بعد استقالة قرداحي... السلبية مسيطرة وهكذا تعاطت الصحافة السعودية مع نتائج لقاء جدة

اجواء المتحفظين على استقالة الوزير قرداحي تطغى عليها مقاربةٌ سلبية لنتائج لقاء جدة، وتموضع في مربّع التشاؤم. وبحسب معلومات «الجمهورية» فإنّ ملاحظتين تعزّزان هذا التشاؤم؛ تتبدّى الاولى في تجاهل السعودية التام لاستقالة الوزير قرداحي وعدم مقاربتها ايجاباً. وتتبدى الثانية في كيفية تعاطي الاعلام السعودي مع هذه المسألة، حيث عكسَ بوضوح جوهر الموقف السعودي، الذي يوجِب، في رأي مسؤول بارز، «ان يكون اللبنانيون واقعيين في توقعاتهم لا أن يبالغوا في بناء قصور من الرمال».

ويدعم مسؤول كلامه بما ورد في تقرير اعلامي حول تعاطي الصحافة السعودية مع نتائج لقاء جدة في شقّها اللبناني، حيث تضمن هذا التقرير نصّاً نشرته صحيفة «عكاظ» السعودية، وفيه ما حرفيته: «انّ من السذاجة اعتبار تصريح مسيء للسعودية من مسؤول لبناني هو لبّ المشكلة وكل القضية، وان خروجه من الحكومة سيحل هذه المشكلة ويعيد العلاقات الى ما كانت عليه. فالتركيبة السياسية الراهنة اختارت الرضوخ لهيمنة «حزب الله» والخروج من الفلك العربي، والاساءة لأكبر الداعمين للبنان وأخلصهم».

اضافت الصحيفة: «ان عودة الدعم للبنان ليست بالسهولة التي تصوّرها (الرئيس) ماكرون، ولن يتحقق لمجرّد ان طلب من الحكومة إقالة قرداحي، انّ المشكلة اعمق بكثير من هذه الشكليات، فلبنان اصبح خطرا على نفسه، وعلى محيطه العربي بتحوّله الى بؤرة تحتضن واحدة من اخطر الميليشيات الارهابية التي تصدّر كوادرها للاخلال بأمن دول الخليج تنفيذاً لتعليمات ايران، وقد اصبح هذا الحزب الشيطاني المسيطر الحقيقي على كل شيء في لبنان، وبالتالي لن ينجو هذا البلد إلّا بعلاج الداء الحقيقي الذي يعانيه».