المصدر: النهار
الأربعاء 9 آذار 2022 22:52:52
في كارثة إنسانية هي الأخطر منذ بدء الغزو الروسي على أوكرانيا، اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي روسيا، اليوم الأربعاء، بشنّ غارة جوية على مستشفى بمدينة ماريوبول المحاصرة في جنوب أوكرانيا، وقال إنّ أطفالاً صاروا "تحت الأنقاض".
وأدّى الهجوم إلى سقوط 17 جريحاً وفق المعطيات الأولية، بحسب ما أعلن المسؤول المحلي بافلو كيريلنكو. وقال حاكم منطقة دونيستك الجنوبية، في فيديو نُشر على "فايسبوك": "إلى الآن هناك 17 جريحاً في صفوف أفراد الطاقم، لم يصب أي طفل... ولا وفيات".
وأكدت وزارة الدفاع الروسية أنّ "الوضع الإنساني في أوكرانيا مستمر بالتدهور".
من جهته، قال مجلس مدينة ماريوبول إنّ المستشفى دُمّر تماماً، مضيفاً أنّه لا يعلم شيئاً عن عدد الضحايا، في حين تتنفي روسيا استهداف المدنيين في هجومها على أوكرانيا.
وأضاف المجلس: "قوات الاحتلال الروسي أسقطت عدة قنابل على مستشفى الأطفال. الدمار هائل".
ودانت الأمم المتحدة الهجوم على المستشفى، مؤكدة أنّه "يجب أن تبقى كل المراكز الصحية بمنأى عن القصف في أوكرانيا".
خلال مؤتمر صحافي، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إنّ الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية طالبتا وما زالتا تطالبان "بوقف فوري للهجمات على المرافق الصحية والمستشفيات والعاملين في مجال الرعاية الصحية وسيارات الإسعاف".
وفي أوّل تعليق أوروبي على قصف مستشفى الأطفال في ماريوبول، دان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون غارة جوية استهدفت المستشفى، متعهّداً محاسبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "على جرائمه الرهيبة".
وجاء في تغريدة له عبر "تويتر": "قليلة هي الأمور التي تتخطى بلا أخلاقيتها استهداف الضعفاء والعزّل".
من جهة أخرى، أفاد مسؤول أمني كبير في أوكرانيا أنّ "67 طفلاً قتلوا منذ بدء الغزو الروسي".
وقالت شركة أميركية خاصة إنّ صوراً التقطت بالأقمار الصناعية صباح اليوم الأربعاء تظهر أضراراً جسيمة في البنية التحتية المدنية في مدينة ماريوبول المحاصرة بجنوب أوكرانيا وحولها.
وأفادت شركة "ماكسار تكنولوجيز" إنّ الأضرار الجسيمة التي تم رصدها لحقت بمباني سكنية ومحلات بقالة ومراكز تسوق، لافتة إلى أنّ الصور تم جمعها قبل أنباء عن تفجير وقصف مستشفى للأطفال في المدينة.
ومنذ بدء الغزو الروسي على أوكرانيا في 24 شباط الماضي، استهدف ما لا يقل عن 19 ضربة منشآت للرعاية الصحية وعاملين في المجال الصحي وسيارات إسعاف، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن عشرة أشخاص، بحسب معطيات منظمة الصحة العالمية.
وفي أوكرانيا، وصفت ليودميلا دينيسوفا، المسؤولة عن حقوق الإنسان في البرلمان الأوكراني، عبر تلغرام الغارة بأنه "مثال للجريمة ضد الإنسانية والإبادة الجماعية ضد الشعب الأوكراني".
من جهته، طالب وزير الخارجية دميترو كوليبا الغرب مجددا بتزويد أوكرانيا بطائرات.
كما قالت منظمة الصحة العالمية إنّ النزاع أضعف النظام الصحي الذي ما زال يقاوم. وأكدت وقوع 18 هجوماً على أهداف صحية.
وقال مايكل راين، رئيس برنامج الطوارئ الصحية في منظمة الصحة العالمية، خلال مؤتمر صحافي في جنيف: "لا أعتقد أن النظام الصحي الأوكراني على وشك الانهيار. أعتقد أنه مرن بشكل ملحوظ".
وأمس الثلثاء، اتّهمت وزارة الدفاع الأوكرانية الروس بعدم احترام الممر الإنساني في مدينة ماريوبول الساحلية المحاصرة في جنوب شرق أوكرانيا.
وكتبت الوزارة على صفحتها في "فايسبوك": "شنّ العدو هجوماً في اتجاه الممر الإنساني بالتحديد"، مؤكدة أنّ الجيش الروسي "لم يسمح للأطفال والنساء والمسنين بالخروج من المدينة".
وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية، في بيان، إنّ هذه التصرفات ليست إلّا إبادة جماعية"، فيما غرّدت وزارة الخارجية الاوكرانية من جانبها "هناك انتهاك لوقف إطلاق النار!".
ومنذ أيام، يحاصر الجيش الروسي ماريوبول، وهي مدينة ذات أهمية استراتيجية لقربها من شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في العام 2014، ودونباس (الشرق) حيث توجد القوات الانفصالية الموالية لروسيا.
Mariupol. Direct strike of Russian troops at the maternity hospital. People, children are under the wreckage. Atrocity! How much longer will the world be an accomplice ignoring terror? Close the sky right now! Stop the killings! You have power but you seem to be losing humanity. pic.twitter.com/FoaNdbKH5k
— Володимир Зеленський (@ZelenskyyUa) March 9, 2022