الصايغ: النازحون أمانة برقبتنا وإخوتنا في الوطن وهم أحرار بعقائدهم وخياراتهم السياسية لكنهم ليسوا أحرارًا بتوريط أمن البلاد وتغيير طبيعة وهوية أي منطقة حلّوا فيها

حيّا عضو كتلة الكتائب النائب الدكتور سليم الصايغ صمود أهلنا في رميش، متمنيًا أن يتمكّن النازحون من العودة إلى أرضهم بأسرع وقت وقال في مداخلة عبر mtv: "هذه واجباتنا كي لا تُنتهك كرامة الإنسان مرّتين مرّة من العدو ومرّة من دولته التي لم تكن على مستوى الوعود التي أعطته إياها".

ورأى الصايغ أن الشعب اللبناني سياسيًا بكل أسف غير موجود وإرادته مصادرة بين إسرائيل وحزب الله وبين إسرائيل وإيران، إذ إنّه عندما يحاول الحزب وبري الانتفاض وإعطاء الأولوية للعملية السياسية في لبنان لربما نعود ونلتقط أنفاسنا لتحييد لبنان عن الصراع الذي يأخذ طابعًا قاسيًا ووجوديًا حتّى، يتدخل الإيراني وكأنه يقول للّبناني لا يحق لك بأن تأخذ قرارك بيدك، وكأنه يدعو الإسرائيلي لمتابعة ما يقوم به وهذا الأمر يجعل أننا أحيانًا نصوّب على الحكومة بأنها متقاعسة، لكن هذه الحكومة كأنها مسعفون لا يمكنهم القيام بشيء غير الكلام والحركة من دون بركة، لافتًا إلى أن الحركة لا بد منها وأنا أقوم باتصالاتي من مكاني لاستشراف إلى أين ستذهب الدول الكبرى بقراراتها والكل بات مدركًا أن لبنان مغلوب على أمره والشعب اللبناني لا يمكنه إمساك زمام الأمور بيده اللّهم إلّا أن نذهب إلى حرب داخلية وهذا مرفوض من الجميع.

وأكد الدكتور الصايغ أنّنا بتنا اليوم بوضع اهتزاز للكيان اللبناني بمكوّناته كافة وقدرة لبنان لاستيعاب مليون و200 ألف نازح من مذهب واحد ومنطقة واحدة إلى مناطق من ثقافات مختلفة هذه باسم الأخوّة يقوم بها الإنسان في المرحلة الأولى، إنما عندما تصبح القضية معبأة أمنيًا وعقائديًا وحتى إن هناك سلاحًا بيد عدد من النازحين وأنا لا أحكم على النوايا فهو ليس للاعتداء إنما لأنّهم خارجون من بيوتهم وهم تدرّبوا أن سلاحهم كرامتهم ولو صاروا نازحين في بلدهم، إنما هذا الأمر يولّد نوعًا من الخوف والتسلّح من الجهة المقابلة والدولة والأجهزة الأمنية تقوم بعملها وبعمل جبّار في مراكز الإيواء وقد حصلت محاولات في جونيه لإقامة حواجز فتدخلت الأجهزة وحسمت الموضوع لكن هناك تعبئة نفسية ما ويجب ألا نسمح بذلك، وشدد الصايغ على أن النازحين أمانة برقبتنا وإخوتنا بالوطن وهم أحرار بعقائدهم وبخياراتهم السياسية لكن ليسوا أحرارًا بتوريط أمن البلاد وأن يغيّروا من طبيعة وهوية أي منطقة حلّوا فيها وهذا الأمر يحتاج لحوار ومحبّة وعمل جبّار لخدمة النازحين بواسطة الجمعيات وليس كله أمام الكاميرا والتلفزيون.

واعتبر الصايغ أننا في أزمة وطنية كبرى وليس بأزمة حكم عادية وليس أن المعارضة تستلم الحكم بطريقة عفوية، وأردف: "من دون أي شك نحضّر أنفسنا لنعطي النموذج الصالح وأعطينا سابقًا نماذج صالحة للحكم، ولكن اليوم ليست العملية تداول سلطة التي نفكر بها، فهناك تداول وطن وتداول مؤسسات وإنقاذ وطن، من هنا دور المعارضة التي لديها نضوج كبير بمقاربتها فهي وكأنها حكومة الظلّ وتعمل مع عواصم الدول كافة لتقول كلمة لبنان الحر التي تدعو إلى تطبيق القرارات الدولية من دون إبطاء واستعمال كل الوسائل المتاحة المتوفرة بشرعة الأمم المتحدة وبالقانون الدولي."

