الرئاسة إلى ما بعد "لقاء المنتصف"... ولا اقتراح أميركياً جديداً للجنوب

بدأ الملف الرئاسي يعود إلى حجمه الطبيعي بعد حالة التضخم التي أصابته مواكبة للقاء الرياض، وما تلاه من حديث عن تحرّك جديد بدفع سعودي. إذ اكّد مصدر سياسي بارز مواكب للاجتماعات وكواليسها لـ"الجمهورية"، أنّ لا جديد ولن يكون هناك جديد في الملف الرئاسي، حتى بعد اجتماع اللجنة الخماسية المقرّر السبت المقبل. فالمؤشرات المخترقة للانسداد في الملف اضمحلت إلى الحدود الدنيا، وعادت الأنظار جنوباً، حيث ارتفع منسوب القلق مع تصاعد وتيرة العمليات وتوسعها.

ورأى المصدر السياسي، انّ "هناك عدم ارتياح داخلي إلى الوضع العام، ليس بسبب هذه التطورات فحسب، وإن كانت مهمّة على مقياس المواجهة، وإنما بسبب عدم الوضوح في القرار الاسرائيلي الذي يمكن في أي لحظة ان يُتخذ".

وقال المصدر: "مهما اشتدّت العمليات، مؤشراتها غير ذي قيمة في موضوع قرار العدوان الشامل. فهناك مخاطر أخرى وكبرى تتعلق بغزة والضفة تشكّل العامل الأساس في مثل هذا القرار، وقد أصبحت مقاربات الربح والخسارة متفاوتة بين الأطراف، وبالتالي يمكن ان يحدث امر ما كبير لإعادة التوازن في هذه الحرب او لقلبها".

ونفى المصدر ان يكون هناك مقترح جديد أميركي يجري تسويقه لوقف الحرب على جبهة الجنوب "فالأميركي اصبح مقتنعاً اكثر من اي وقت مضى ومعه الفرنسي والبريطاني، بأنّ الحل يبدأ من غزة وينسحب على الجبهات".

ولم يحجب تعطيل "العسكر المتقاعد" انعقاد جلسة مجلس الوزراء المزدوجة في السراي الحكومي أمس، مطالباً بتصحيح رواتبه التقاعدية أسوة برواتب بقية موظفي القطاع العام، الاهتمام بحراك المجموعة الخماسية العربية ـ الدولية المتجدّد، ومبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري المتجددة في شأن الاستحقاق الرئاسي، وذلك في ضوء اجتماعات الرياض الأخيرة بين الجانبين الفرنسي والسعودي، وانتظار عودة السفير السعودي وليد البخاري هذا الأسبوع للقاء بقية نظرائه في الخماسية، تحضيراً لخطوات جديدة علًها تدفع الأفرقاء اللبنانيين قدماً إلى إنجاز الاستحقاق الرئاسي قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في 5 تشرين الثاني المقبل.

ولكن كل المؤشرات تدل إلى احتمال فشل هذا الحراك كسابقه

لقاءات تسخينية وشكوك  
علمت "الجمهورية"، انّ السفير المصري علاء موسى يعقد لقاءات بعيداً من الإعلام تمهيداً لاجتماع الخماسية السبت المقبل، وقد التقى امس الدكتور سمير جعجع على ان يلتقي اليوم  رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والجمعة رئيس مجلس النواب نبيه بري، وكان التقى رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد الاسبوع الماضي". وقال موسى لـ"لجمهورية": "كنت أحتاج إلى هذه اللقاءات لإعداد الأجواء وتقييم الوضع بعد خطاب الرئيس بري والدكتور جعجع، لتكوين صورة عن أين نقف في الملف ".

لكن مصادر نيابية وديبلوماسية قالت لـ"الجمهورية" انّ شكوكاً بدأت تظهر حول إمكان اجتماع سفراء الخماسية السبت المقبل، أما في السفارة الفرنسية أو في دارة السفير السعودي، وقالت هذه المصادر،  ان الاتصالات ما زالت جارية لترتيب المواقف التي يمكن ان تعزز عقد اللقاء، إن كان هناك شيء جديد يستدعي اجراء "قراءة مشتركة" بينهم، توصلاً الى قواسم يمكن ان تتلاقى مع الجهود الداخلية التي يطالبون الجهات اللبنانية بها لتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية يتولّى إدارة المرحلة استعداداً لما هو مطلوب من لبنان، لأن ليس هناك من يتولّى المهمّة في غيابه.

وفي الوقت الذي تردّدت المراجع الديبلوماسية في الجزم بمصير اللقاء، قالت مصادر نيابية على تماس مع عدد من أعضائها لـ"الجمهورية"  انّ عقد السفراء الخمسة ما زال غير مكتمل الآن في لبنان لكي يجتمعوا، وهو أمر فرض لقاءات ثنائية في ما بينهم  دورياً لتقويم المراحل، خصوصاً بعد الحراك الفرنسي الأخير الذي بنى عليه كل من السفيرين الفرنسي والمصري لقاءاتهما مع الأفرقاء اللبنانيين، ولا سيما منها اللقاء بين السفير المصري علاء موسى ورئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، كما بالنسبة إلى جولة السفير الفرنسي هيرفي ماغرو على بعض القيادات السياسية والحزبية.

ولفتت المصادر، إلى انّ السفير القطري الذي باشر منذ اول امس جولاته على المسؤولين اللبنانيين بلقاء مع وزير الخارجية عبدالله بوحبيب، وأطلق برنامج المساعدات المالية النقدية الممدد له لدعم الجيش اللبناني، ما زال يتريث في بناء موقف متكامل في انتظار عودة السفير السعودي المتوقعة قبل نهاية الاسبوع الجاري.