المصدر: وكالة الأنباء المركزية
الكاتب: ميريام بلعة
الأربعاء 26 شباط 2025 15:50:01
فيما توضع اللمسات الأخيرة على جدول أعمال زيارة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الأحد المقبل إلى المملكة العربية السعودية بدعوة من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، تشخص أنظار أركان القطاع الخاص اللبناني إلى نتائج هذه الزيارة التي يعوّلون على نتائجها لتحريك العلاقات التجارية الثنائية الراكدة منذ سنوات بفعل مواقف سياسية داخلية "لم تترك للصلح مكاناً" دفعت بالمملكة إلى حظر سفر رعاياها إلى لبنان فكان القرار الذي "قصم ظهر البعير"، أثقل حمله قرارٌ سعودي آخر بإقفال الأسواق السعودية أمام المنتجات اللبنانية... فكان أن خسرت القطاعات الزراعية والصناعية والسياحية اللبنانية مصدراً غنياً لتحقيق الأرباح وتسجيل النمو المستدام.
ولكن، كَمّ يختلف اليوم عن الأمس! فزيارة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان لتهنئة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون بانتخابه، عَبّدت الطريق أمام مرحلة جديدة من العلاقات اللبنانية – السعودية ستحمل انفراجاً رَحباً للاقتصاد الوطني، خصوصاً على وقع الحديث عن تحضير المملكة العربية السعودية 22 اتفاقية لتوقيعها مع لبنان في العهد الجديد.
إذاً، تَحبس القطاعات السياحية والصناعية والزراعية أنفاسها ترقباً لتصاعد الدخان الأبيض من زيارة الرئيس عون إلى الرياض نهاية الأسبوع، إيذاناً برفع الحظر السعودي عن المجيء إلى لبنان أولاً، وإعادة فتح السوق السعودية أمام الصادرات الصناعية والمنتجات الزراعية اللبنانية ثانياً.
شقير يحدّد أمنيتَين..
رئيس الهيئات الاقتصادية الوزير السابق محمد شقير يثمّن عبر "المركزية" زيارة رئيس الجمهورية إلى المملكة، ويرى فيها "أهمية كبرى للبنان ولفخامة الرئيس أيضاً كونها محطته الخارجية الأولى بعد انتخابه".
وإذ يلاحظ "عودة اهتمام المملكة العربية السعودية بلبنان وباستقراره"، يتمنى شقير من هذه الزيارة أمرَين اثنين إذا تحققا فـ"سيكون بيتنا بالقلعة":
- الأمر الأوّل: إعادة السماح بالتصدير من لبنان إلى الأسواق السعودية.
- الأمر الثاني: رفع الحظر عن المجيء إلى لبنان، وبالتالي عودة السماح للسعوديين بزيارة بلدهم الثاني لبنان.
ويشير في المقلب الآخر، إلى الاتفاقات الـ22 التي تحضّر لها المملكة، ويستبعد طرحها خلال زيارة الأحد لأنها ستكون قصيرة، متوقعاً أن تكون مادة بحث ومتابعة بعد شهر رمضان وعطلة عيد الفطر، "لأن هذه الاتفاقات تتطلب توجّه وفد لبناني كبير إلى المملكة يضمّ الوزراء المعنيين على أن يوقّع كل وزير ضمن حقيبته مع نظيره السعودي الاتفاق الذي يدخل ضمن مهامه".
ويؤكد شقير في السياق أن "الزيارة ستكون ناجحة وستحمل أخباراً إيجابية للبنانيين... فالمملكة ستُهدي الرئيس جوزاف عون إنجازاً مهماً على هذا الصعيد، وفي طليعته رفع الحظر عن مجيء السعوديين إلى لبنان".
من نتائج الزيارة: صادرات صناعية بـ500 مليون دولار
من جهته، يؤكد رئيس جمعية الصناعيين سليم الزعني أن القطاع الصناعي يعلّق كل آماله على زيارة الرئيس جوزاف عون إلى السعودية، ويقول لـ"المركزية": نعوّل بشدة على هذه الزيارة لإحداث نفضة نهضوية بالصناعة اللبنانية وتحديداً في الصادرات الصناعية. ونعتبر أن زيارة فخامة الرئيس أساسية لإعادة العلاقات الصناعية مع دول الخليج كافة وليس فقط مع المملكة العربية السعودية.
ويُلفت إلى وجود "مؤشرات إيجابية" ستحوط زيارة الرياض الأحد، "خصوصاً ما يُحكى عن توقيع اتفاقات بين لبنان والمملكة العربية السعودية، وستكون بادرة إنجازات العهد، فهذه الاتفاقات طالما انتظرناها منذ زمن. من هنا نأمل أن تفتح أمامنا الأبواب من جديد، على الأقل في مجال التبادل التجاري، على أن يتبعه إن شاء الله عودة الخليجيين عموماً والسعوديين خصوصاً إلى لبنان".
بالأرقام، كم سيصدّر لبنان إلى الأسواق السعودية فور إعادة فتحها أمام الصادرات الصناعية؟ يُجيب الزعني: سنصدِّر ما بين 400 و500 مليون دولار سنوياً... من دون إغفال التأثير مضاعف الذي سيُحدِثه هذا القرار! فالبضائع اللبنانية مطلوبة في السوق السعودية، كما لدينا بضائع عديدة سنعرضها على أسواق المملكة.
فالـ 400 و500 مليون دولار المتوقَّعة كقيمة الصادرات السنوية إلى السعودية، "ستنتج مفاعيل اقتصادية مضاعفة في القطاع الصناعي وبالتالي في الاقتصاد اللبناني ككل" وفق ما يؤكد الزعني.
... كما في القطاع الصناعي، كذلك ستكون مفاعيل زيارة رئيس الجمهورية إلى الرياض على القطاعَين السياحي والزراعي، بعدما عاشا حرماناً قاهراً بفعل تجميد العلاقات اللبنانية – السعودية في السنوات الأخيرة! فالسياحة افتقدت للكتلة النقدية الخليجية والسعودية تحديداً لمواسم عديدة خلت، وحُرِمَت الزراعة من السوق السعودية لتسويق منتجاتها، وللدخول عبرها إلى الدول الخليجية والعربية.
الآمال كبيرة وكثيرة سترافق الرئيس جوزاف عون إلى المملكة ، علّه يعود متوَّجاً بقرارات سعودية تنهض بالاقتصاد وبقطاعاته على اختلافها لتستعيد "عزّ النمو"، ويعود لبنان قبلة الشرق...والخليج.