وتابع الدكتور الصايغ: "لدينا موقف واضح وصارم بالنسبة للانتهاكات الإسرائيلية لقانون الحرب والقانون الإنساني، فلا يجوز استهداف المدنيين والأبرياء والاعتداء على مراكز الإسعاف والدفاع المدني ومنع وصولهم إلى أماكن الاعتداءات". 

الصايغ الذي أكد أن موقفنا واضح ضد خيارات حزب الله وسياساته وهذا كلام مبدئي، أوضح أننا نقوم بعملنا في لبنان بالتواصل الجدي مع الرئيس بري الذي لديه نوع من الدور المميّز فهو رئيس مجلس النواب وهو أحد قطبي الثنائي حزب الله وأمل وهو المكلّف من قبل حزب الله أن يسير بالسياسة لإخراج لبنان من المأزق وهنا يجب أن نعرف أن إذا الشيعية السياسية والرئيس بري لم يأخذا هذا الدور، فلبنان سيذهب الى مكان آخر وكأننا بالحوار الذي نقوم به مع الشيعة والرئيس بري عبر الإعلام نوصل هذه الرسالة أي إذا لم يلعب بري هذا الدور والشيعة لم يأخذوا قرارًا بالعودة الحقيقية الى الدولة والارتكاز الى اللعبة الدستورية كما هي وتطبيق القرارات الدولية فإنهم يأخذون قرارات تُملى عليهم من الخارج، وهنا سنصل الى مكان يضع موضوع الشراكة الوطنية على المحك، والمسؤولية كبرى لاستغلال التضامن الإنساني لنصل الى تضامن وطني سياسي يخرج لبنان من هذا المأزق وعلينا دور كإعلام وكمعارضين لمتابعة ممارسة هذا الضغط  في الداخل اللبناني والتكلم مع العواصم الكبرى خصوصًا عشية التحضير للمؤتمر الذي دعا إليه الرئيس ماكرون.

واعتبر أن كل أمر مثقل سياسيًا، مشيرًا إلى  أن الجيش اللبناني لديه وظيفة، سائلا: "لماذا يتم دعمه إن لم يحفظ سيادة لبنان ويطبّق القرارات الدولية؟" 

وأوضح أن الفرنسيين يقولون إنهم لا يريدون الدخول بالعملية السياسية والإصلاحات ولكن هذا الأمر مفرغ منه وعملنا كلبنانيين ودورنا كمعارضة أن نقول لهم: "أنتم مخطئون عليكم الحديث بالسياسة من الألف إلى الياء،  فنحن "لا نريد حرامات وفرش وأدوية"، وتابع: "الفرنسيون دخلوا بالموضوع خطأ لأنّهم تعاملوا مع طبقة سياسية زرعوها فهم سمّوا وزراء في الحكومة ويطلبون ممّن أوصلوا لبنان إلى هذه الحالة أن يخلّصوه، ونقول لهم مع كل المتغيرات يجب أن تحاولوا مع مقاربات جديدة وأهم مقاربة أن لا نخجل من تطبيق القرارات الدولية ولا بالتكلّم بالقرار 1559 ففرنسا وضعت هذه الأمور وليس همّنا إقناع بري فقط، إذ إن علينا إيجاد السردية والخطاب السياسي لنضغط على الدول لتعرف كيف تحمله وتتكلّم مع إسرائيل فمشكلتنا ليست مع الحزب فقط بل مع إسرائيل التي عليها أن تقتنع بوقف العملية التي تقوم بها في لبنان والاعتداءات، وعلينا معرفة مخاطبة الآخر فإن لم نكن قادرين على مخاطبة عقل الآخر العدو فنبقى كتلة مبادئ في الحفرة، نملك سلة مبادئ نتغنّى بها من دون إمكانية إيصالها إلى حيث يجب".

