المصدر: الوكالة المركزية
الجمعة 2 آب 2024 12:50:43
في وقت تقرع طبول الحرب بقوة في المنطقة، ويقف لبنان في وسط حلبة القتال والتقاتل مع استهداف اسرائيل قلبَ الضاحية الجنوبية لبيروت وتوعُّد حزب الله بالانتقام، وذلك في اعقاب فتحِه، اي الحزب، جبهةَ الجنوب لمساندة غزة في 8 تشرين الماضي، يُحاول لبنان الرسمي الاستعدادَ للسيناريو الأخطر.
الاربعاء، عقد مجلس الوزراء جلسة طارئة لمواكبة تداعيات عملية حارة حريك، ناقش خلالها الوزراء جهوزية الوزارات المعنية على المستويات الأمنية، الصحية - الطبية، والغذائية، في حال تطورت الأوضاع العسكرية. وتمّ الاتفاق على إبقاء الجلسات مفتوحة وتفعيل خطة الطوارئ واتخاذ خطوات دبلوماسية. وبحسب معطيات صحافية، "لدى مناقشة الإجراءات الاحترازية في حال توسّع الحرب، شكا وزير الصحة فراس أبيض من احتجاز وزارة المالية مستحقات الوزارة، ما يحول دون تسديد مستحقات المستشفيات أو شراء أدوية، فتمّ الاتفاق على الإجازة للوزير ضمن مدة شهر بعقد اتفاقات بالتراضي لشراء أدوية وتأمين المازوت وما يراه ضرورياً لضمان توفّر كل المستلزمات الطبية في حال نشوب حرب. وأجازت الحكومة لوزير الأشغال العامة والنقل علي حمية اللجوء إلى الاتفاق بالتراضي في حال تعرّض مطار بيروت أو الموانئ البحرية والبنى التحتية للقصف لترميمها سريعاً من دون الدخول في الروتين الإداري. وتطرّق النقاش إلى الهبة الصينية بقيمة مليون دولار الممنوحة للدفاع المدني عقب انفجار 4 آب، والعالقة في مصرف لبنان، وتحتاج إلى موافقة حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري ووزير المال يوسف خليل لتسديدها وسط ترجيحات ألا يوافقا على ذلك".
اما امس، فرأس رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي اجتماعا خصص لبحث اوضاع الكهرباء في السراي، شارك فيه وزير الطاقة والمياه وليد فياض، رئيس مجلس الادارة المدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان كمال حايك، ومستشار رئيس الحكومة الوزير السابق نقولا نحاس. وجرى خلال الاجتماع عرض لاوضاع مؤسسة الكهرباء وزيادة التغذية وتأمين الفيول الاضافي من العراق.
الدولة المنهارة على الصعد كافة اذا، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية"، التي تعاني منذ سنوات من ازمة اقتصادية قاتلة، شلّت المؤسسات والادارات العامة ووصلت مفاعيلها الى القطاع الخاص فأصابات الدواء والطحين والحاجات الاساسية للمواطنين، تحاول اذا ان تعدّ العدة لتحمّل حرب عسكرية واسعة قد تجد نفسها غارقة فيها! الكهرباء بالكاد مؤمّنة وتنتظر الفيول العراقي، الاتصالات ايضا حيث موظفو اوجيرو مضربون، الاستيراد معرقل بسبب عدم مداومة موظفي الجمارك كما يجب بعد ان باتت رواتبهم لا تساوي شيئا.. رغم كل ذلك، تبحث الحكومة في "قعر" خزينتها عما يمكن ان تجده من قروش، لتواجه الحرب!
ايضا، عملية رفع الانقاض من حارة حريك والعثور على جثة القائد في حزب الله فؤاد شكر، استغرقت نحو 24 ساعة، تتابع المصادر، فكيف ستكون الحال اذا تعرضت مبان وقرى وبلدات لغارات مماثلة على مدى ايام؟
انطلاقا من هنا، وقبل ان تحل الكارثة الكبرى وتقع الحرب، وبما ان القطاعات لا تزال قادرة، بالتي هي احسن، على تأمين امور اللبنانيين دواء وخبزا وبنزينا، أليس أفضل للحكومة ان تعمل لتفادي الحرب ولجم حزب الله وردعه، بدلا من الاستعداد لحربٍ سيجر الحزب لبنان اليها، يعرف الجميع انه غير قادر على تحمّل تكاليفها؟!