المصدر: صوت بيروت انترناشونال
الكاتب: ثريا شاهين
الأربعاء 8 تشرين الأول 2025 11:39:11
ألقى الإقفال الإداري والحكومي في الولايات المتحدة بثقله على العديد من القضايا، باستثناء جملة قضايا منها تثبيت السفير الأميركي الجديد في لبنان ميشال عيسى، الذي كان يحتاج فقط إلى تثبيت نهائي، في مجلس الشيوخ، قبل انتقاله في نهاية تشرين الأول الحالي إلى لبنان، لتقديم أوراق اعتماده ومباشرة مهامه.
ما يعني وفقاً، لمصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع، أن السفير عيسى لن يتأخر عن تسلمه لمهمته، وسيصل الى بيروت نهاية تشرين الاول الجاري، وفق ما تبلغه لبنان رسمياً. وبقية القضايا ستتأخر، ريثما تنتهي مسألة الاقفال الحكومي الأميركي الفيديرالي، بعد أن فشل الكونغرس في إقرار تمديد جزئي للموازنة. وكان الجمهوريون فشلوا في تمديد تمويل الحكومة لما بعد يوم الثلاثاء الماضي أي اليوم الأخير في أيلول المنصرم. وهناك حظر على الإدارات والوكالات الفيديرالية انفاق المال العام، أو الالتزام بنفقات جديدة، من دون أن يكون هناك تخصيص قانوني لذلك. فيما تُمَوَّل فقط الطوارئ المتصلة بالأمن القومي.
وتشير المصادر، إلى أن تسلم عيسى لمنصبه في بيروت لاحقاً، سيشكل بداية لمرحلة جديدة من الأداء الأميركي حيال لبنان، ستبدأ مع فريقه الجديد. فضلاً عن أن هناك انتظارا لتشكيل فريق الشرق الأوسط في الخارجية الأميركية. حيث جميع المسؤولين في هذا القسم هم بالإنابة. ومن المفترض أن يتسلم عيسى خلال هذا الشهر، لكي يتفرَّغ الموفد الرئاسي توم باراك للملف السوري بشكل أكبر. لا سيما وأن هذا الملف هو أولوية حالياً لدى الإدارة، سبقت فيها أولوية الملف اللبناني. وإذ لم تتم الموافقة على ترشيح مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط جويل ريبورن، في مجلس الشيوخ، فإن الرئيس الأميركي سيعيّن شخصية أخرى بدلاً عنه.
في حين أن الموفدة مورغن أورتاغوس تستكمل مهمتها كالمعتاد، حيث أنها تتابع ملف الجنوب وتنفيذ القرار 1701، والتواصل بين لبنان وإسرائيل في ما يتعلق بتنفيذه. وفي مهمتها تتابع الأمور السياسية في القرار وحل الميليشيات، والموضوع الأمني الذي يتعلق بالجنوب. وقد تتوسع مهامها لاحقاً لدى الانتهاء من ملف الجنوب، والتواصل بين لبنان واسرائيل في ملف الجنوب. وهي ستتعاون مع السفير الاميركي الجديد في كافة تفاصيل الملف اللبناني.
وتفيد المصادر، أن هناك تركيزاً على غزة وسوريا. في وقت كان الحديث عن لبنان أولوية في ضوء التغيير السياسي الذي حصل والحرب التي سبقته. الآن هناك تراجع أميركي عن ملف لبنان في ضوء متابعة الحل المطروح لغزة، ومتابعة التقدم في الملف السوري. هذه هي وضعية لبنان حالياً لدى الإدارة الأميركية.
وإذا تم وضع الملف السوري على المسار الصحيح ومتابعة مفاوضات وإلى ما هنالك، سيعود التركيز أكثر إلى لبنان.
واستبعدت المصادر أن تعمل إسرائيل بالتوازي مع التفاوض حول تنفيذ خطة وقف النار في غزة، على معاودة الحرب الموسعة على “حزب الله”. كما أن ذلك مستبعد مع تسلم السفير عيسى لمنصبه في لبنان. إذ لن تفتتح “عهد عيسى” بحرب، لا بل من المتوقع أن تعطيه فرصة لتقديم إنجازات مع لبنان في ملف حصر السلاح بيد الدولة. وهذه الفرصة قد لا تتعدى الشهرين أو في أكثر الأحوال، حتى نهاية سنة ٢٠٢٥. وتعتبر إسرائيل بحسب المصادر، أن الموفد الرئاسي الأميركي توم باراك لم يستطع تحقيق اختراق في هذا الملف، وهي ستنتظر لترى أداء السفير عيسى في هذا المجال.