المصدر: Kataeb.org
الأربعاء 11 تشرين الثاني 2020 15:43:26
أصيب عدد من الأشخاص بجروح، اليوم، في هجوم بعبوة ناسفة استهدف مقبرة لغير المسلمين في جدّة، في غرب السعودية، خلال إحياء ديبلوماسيين أوروبيين ذكرى اتفاق الهدنة في 11 تشرين الثاني 1918.
اعتداء اليوم هو الثاني في جدّة بعد هجوم في 29 تشرين الأول ضد حارس أمن في القنصلية الفرنسية. ووقع الهجومان بعد سلسلة اعتداءات نفذها إسلاميون متطرفون في فرنسا والنمسا، على خلفية نشر الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد، وموقف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لجهة إدراج نشر الرسوم في إطار حرية التعبير في فرنسا.
وفي وقت لاحق، أعلنت إمارة منطقة مكة المكرمة، أنّ يونانياً ورجل أمن سعودياً أصيبا في الاعتداء على المقبرة.
ونشرت وكالة الأنباء السعودية بياناً جاء فيه أن الجهات الأمنية باشرت، صباح يوم، "التحقيق في حادثة اعتداء جبان".
من جهتها، قالت وزارة الخارجية الفرنسية، في بيان: "استهدفت المراسم التي كانت تجري في ذكرى انتهاء الحرب العالمية الأولى في مقبرة لغير المسلمين في جدة، والتي كان يشارك فيها عدد من القناصل بينهم قنصل فرنسا، باعتداء بعبوة ناسفة هذا الصباح، ما أدى إلى وقوع عدد من الجرحى".
وندّدت الخارجية "بحزم، بالعمل الجبان غير المبرر"، داعية السلطات السعودية إلى التحقيق في هذا العمل و"تحديد الجناة ومحاكمتهم"، من دون أن يصدر تعليق فوري من الجانب السعودي.
وذكر التلفزيون السعودي، أنّ السلطات فرضت طوقاً أمنياً حول المقبرة، وأشار إلى أنّ حركة المرور بالمنطقة طبيعية.
بدورها، عرضت قناة "الإخبارية" التلفزيونية، لقطات للشوارع المحيطة بالمقبرة، وقالت إن الوضع مستقر.
وفي سياق متّصل، حضّت السفارة الفرنسية في الرياض رعاياها في المملكة على "توخي الحذر الشديد". كما أصدرت القنصلية الفرنسية في جدّة بياناً، حضّت فيه رعاياها في السعودية على توخي "أقصى درجات الحذر". وأضاف البيان: "توخوا الحرص وابتعدوا عن جميع التجمعات وكونوا حذرين في تنقلاتكم".
وفي الإمارات العربية المتحدة، دعت السفارة الفرنسية، رعاياها، إلى توخي الحذر، خاصة "في المناطق السياحية وأوساط الأجانب".
وذكر بيان صادر عن البعثة الديبلوماسية، أنّ السفارة على اتصال بالسلطات الإماراتية الملتزمة بتوفير درجة عالية من درجات الأمن للفرنسيين.
يسلّط الاعتداء في جدة الضوء مجدداً على السعودية التي تشهد حملة انفتاح بعد عقود من التشدد، في إطار خطة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لتنويع الاقتصاد ووقف الارتهان للنفط، وخصوصا عبر جذب الاستثمارات في قطاعي الترفيه والسياحة.
والعام الماضي، أقدم مواطن يمني على طعن أربعة إسبان بالسكين خلال عرض مسرحي في حديقة في الرياض بالهواء الطلق. وكان ذلك الاعتداء الأوّل ضد واحدة من نشاطات الترفيه التي باتت تنظمها الرياض ومدن سعودية أخرى بانتظام.
ويحذّر بعض السعوديين من أن إدخال مثل هذه الإصلاحات في مجتمع محافظ للغاية ينطوي على مخاطر.
وتم تنفيذ حكم الإعدام باليمني في شهر نيسان الماضي، بحسب السلطات التي كانت اتّهمت فرع تنظيم القاعدة في اليمن بالوقوف خلف الاعتداء.