لم يمض على وقف إطلاق النار سوى أيام حتى بلغت الحجوزات إلى لبنان على متن طيران الشرق الأوسط "الميدل إيست" ذروتها، ومعها رفعت الشركة عدد رحلاتها اليومية إلى حدها الاقصى بالغة نحو 25 رحلة يومياً. ولا يعود ضغط الحجوزات إلى لبنان إلى وقف إطلاق النار وعودة الهاربين من تحت القصف الإسرائيلي فحسب، بل ايضاً إلى إقبال المغتربين اللبنانيين على العودة إلى لبنان وتمضية فترة أعياد الميلاد ورأس السنة كما هو الحال كل عام.
وبحسب أرقام المطار يبلغ مستوى الحجوزات عبر طيران الشرق الأوسط حدّه الأقصى على مدى الشهر المقبل، حتى أنه بات من الصعب جداً توفير حجوزات قريبة للراغبين بالعودة إلى لبنان. ويقول مصدر من المطار أنه فور وقف إطلاق النار تدفقت طلبات الحجوزات بشكل غير مسبوق ووصلت مواعيد الحجز إلى الأسبوع الأخير من شهر كانون الأول.
عودة شركات الطيران
أما شركات الطيران العربية والعالمية التي علّقت رحلاتها إلى لبنان خلال حرب امتدت على مدى أشهر، فمن المتوقع أن تعاود رحلاتها من وإلى لبنان خلال المرحلة المقبلة تدريجياً، ويوضح مصدر من المطار بأن استئناف الشركات العربية والعالمية رحلاتها إلى لبنان ليس بالأمر السهل فالشركات التي علقت رحلاته إلى مطار بيروت في الفترة الماضية قامت بجدولتها عبر مطارات أخرى وبالتالي قد يلزمها أسابيع حتى تتمكن من استعادة خطوطها إلى لبنان.
لكن ما يتخوّف منه البعض لا يسري على كافة شركات الطيران فالبعض منها تعمل جاهدة لاستئناف رحلاتها إلى بيروت ومنها شركة الطيران الأردني والعراقي بحسب ما أكد رئيس المطار فادي الحسن. حتى الطيران التركي فإنه سيعاود تسيير رحلاته إلى بيروت الاسبوع المقبل في 4 كانون الأول وسيزيد رحلاته تدريجياً خلال الشهر، كما ستعود الخطوط الجوية القطرية في 9 كانون الأول والاتحاد في 18 منه.
وبحسب مصادر المطار فإن الطيران العراقي استأنف بالفعل رحلاته إلى بيروت وكذلك الطيران المصري يحضّر للعودة إلى بيروت. أما الطيران الإثيوبي فسيستأنف رحلاته خلال أيام، ويوضح المصدر أهمية عودة الطيران الإثيوبي بالنسبة إلى لبنان "فإنه يعد صلة الوصل الرئيسية بين لبنان وكافة الدول الأفريقية لذلك يعوّل المطار كثيراً على عودته". أما الطيران الأوروبي فلم يبادر باستئناف الرحلات إلى لبنان ولم يبلغوا موظفيهم بالمطار بأي نية قريبة للعودة.
كثافة الحجوزات
وعلى الرغم من استبعاد بلوغ عدد المسافرين عبر مطار بيروت خلال شهر كانون الأول المستوى نفسه من العام الماضي الذي بلغ يومياً 14 ألف مسافر، إذ تقتصر الرحلات حالياً على طيران الشرق الأوسط فقط، إلا أن رئيس اتحاد نقابات النقل الجوي علي محسن يؤكد ارتفاع مستوى المسافرين عبر المطار بشكل ملحوظ خلال الأيام القليلة الماضية بعد وقف إطلاق النار خصوصاً ان حجوزات الميدل إيست بلغت مستوى 100 في المئة حتى نهاية العام 2024. وإذ يكشف محسن عن توجه لتسيير رحلات إضافة extra flights للميدل إيست تلبية لارتفاع الطلب يومياً، يتوقع أن تتضاعف أعداد الوافدين خلال شهر كانون الأول لكثافة الحجوزات ولاستئناف العديد من شركات الطيران رحلاتها إلى لبنان.
أما عن أسعار التذاكر وكثافة شكاوى المواطنين من ارتفاع الأسعار عبر شركة طيران الشرق الأوسط، يوضح مصدر من الشركة بأن العديد من العوامل تؤثر على أسعار التذاكر أولها وأهمها ارتفاع التكلفة التشغيلية للطائرات ومضاعفة تكلفة التأمين العالمي على المخاطر ويذكّر بأن الشركات العالمية لم تُخرج بيروت من تصنيف الـRed Zone وهو ما يضاعف تكلفة التأمين على الطيران ويرفع بالتالي أسعار التذاكر.