وفي ما يتعلق بالملف الرئاسي وإمكانية النزول إلى مجلس النواب والضغط على رئيسه لانتخاب رئيس للجمهورية وعن المسار الذي يجب أن نسلكه لانتخاب رئيس قال: "الموضوع تراكم وما نقوم به كمعارضة هو الضغط والتكلم مع صانعي القرارات الدوليين في بيروت ونواكبه بحركة من خارج لبنان"، وأضاف: "كل الخيارات مفتوحة إنما لا يمكننا أن ننزل عنوة وأكثر شيء يمكن أن نقوم به هو الاعتصام داخل مجلس النواب أو القيام باعتصام مدني أو وطني لكن كما علّمتنا التجربة هذا يؤدي إلى أمور أخرى خارج النطاق السياسي".

وتابع: "يجب أن نراكم بالنقاط وبالحوار ونُفهم حزب الله أنه إن أراد المضي بالطريقة التي يسير بها فلن يربح أي شيء، فهناك إمكانية ليربح نفسه في لبنان ويعيد شعبه يومًا ما الى الجنوب معززًا مكرمًا"، أما إذا استمرّت الحال من دون رئيس فسيبقى الإمعان بضرب المؤسسات وضرب لبنان واعتبار لبنان ساحة مستباحة كما يحصل اليوم ولا أفهم أين ستكون مصلحة الحزب في هذا الموضوع، من هنا علينا أن نراكم والعصا السحرية غير موجودة فلبنان ساحة توتير كبرى للصراع الكبير ونحن حاضرون للانتخابات حالما يفكّ حزب الله أسر مجلس النواب". 

الصايغ سئل: "مَنْ مرشحكم؟" فأجاب: "مرشحنا كحزب كتائب سامي الجميّل ومن الطبيعي أن يرشّح كل حزب رئيسه أو من يمثل مبادئه ".

وأكد الصايغ أننا وضعنا كمعارضة مواصفات واتفقنا عليها وهي معروفة، نريد رئيسًا قادرًا على القيام بمهمة تنفيذ القرارات الدولية والإصلاحات الداخلية في لبنان وأي رئيس حاضر للقيام بها سنكون إلى جانبه".
وعن المطارات البديلة وضرورة تشغيلها في ظل الخطر الذي يحيط بمطار بيروت، قال: " هم يعوّلون اليوم على أن الأميركيين تحدّثوا مع الإسرائيليين وحصلوا على ضمانات بعدم التعرّض لمطار بيروت، لكن كل الناس يعرفون أننا في حصار حقيقي جوي على لبنان ليس إسرائيليًا فقط، فالحكومة اللبنانية تقوم به لأنها غير قادرة على فتح مطارات بديلة خارج إطار بيروت ونعرف أن الوصول الى المطار والخروج منه يحيطه خطر كبير بسبب القصف ولا نفهم الحجة التي يمكن أن تستخدمها الحكومة كي لا تفتح مطار حامات أو مطار القليعات"، وأضاف: "ما من حجة فكل الدراسات وضعت بيد الحكومة ولا يتحجّجوا بسوريا فطائرات الشرق الأوسط تطير فوق سوريا وما من مشكلة معها ولا يتحجّجوا بالكلفة، فليأخذوا القرار ونحن نقول لهم كيف يمكن فتح المطارات البديلة، وتابع: "لتتحمّل مسؤولية كل شخص يسلك طريق المطار أو لا يمكنه المجيء إلى لبنان من رجال الأعمال أو من يريدون إنقاذ عائلاتهم الحكومة والوزير المختص أي وزير الأشغال الذي لغاية الآن لم يُجب عن سؤال نيابي وجهته إليه ليشرح لنا كيف ولماذا لم يفتح مطار القليعات ومطار حامات، فهم يجيبوننا بطريقة شعرية والوزير مكاري قال إن من يريد مطار القليعات يريد التقسيم في لبنان، مشددًا على أن هذا الكلام مرفوض فسياستهم خرّبت لبنان ولم تترك لنا بديلًا إلا النزوح والخراب، من هنا سنتابع وأتمنى من الـ mtv ألّا تترك هذه القضية لأنها قضية حرية بلبنان وسيستفيد منها كل اللبنانيين"، وختم: "الناس تتعرّض للبهدلة هم يستقلّون البوسطات ليصلوا الى الأردن أو ليسافروا من طرابلس الى تركيا في البحر فهل يجوز هذا الأمر؟"