بري يحدّد خارطة طريق الانتخاب: لغطاءٍ سياسي للنصاب ولنتّفق على اسمين او ثلاثة وننزل

 انطلق التيار الوطني الحر في حراك رئاسي، وحطّ رئيس التيار النائب جبران باسبل في عين التينة ووضع رئيس مجلس النواب نبيه بري في صورة هذا الحراك الذي يرمي في جوهره الى انتخاب رئيس توافقي يطمئن كل الاطراف، وقادر على بناء الدولة وحماية لبنان، وتلحظ موافقة التيار على حوار او تشاور برئاسة بري كسبيل للاتفاق.

وبحسب معلومات «الجمهورية» فإنّ جو اللقاء بين بري وباسيل كان جيدا، بَدا فيه رئيس التيار الوطني الحر مندفعاً الى الحسم السريع للاستحقاق الرئاسي، مع التأكيد على انه بقدر ما انّ الاتفاق على اسم هو ضروري، فإنّ الاتفاق على برنامج إنقاذي يوازيه من حيث الضرورة القصوى. وعكست المحادثات تجاوب باسيل مع التوجّه الى الحوار او التشاور بما يفضي الى تفاهم بين القوى السياسية.

واشارت المعلومات الى أنّ رئيس المجلس ظَلّ على تأكيده من أن الحوار او التشاور بين المكونات السياسية يشكّل الباب الاساسي لإتمام الانتخابات الرئاسية بالتوافق بين الاطراف، وهو في الوقت ذاته مع كل مبادرات او حراكات او جهود تساعد على تحقيق هذه الهدف، اي التوافق الذي من دونه لا مجال لحسم الانتخابات الرئاسية.

واكد بري لـ»الجمهورية» انه «لا يرى ايّ مبرر لرفض البعض الحوار او التشاور، خصوصاً انّ هذا الرفض يُطيل من عمر الازمة الرئاسية». وقال إنّ «التوافق هو المطلوب اولاً واخيراً، والمبادرة التي أطلقتُها الى التشاور فيما بين المكونات السياسية، حَدّدتُ سقفها أسبوعاً، ولكن يمكن ان نتّفق في يوم واحد، سواء على رئيس للجمهورية إن أمكَن ذلك، وإن تعذّر ذلك نتّفق على اسمين او ثلاثة، وننزل الى مجلس النواب بجلسات متتالية، ودورات متتالية، يعني دورة اولى وثانية وثالثة ورابعة، وهكذا تستمر الجلسات على هذا المنوال حتى نتمكن من انتخاب رئيس الجمهورية».

واذا كان بري يعتبر انّ الاتفاق على مرشح أو اكثر هو امر مطلوب ومُلحّ، الّا انه في الوقت ذاته يؤكد انّ ما هو مُلحّ ومطلوب قبل ذلك، هو التوافق السياسي على تأمين نصاب الانعقاد والانتخاب في الجلسة الانتخابية اي نصاب الثلثين، وهنا يكمن الهدف الرئيسي من التشاور هو توفير غطاء سياسي للنصاب والتزام كل الاطراف بذلك، اي الالتزام بأن يبقى في القاعة العامة في جلسة الانتخاب 86 نائباً ولا يغادرونها.

ورداً على سؤال، قال: قد نتفق في التشاور على مرشح او اثنين او اكثر، وبمجرّد بلورة اتفاق سياسي على النصاب، والالتزام الحقيقي والأكيد بالنصاب، ننزل الى مجلس النواب، وننتخب رئيساً للجمهورية من بين هؤلاء المرشحين. ولستُ أستبعد أبداً انّ في امكاننا أن «نخلّص» في جلسة واحدة، شرط ان يبقى نصاب الثلثين متوفراً في الجلسة.