العالم يتنفس بإبحار سفينة إيفر غيفن... والخسائر الاقتصادية تقدر بمليارات الدولارات

في اليوم السابع، انتهت أزمة إغلاق قناة السويس، واستؤنفت حركة الملاحة في القناة الأهم عالميا، بعد إعادة تعويم سفينة الحاويات البنمية العملاقة «إيفر غيفن»، التي جنحت وتوقفت في عرض مجرى القناة منذ صباح الثلاثاء الماضي فأغلقته بالكامل، ما عطل الملاحة في الاتجاهين.

وقال رئيس هيئة قناة السويس إنه قد يتم الانتهاء من مرور جميع السفن المنتظرة في القناة، والتي تراكمت أثناء إغلاقها بعد جنوح سفينة حاويات عملاقة، خلال ثلاثة أيام ونصف.
وقال أسامة ربيع الهيئة للصحفيين في مؤتمر صحفي "113 سفينة ستعبر القناة من الجانبين من 6 مساء (اليوم الاثنين) وحتى 8 صباحا (غد الثلاثاء)".
واستؤنفت حركة الملاحة بقناة السويس مساء الاثنين بعد تعويم سفينة الحاويات الضخمة إيفر غيفن التي سدت الممر المائي لقرابة أسبوع، بينما تنتظر أكثر من 400 سفينة عبور الممر الملاحي.
وقال ربيع لقناة النيل المصرية في وقت سابق "المركب سليمة وليس بها أي مشاكل، وفتشنا قاع وتربة قناة السويس، والحمد لله سليمة وليس بها أي شيء، وستمر فيها السفن اليوم".
في غضون ذلك، ذكرت مصادر في صناعة الشحن أن ملاك السفن ومستأجريها الذين لم يتمكنوا من الإبحار عبر قناة السويس لنحو أسبوع يواجهون خسائر مالية لا تقل عن 24 مليون دولار لن يستطيعوا تعويضها لأن بوليصات التأمين الخاصة بهم لا تغطيها.

وزادت أسعار الشحن لناقلات المنتجات النفطية إلى المثلين تقريبا بعد جنوح السفينة، وأثر غلق القناة على سلاسل الإمداد العالمية مما يهدد بحدوث تأخيرات باهظة التكلفة للشركات التي تعاني أصلا بسبب قيود كوفيد-19.

إلى ذلك، أعلنت مجموعة «ميرسك» للشحن، وهي أكبر شركة لشحن الحاويات في العالم، في بيان استشاري للعملاء نشر أمس، أن جنوح «ايفر غيفن» أدى إلى عرقلة قطاع الشحن الدولي، وهو أمر قد لا يزول أثره قبل أسابيع وربما شهور.

وتمر نحو 30 في المئة من إجمالي حركة الشحن بالحاويات في العالم يوميا عبر قناة السويس، البالغ طولها 193 كيلومترا، وتنقل بضائع مثل الأرائك والإلكترونيات والملابس والأحذية، كما أن الحاويات الفارغة التي تحتاجها المصانع الآسيوية لشحن منتجاتها تعطلت أيضا أثناء توقف الملاحة في الممر المائي.

وقالت «ميرسك»: «حتى بعد إعادة فتح القناة، الآثار المضاعفة على القدرة والمعدات العالمية كبيرة»، مشيرة الى أن لها 3 سفن عالقة في القناة بخلاف 29 أخرى تنتظر الدخول، مضيفة أنها غيرت حتى الآن مسارات 15 سفينة لتبحر بدلا من ذلك جنوبي القارة الافريقية، «وبتقييم وضع التكدس الحالي للسفن، قد يستغرق عبور كامل الصف 6 أيام أو أكثر».

من ناحيتها، أفادت شركة «إم إس سي السويسرية»، ثاني أكبر شركة شحن في العالم، في تصريحات منفصلة، بأن الموقف «سيتسبب في أحد أكبر الاضطرابات لحركة التجارة العالمية في السنوات الماضية».

 من جهتها، اعتبرت وكالة فيتش للتصنيفات الائتمانية أن سد واحدة من أكبر سفن الحاويات في العالم قناة السويس قد يكبد قطاع إعادة التأمين مئات الملايين من اليوروهات، مبينة ان إغلاق قناة السويس سيقلص أرباح شركات إعادة التأمين العالمية، لكن لن يؤثر كثيرا على أوضاعها الائتمانية، في حين أن أسعار إعادة التأمين البحرية سترتفع أكثر.

وارتفعت أسعار الشحن على متن ناقلات منتجات النفط إلى ما يقرب من مثليها، بعد أن توقفت حركة السفن وتعطلت سلاسل الإمداد العالمية، مهددة بتأخير باهظ التكلفة لشركات تعاني بالفعل من قيود «كوفيد 19».

وذكرت «فيتش» أن «الخسائر ستتوقف في نهاية المطاف بعد استئناف حركة السفن الطبيعية»، لكنها تقدر أن الخسائر قد تصل ببساطة الى «مئات الملايين من اليوروهات».

وكانت مصادر في القطاع قالت لـ«رويترز» إن الشركة المالكة والشركة المؤمنة على «إيفر غيفن» تواجهان تعويضات بملايين الدولارات حتى إذا تم تعويم السفينة سريعا.