المصدر: الحرة
الثلاثاء 30 أيار 2023 09:32:26
نجحت القوات الروسية في السيطرة على مدينة باخموت الصغيرة شرقي أوكرانيا، لكن الهجوم المكلف الذي استمر 10 أشهر ترك الجنود مرهقين ومحاصرين مع فرصة ضئيلة للتقدم، وفقا لتحليل نشرته وول ستريت جورنل.
وتقول الصحيفة، نقلا عن مراقبين ومحللين، إن الخبراء حاروا في السبب الذي دفع موسكو وكييف لبذل كثير من الأرواح والمعدات في معركة باخموت، خاصة مع الأخذ في الحسبان القيمة الاستراتيجية المحدودة للمدينة الصغيرة.
مع هذا يشير محللون تحدثوا للصحيفة، مثل مارك كانسيان، كبير المستشارين في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن إلى الأهمية الرمزية الكبيرة للمدينة، مقارنا إياها بـ"ستالينغراد" المدينة الروسية التي صمدت بوجه هجوم نازي قاس وطويل.
مع هذا، تقول الصحيفة إن الانتصار المعنوي الذي حصلت عليه موسكو في باخموت لن يعني مكاسب ذات مغزى لقواتها، خاصة وأن أوكرانيا تستعد للرد على القوات الروسية في هجوم متوقع على نطاق واسع، حيث تسعى جاهدة لاستعادة ما يقرب من خمس أراضيها من روسيا.
وفي حين أن الدفاع عن باخموت لفترة طويلة كلف أوكرانيا بشكل كبير، فإن كييف لم تنشر في المدينة أيا من الألوية التي دربها وجهزها الحلفاء الغربيون استعدادا للهجوم.
في المقابل، فإن روسيا نفسها تستعد لشن هجمات لكن بقوات مستنزفة بشدة في معارك باخموت وفي هجومها الشتوي الذي فشل في إحراز تقدم كبير.
كما وسعت معركة باخموت الانقسامات داخل المؤسسة العسكرية الروسية، بحسب الصحيفة.
وبدلا من التقدم نحو مراكز سكانية أخرى غربي باخموت، يتعين على روسيا الآن أن تحتفظ بالمدينة المحطمة ضد القوات الأوكرانية المنتشرة في التلال القريبة.
وإذا انسحبت مجموعة فاغنر شبه العسكرية الروسية بالكامل من المدينة كما وعد مؤسسها يفغيني بريغوزين، فستكون هناك حاجة إلى قوات أخرى للاحتفاظ بها.
ومع الاستيلاء على باخموت، قال بريغوزين، إنه خلق فرصة للجيش الروسي النظامي لشن هجمات على الغرب.
ومع ذلك، شنت القوات الأوكرانية سلسلة من الهجمات المضادة المحلية شمال وجنوب المدينة، واستعادت الأرض التي استغرق الروس أسابيع للاستيلاء عليها.
والهجمات المضادة حول باخموت هي واحدة من سلسلة من التحركات التي تقوم بها أوكرانيا لإعداد ساحة المعركة لجهد أوسع لاستعادة الأراضي التي استولت عليها روسيا.
ونقلت الصحيفة عن يوري فيدورينكو، قائد وحدة الطائرات بدون طيار في اللواء الميكانيكي 92، الذي استعاد الأراضي شمال باخموت قوله إن وحدته نجحت في قمع نيران المدفعية الروسية باستخدام نظام رادار قدمته الولايات المتحدة، مما مكنهم من تحديد مصادرها واستهدافها.