الصايغ: قوة حزب الله تحوّلت ضعفاً مدمّراً له وللوطن وتبديد هواجس المكونات بالعودة إلى دولة المواطنة

أكد النائب الدكتور سليم الصايغ أن المطلوب من حزب الله أن يستعيد قراره اللبناني ويعلم انه لم يعد حزباً مسلحاً فلا يحاول مرة أخرى كما فعل بعد القرار 1701 الذي صدر في العام 2006، الالتفاف عليه وتفريغه من مضمونه الفعلي، بحيث لم يعد نافذاً بالفعل وأصبح مجرد غطاء للاستمرار بخياره المسلح ولولا حرب الإسناد وما تبعها لما انكشف بهذا الشكل.

قبل الهرولة إلى الإصلاحات الموعودة وقبل إعادة النظر بما لا ينفع من النظام السياسي لا بد، بحسب الصايغ، من استكشاف مدى جدية حزب الله بإعادة التشكل كحزب سياسي كبقية الأحزاب. هو بالطبع لديه هواجس وأثبتت التجربة انه غير قادر على تبديدها بنفسه. إن قوّته تحوّلت ضعفاً مدمراً له وللوطن. ونحن نعتبر أن عملية تبديد هواجس المكونات كلها لا تستقيم إلا بالعودة إلى دولة المواطنة الضامن الوحيد لحقوق الأفراد والجماعات كما جاء في الطائف والدستور، وإنجاز مشروع اللامركزية الإدارية الذي نص عليه اتفاق الطائف، في مجلس النواب ويتم تصحيحه إذا لزم الأمر على ضوء التجربة، لكن خوف الصايغ الوحيد هو أن يجر تشدد حزب الله إلى تصاعد التطرف في لبنان لا سيما أن المتغيرات الاقليمية أطاحت بالضوابط الماضية مما يشي بسهولة تفلت الأمور من عقالها.

ومع الإعلان عن وقف لإطلاق النار في لبنان، اعتبر كثيرون من خصوم حزب الله أن زمن انتخاب رئيس تكون مهمته الأساس حماية ظهر المقاومة أولا، انتهى ،كما انتهى معه أيضاً تشكيل حكومات تُكبل من قبل الحزب وحلفائه بالثلث الضامن أو المعطل، خاصة وأن اتفاق الدوحة أعطى حزب الله سلاحا سياسياً كان يستخدمه لمنع صدور القرارات التي لا يوافق عليها.

ويقول الصايغ في هذا السياق: إن اتفاق الدوحة لم يقل بالثلث المعطل أبداً إنما باعتماد الميثاقية كتثبيت للمبدأ الدستوري واعتماد التوافقية في اتخاذ القرارات كذلك كما جاء في الدستور. ولم يتكلم الاتفاق عن أغلبية أو أقلية وإلا لما تأخر تشكيل حكومة الرئيس سعد الحريري 6 أشهر. وعلى كل حال ولو سلمنا جدلاً أن الاتفاق أتى على غير ذلك، فنحن اليوم أمام تغيير عميق في لبنان يحتم الإنقاذ، بالعودة إلى الدستور من دون اجتهادات جديدة، متحدثاً عن الاستراتيجية الدفاعية التي هي بالواقع استراتيجية لحماية لبنان وهي متعددة الجوانب يكون الجانب العسكري والأمني فيها جانبا واحداً بالإضافة إلى الاقتصاد والحماية الاجتماعية وبيئة الأعمال وطريقة تشكيل السلطة لتأمين الاستقرار وتأمين القضاء المستقل واعتماد سياسة خارجية تغطي لبنان ولا تكشفه.

ويبقى أن حياد لبنان، كما يقول الصايغ، فيه اليوم طمأنة للجميع فلا يتغلب أحد على أحد في لبنان بتغير الموازين إقليميا أو دوليا. فنحن نريد أن يشعر كل مواطن أن لا أحد يستطيع أن يعتمد الاستقواء بالخارج وسيلة لصرف نفوذه في الداخل. وأهمية موقفنا أنه ثابت في عز قوة محور الممانعة كما اليوم في عز تقهقره واندثاره، مضيفاً "أليس الحياد أفضل من كل الوصايات وتعطي حصانة وقوة لا تقهر؟"