عن كلام حزب الله من أنه لا يريد جرّ إيران إلى الحرب وماذا عن لبنان وباسم من يتحدث عن أننا سنقاتل بمفردنا، قال عضو كتلة الكتائب النائب الدكتور سليم الصايغ في مداخلة عبر "الحدث": "ما يدعو للاستغراب هو اكتفاء الحكومة اللبنانية بنقل موقف حزب الله وهي أصلا لم تقرّر لا الحرب ولا السلم في لبنان وهي ساعي بريد بين حزب الله والمجتمع الدولي ولاسيما في ما يخص المبادرة بين بيروت وباريس، مشيرًا إلى أن قبول حزب الله اليوم بالقرار 1701 والتنفيذ الفوري لكل مندرجاته كما أتى بعد حرب تموز 2006 أمر نستطيع أن نبني عليه".
أضاف: "إن مسار ترسيم الحدود البرية كان مسارًا قائمًا قبل 7 أكتوبر وكان هناك اتفاق على نصف النقاط المتنازع عليها وبالنتيجة إذا كان الأمر هو استكمال ترسيم الحدود فهذا جاء أصلا في متن القرار 1701 الذي يقول بشكل واضح إن على الحكومتين اللبنانية والإسرائيلية أن تستكملا تثبيت وترسيم الحدود بشكل أن يتم حل كل النقاط ولكن جاء أيضًا أن على الفريقين معالجة موضوع مزارع شبعا".
وعن أن لم يأت في ثنايا هذا الرد تغيير من موقف الحكومة بربط جبهة الجنوب مع ما يجري في قطاع غزة قال: "نحن لم نطّلع على موقف الحكومة اللبنانية اي موقف حزب الله بالتفصيل، ولكن تصريح وزير الخارجية الذي قال إن في المبادرة إيجابيات ونقاطًا يمكن تحسينها أمر لا بد من أن نتعامل معه بكل موضوعية، أمّا عن موضوع ربط الساحات فلم يأتِ أحد على ذكره في الرد، فحتى الآن كما علمنا لم يأتِ الربط أو التزامن بين وقف إطلاق النار في غزة وعملية وقف إطلاق النار في لبنان بينما قال حزب الله من الأساس إن هناك ربطًا للساحات ولن يوقف إطلاق النار قبل حسمه في غزة".
وشرح أن الذي قد يكون تغيّر ولسنا متأكدين أبدًا أن يحصل هو التنفيذ الكامل والفوري للقرار 1701 وهذا يعني الذهاب إلى ابعد من الاكتفاء بوقف الأعمال الحربية كما حصل بالفعل منذ آب ٢٠٠٦ اي الوصول إلى وقف إطلاق نار نهائي وهذا لم يحصل لذلك علينا تطبيقه بالكامل وفورًا.
وعما إذا كان التغيير هو تنازل من حزب الله عن ربط القرار 1701 بمزارع شبعا وتلال كفرشوبا ونمضي هنا بقرار منفصل كما كان يقول الجانب الأميركي أيضًا وهذا يتماهى مع الرؤية الإيرانية التي تدعو إلى عدم توسيع رقعة الحرب في لبنان، قال الصايغ: "علينا أن نعرف حقيقة ماذا في ثنايا الرد اللبناني لأن الفاصلة والنقطة قد تغيّر في معنى النص"، وأردف: "أقول إن من الأساس القرار 1701 يتكلّم عن معالجة قضية مزارع شبعا واليوم ليس هناك قبول عند الإسرائيلي بالانسحاب من المزارع، وكان هناك حديث منذ أشهر عن ترتيبات معينة إذ يمكن أن يأتي لحكم هذه المنطقة فريق ثالث أمم متحدة من UNIFIL أو UNDOF الموجودة في الجولان.
رأى الصايغ كذلك أنه إذا قرّر حزب الله القبول من دون شروط بالقرار 1701 لأن الوضع كان هكذا عام 2006 لا يعود هناك اي حجة لإسرائيل للاعتداء على لبنان، لافتًا إلى أن القبول بالقرار 1701 يعني تدريجيًا الذهاب الى تطبيق القرارات الدولية ذات الصلة وهذا يعني التأسيس لمرحلة "وردية" في لبنان، متمنيًا أن يكون الأمر جديًا وألا يكون في متن الرد بعض الأفخاخ التي تهدف إلى تصوير حزب الله بأنه متعاون فيما هو غير ذلك، مضيفًا: "شهدنا هذا الأمر في المفاوضات حول رفح وفي مصر إذ كانت العملية كلها لكسب الرأي العام وحشد الدعم الدولي".
وأعرب الدكتور الصايغ عن اعتقاده أن حزب الله لا يريد توسعة هذه الحرب وهو يريد أن يحافظ على قوته ليهوّل ويهدّد إسرائيل ساعة يشاء، وتابع: "أنا لا أخاف من توسعة الحرب من جانب حزب الله، والجانب الإسرائيلي عندما تعززت عنده قدرة حزب الله على الضرر به تعاظمت عنده القناعة انه لا يريد أن يعيش في هاجس الخطر القادم عليه من لبنان، لذلك أعتقد أن الفكر الاستراتيجي الإسرائيلي هو الذي يريد اليوم توسعة الحرب لكي يجتثّ من لبنان أي قدرة على تهديد الشمال الإسرائيلي".
وعن الذهاب إلى حرب في لبنان مع إسرائيل أم مفاوضات وحل جزئي للقرار 1701 قال: "أعتقد أن ما يحاول أن يصنعه الفرنسي وحزب الله والحكومة اللبنانية المتكلمة باسم حزب الله في هذا الصدد هو نزع أي ذريعة من أيدي إسرائيل لتهجم على مراكز الحزب على كل الأراضي اللبنانية وهناك تسابق بين منطق الحل الدبلوماسي والمنطق العسكري وأعتقد أن العقل الاستراتيجي الإسرائيلي الدي يتحكم اليوم بالقرار في إسرائيل لا يستطيع أن يتأقلم بعد اليوم مع تهديد يأتي من حماس جنوبًا أو من حزب الله شمالًا".