القرار اتخذ...ايران قبل 20 ك2 الإنصياع او الضربة الكبرى

مع سريان الهدنة بين اسرائيل وحزب الله، رغم الخروقات الاسرائيلية التي تجاوزت الـ54 ، بحسب رئيس مجلس النواب نبيه بري، تنفست فرنسا الصعداء وانصرف الرئيس ايمانويل ماكرون الى متابعة شؤون البلاد مع استمرار السعي الى تعزيز نفوذها في الشرق الاوسط، في ظل تبدّل موازين القوى والمتغيرات الطارئة والتي تبدو نتاج اتفاق دولي كبير، اميركي – اوروبي ليست روسيا بعيدة منه، ولو انها تبدو في الظاهر خلاف ذلك.

فوز الرئيس الاميركي دونالد ترامب في الرئاسة الاميركية فعل فعله على الساحة الدولية ، اذ تشير مصادر دبلوماسية لـ"المركزية" الى ان اتفاقا ابرم بين ترامب والرئيس جو بايدن في اجتماعهما الشهير على تولي ادارة بايدن تنظيف الساحة الشرق اوسطية من ترسبات اذرع ايران، بالوسائل المناسبة، لا سيما في لبنان وسوريا وسائر الدول التي لها نفوذ فيها. اتفاق اطلع البيت الابيض فرنسا عليه وعبرها اوروبا ،حتى حينما يتسلم ترامب الرئاسة تدخل المنطقة عصرا جديدا من الاستقرار تمهيدا للسلام فالتطبيع، اذا سارت الرياح كما يشتهي اطراف الاتفاق.

الرئيس الفرنسي،وفي اطار تلبيته دعوة ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان  لزيارة  دولة تستمر لثلاثة أيام ابرز عناوينها إعادة رفع العلاقات السعودية -الفرنسية إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية للسنوات العشر المقبلة، ومشاركة الشركات الفرنسية في مشاريع رؤية 2030 خصوصاً في جانبي النقل والثقافة، سيطرح مع المسؤولين في المملكة ايضا ملف التنسيق لإعادة الأمن والاستقرار الإقليمي الى الشرق الأوسط، ولبنان على وجه الخصوص، من زاوية رعاية بلاده النقاش السياسي، بغية تعزيز وقف إطلاق النار، وتسريع الخروج من الأزمة السياسية عبر انتخاب رئيس للجمهورية ، خصوصا ان للسعودية دورا بارزا على الساحة اللبنانية ولها مونة على عدد من الافرقاء السياسيين المؤثرين في اللعبة الديموقراطية، اضف الى انها كانت قبل الانفجار الكبير في المنطقة على قاب قوسين من التطبيع في انتظار قبول اسرائيل بحل الدولتين، وهي ان قبلت، ستفتح الباب امام سائر دول المنطقة للحاق بركب التطبيع وانهاء زمن النزاعات المسلحة.

تؤكد المصادر الدبلوماسية ان الزيارة الفرنسية للمملكة ونقاشها الملف اللبناني ليست معزولة عن البيان الفرنسي –الاميركي ، لا بل هي امتداد له ،اذ ان ماكرون سيبحث مع السعوديين ما يمكن للمملكة ان تقدم من دعم وتبذل من جهد في سبيل عودة الاستقرار الى لبنان واكمال عقد مؤسساته في اتجاه اعادة بناء الدولة بدءا من انتخاب رئيس الى تشكيل حكومة واطلاق عجلة الاصلاحات.

وتعتبر ان القرار الدولي الكبير بتركيع ايران من بوابة ما اصاب حزبها في لبنان، متخذ ولا عودة عنه ،وما تحريك فصائل المعارضة السورية وانقضاضها على جيش النظام بسرعة جنونية مكنتها من السيطرة على مدينة حلب في وقت قياسي سوى نتاج الاتفاق الذي لا بدّ سينسحب على كل دولة ما زالت تُغلِب الصوت الايراني على معارضة شعبها هيمنته على قرارها. صحيح ان النظام السوري ما زال يواجه، تسانده موسكو ببضع غارات، الا ان موسكو لا تساند حتما فصائل ايران لا بل تتطلع الى اقتلاع اي نفوذ لها في سوريا .

اما العراق ، فتسعى الدولة بجهد الى تجنّب كأس تجرعته جارتاها لبنان وسوريا ، من خلال اقفال حدودها ومدها بالدعم اللازم منعا لانتقال الشرارة اليها، وخفت صوت الميليشيات الموالية لإيران لا سيما الحشد الشعبي وقمع اي تحرك قد يستجلب الويلات من جانب اسرائيل تحديدا ، ذلك ان السيناريو التدميري الذي نفذته في مناطق الحزب في لبنان اكثر فداحة من ان تتحمله دولة كالعراق تحاول اعادة بناء نفسها.

قبل 20 كانون الثاني، يفترض في اجندة الولايات المتحدة واوروبا ان تصبح المنطقة نظيفة من "لوثات" ايران ليتسلم ترامب الحكم ويشرع في مشروع السلام الموعود، اما اذا استمرت ايران في المعاندة والمكابرة ووضع العصي في الدواليب، فالضربة الاسرائيلية للنووي خاصتها لا بد آتية ،تختم المصادر.