الراعي متوجهًا الى المجتمع الدولي: "قدموا للنازحين السوريين المساعدات على اراضيهم"

احتفل البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي بقداس عيد سيّدة لبنان في حريصا.

واشار في عظته الى أن امنا العذراء مريم تحمينا بيدها ولن تترك أبناءها وبناتها فريسة الأشرار الظالمين والمستبدّين وأمراء الحروب.

وقال: "على الرغم من جميع مظاهر الإنهيار السياسيّ والماليّ والإجتماعيّ والمعيشيّ عندنا، فإنّ ثقتنا بأمّنا مريم العذراء تبقى كبيرة. فسيّدة لبنان تحفظ هذا الوطن وتحمي شعبه ورسالته ودوره في بيئته المشرقيّة، وهي بواسطة البقيّة الباقية من المخلِصين توجّه على طريقتها إلى طريق الخير والخروج من محنته".

وأضاف: "لبنان يواجه أزمتين، الأولى: الفراغ الرئاسيّ الذي يشلّ المؤسّسات الدستوريّة وبخاصّة مجلس النوّاب والحكومة والإدارات العامّة والقضاء، ويضع البلاد في حالة التفكّك والفوضى وفلتان السلاح، وارتفاع حالات."

وتابع: "كلّنا نصلّي لكي يعمل ذوو الإرادة الحسنة على انتخاب رئيس يكسب الثقة الداخليّة والدوليّة، ويكون قادرًا بشخصيّته وتمرّسه على التعاون مع المؤسّسات الدستوريّة لتوطيد دولة القانون والعدالة، وإجراء الإصلاحات اللازمة في البنى والمؤسّسات وهي مطلوبة من المجتمع الدوليّ لتسهيل التعاون معه."

ولفت الى أن الأزمة الثانية، هي تنامي عدد النازحين السوريّين في لبنان، وهو عدد بات يشكّل عبئًا ثقيلًا على لبنان، اقتصاديًّا واجتماعيًّا وديموغرافيًّا وأمنيًّا.

وتابع: "فإنّا نأمل خيرًا من اللجنة الحكوميّة التي تكوّنت وبدأت العمل على حلّ هذه الأزمة."

وطالب الراعي من المفوّضيّة لشؤون أن تتعاون مع هذه اللجنة بإعطائها ما يلزم من معلومات، مضيفًا: "قد بدأنا نشكّ من حسن النوايا".

وتسائل الراعي في عظته: "هل وراء الموقف الدوليّ نيّة توطينهم في لبنان؟ وهل أنّهم لا يحبّذون عودتهم إلى سوريا خوفًا من الهجرة إلى بلدانهم؟ فكيف للبنان الرازح تحت أثقاله أن يحمل إضافة مليونين وثمانين ألف نازح سوريّ وثلاثماية ألف لاجئ فلسطينيّ؟"

وفي الختام توجه الراعي الى المجتمع الدولي قائلًأ: "قدّموا مساعداتكم للنازحين السوريّين على أرض سوريا وطنهم لكي يواصلوا تاريخهم ويعزّزوا ثقافتهم ويحموا حضارتهم. فافصل أيّها المجتمع الدوليّ بين الوجه السياسيّ والوجه الإنسانيّ-الوطنيّ بعودة النازحين إلى بلادهم."