بعد تغييب لبنان عن محادثات المنطقة خوف من استفراده في مفاوضاتها

يأخذ المجتمع العربي والدولي على لبنان عدم استجابته للنداءات التي أطلقها على مدى السنة الفائتة من الشغور الرئاسي ودعواته لانتخاب رئيس للجمهورية. وينقل العائدون من عواصم الدول الكبرى، وتحديدا اللجنة الخماسية المعنية سابقا باجراء الاستحقاق، انهم لمسوا في الكواليس السياسية والدبلوماسية نوعا من الاثارة للنقطة الاشد خطورة المتمثلة في غياب الموقع الاساس في البلاد اي رئاسة الجمهورية عن مجريات عربية واقليمية ودولية شديدة الاهمية راهنا وتقترب من مرحلة شبيهة، نتيجة الحرب الاسرائلية – الفلسطينية، بمؤتمر دولي للسلام يفترض ان يكون لبنان في كامل جهوزيته الدستورية والميثاقية والسياسية لملاقاتها وملاقاة كل تداعيات ما يجري على الساحتين الاقليمية والدولية. 

جدير بالذكر ان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أثار في اللقاءات والاتصالات التي اجراها ويجريها سواء في جولاته الخارجية او مشاركته اخيرا في القمة العربية، واقع الفراغ الرئاسي ولم تقتصر محادثاته على تداعيات حرب غزة من منطلق ان انتخاب الرئيس العتيد هو امر ملزم وضروري قبل اي شيء لحماية لبنان وتحصينه. 

النائب التغييري ملحم خلف يرى عبر "المركزية"  أن لا انتظام للحياة السياسية ولا قيامة للدولة من دون وجود رئيس للجمهورية. هذا ما يدركه الجميع في لبنان، لكن من غير ان يبادر احد الى وضعه موضع التنفيذ خصوصا النواب الذين تقع عليهم هذه المسؤولية. هم بمواقفهم وتصرفاتهم يضربون بعرض الحائط المفاهيم الدستورية والقانونية. الحكومة ترمي على المجلس النيابي والمجلس يسهل للحكومة كما الحال اليوم بالنسبة الى التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون. اين النواب الـ 48 الذين وقعوا منذ اشهر عريضة ضد التشريع في ظل الشغور الرئاسي؟ هم انفسهم اليوم مع الجلسة التشريعية. ماذا استجد وتغير؟ البلد يدار بالاستخفاف بالقوانين. لماذا كان التمديد للمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم ممنوعا وهو اثبت جدارة في المديرية كما العماد عون في قيادة الجيش؟

ويتابع: منذ اندلاع حرب غزة وانا اطالب بضرورة تحصين البلد لمواجهة المستجدات السياسية والعسكرية التي قد تنجم عن الحرب الدائرة في المنطقة، والمبادرة الى انتخاب رئيس للجمهورية ليتسنى للبنان المشاركة في اي محادثات او مفاوضات مقبلة، لكن لا حياة لمن تنادي. الكل مشغول بعملية التحاصص المستمرة التي ادت الى الكارثة الراهنة. تم تغييب لبنان عن مجمل المفاوضات التي جرت في مصر والاردن وقطر ولم يسأل أحد من المسؤولين والقيادات او يراجع . لذا الخوف من استفراد لبنان واستبعاده عن طاولة المفاوضات المقبلة التي سترسم وضع المنطقة برمتها.