالتفاف الشعبي حوله، عند كل تحد، كان يكبر ويتّسع.
هذه الحملة، هدفها التخلّص من آخر مؤسسة شرعية في البلاد ومن آخر معاقل ورموز الدولة فيها، بعد ان فرغت رئاسة الجمهورية وتم اقفال مجلس النواب وفي ظل وجود حكومة تصريف اعمال.
وقد أتت عملية البترون "شحمة على فطيرة الممانعين"، وربما فرحوا بها، لانها سمحت لهم بتحميل الجيش اللبناني مسؤولية حصولها معتبرين انه قصّر في واجباته. لكن كل القراءات العسكرية وكل الخبراء في هذا المجال، أكدوا ان عمليات من هذا النوع، حصلت في الماضي وفي دول عدة وهي عمليات استخباراتية امنية لا تدل على تقصير من الجيش،حتى ان مناطق سيطرة الحزب، ومنها بوداي، شهدت على عملية خطف نفذها الكومندوس الاسرائيلي عام 2006.
الحملة هي لازاحة جوزف عون مع بدء الحديث عن التجديد له، لتعيين "دمية" ممانعة مكانه، او لاخلال الشغور في رأس المؤسسة العسكرية واسقاط آخر معاقل الشرعية الصامدة حتى الساعة، تختم المصادر.