المصدر: Kataeb.org
الخميس 6 آذار 2025 13:04:13
علّقت عضو المكتب السياسي الكتائبي المحامية جويل بو عبود على تصريحات القيادي في حزب الله نواف الموسوي الاخيرة، لافتةً الى أنه لا يخفى على أحد وجود وجهات نظر مختلفة إن كان داخل الثنائي الشيعي أو داخل حزب الله نفسه، بحيث هناك تيار يطالب بإستخلاص العبر من نتائج الحرب التي حصلت والانخراط بالدولة وتيار آخر متمسك بالمنطق نفسه وكأن شيئًا لم يكن.
بوعبود وفي حديث لـ Lebanon files، وصفت خطاب أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم الاخير بأنه ضربة على الحافر وضربة على المسمار، مشيرة الى أنه حمل بعض الايجابيات إنما ما لم يقله كان معبرًا جدًا وأظهر نوعًا من التخبط والتذاكي، مضيفة:" المرحلة المقبلة ليست واضحة بعد، ومن هنا أتت دعوة رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل للعودة الى الدولة لانها حاجة ويجب أن تكون وفق شروط معيّنة أي المساواة وتسليم السلاح وغيرها، وإن لم يتم حل هذا الموضوع فسنعود الى حروب وأزمات جديدة".
وعن كلام رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل داخل مجلس النواب، لفتت إلى أن الجميّل توجه بكلام منفتح إلى النائب محمد رعد لكي يسمعه الكلام الذي يرفض أن يسمعه، مشيرةً إلى أنه قال له بكل محبة إن السلاح لم يفد الحزب ولم يحمِه ويحْمِ لبنان، بل كل ما قام به هو الدمار.
ورداً على تصريحات النائب جورج عقيص بحق النائب الجميّل، قالت: "لا أعرف ما هي اعتبارات عقيص، أو ربما يكون قد عبّر عنها بطريقة غير مقصودة، ونتمنى أن يوضح ما المقصود، ولكن ما قاله عقيص قاله رئيس حزب الكتائب قبل وخلال الجلسة، فهو توجه إلى وجدان الشعب اللبناني، لأن الوجدان هو أساس كل شيء، فمن خلاله يكون المرء متمسكاً بعنفوانه وهويته. نعم، هناك وجدان الشعب اللبناني لا نستطيع أن نخرج منه، فقد توجه إلى كل اللبنانيين قائلاً إننا جميعاً مررنا بتجارب ولدينا أبطالنا، وحان الوقت أن نبني الدولة معاً".
وأضافت: "خطاب النائب سامي الجميّل داخل مجلس النواب كان مختلفاً عن خطابات جميع النواب الذين تطرقوا إلى زواريب السياسة الداخلية والبيان الوزاري من دون التطرق إلى لبّ المشكلة، لا نستطيع أن نكمل وكأن شيئاً لم يحدث".
وأشارت إلى أن النائب عقيص يعرف جيداً من هو سامي الجميّل وحزب الكتائب، فالذين يحبوننا أو يكرهوننا يعرفون أننا متجانسون مع مواقفنا ولا نقوم بتسويات أو مساومات، بالتالي لا أعرف ما هي خلفية هذا التصريح.
وعن زيارة الرئيس جوزاف عون إلى السعودية، قالت: "رحبنا كثيراً بهذه الزيارة لأنها تطوي صفحة وتفتح صفحة جديدة، فلبنان يطوي صفحة خرج منها رغماً عنه من الحضن العربي والبيئة العربية، وذهب إلى المحور الفارسي غصباً عنه، إذ أصبحت الدبلوماسية اللبنانية مختصرة بحزب الله الذي يقرر ما هي سياسة لبنان الخارجية، بالتالي طوينا صفحة هذا المحور الإيراني، وإحدى نتائجه تُرجمت بعدم هبوط طائراته في مطار بيروت، وعدنا إلى موقعنا الطبيعي مع كل العالم، سواء كان عربياً أو أوروبياً أو أميركياً".
وأشارت إلى أن أهمية الزيارة تكمن في ما صرّح به الرئيس عون، والذي يتجانس كثيراً مع خطاب القسم الذي ألقاه.
وعن ما قاله بري، رأت أن إعادة الإعمار لا يجب أن تكون مقابل السلاح، لأنه يجب أن يُسلَّم بكل الأحوال، لافتةً إلى أنه إذا لم يُسلَّم السلاح، سنقع في حروب أخرى، بالتالي لا يمكننا تدمير لبنان في كل مرة واللجوء إلى الدول لمساعدتنا في الإعمار.
ورداً على سؤال، أكدت أنه عندما بدأت الحرب على لبنان، لم تكن هناك أي نقطة في الجنوب محتلة باستثناء مزارع شبعا، التي يتم استخدامها كشماعة للحفاظ على حجة المقاومة، مشيرةً إلى أن هناك 37 قرية في الجنوب مدمرة كلياً، ناهيك عن سقوط الآلاف من الشباب ضحايا، إضافة إلى سقوط الأمين العام السابق حسن نصرالله وخليفته هاشم صفي الدين وغيرهم. لذلك، إذا كانت لديهم مشكلة في عدم فهم أنهم تعرضوا لخسارة ودُمِّروا ولم يحموا، فستظل هذه مشكلتهم، ولكن إذا فكرنا بشكل منطقي وعلمي، ورأينا النتائج على الأرض، سنجد أن كل الدلالات تشير إلى أن الحزب خسر كثيراً ودمر نفسه قبل أن يدمر لبنان.
وأضافت: "حزب الله الآن من دون حليف، كان قوياً عندما حصل على غطاء من بقية الطوائف ابتداءً من عام 2006 ودخوله إلى الدولة، أما الآن فقد أصبح وحيداً، فإذا كان هذا الأمر يريحه، ويعتقد أنه يستطيع الاستمرار بنفس المنطق رغم عزله سياسياً، فإن الأيام القادمة ستُظهر أنه لا يستطيع السير على هذا الطريق".
وأشارت إلى أن العدو الإسرائيلي دمّر البنية التحتية لحزب الله خلال أسابيع، استتباعاً لحادثة "البايجرز"، مشيرةً إلى أن هذه الحادثة كانت مخيفة للغاية.
وأكدت أن اتفاق وقف إطلاق النار والقرار 1701، اللذين وُقِّعا من قبل الجانبين، ينصان على تسليم حزب الله سلاحه بشكل كامل، متسائلةً: "هل فعلاً قام حزب الله بتسليم سلاحه؟". وأضافت: "إذا تم تسليم السلاح، يكون لبنان حينها قد نفّذ الجزء الذي وقّع عليه".
وأكدت أن للمجتمع الدولي دوراً كبيراً في الضغط على إسرائيل، لافتةً إلى أن الخروقات الإسرائيلية تحصل نتيجة وجود السلاح، وبالتالي، نحن لا نبرر هذه الخروقات، لكن إسرائيل تستخدمه ذريعة لتنفيذ اعتداءاتها.
وأضافت: "القضية أعمق من ذلك، فإسرائيل ستستمر في خروقاتها عندما تشعر بأن هناك سلاحاً يهددها، بالرغم من توقيعها على اتفاق وقف إطلاق النار. لذلك، نحن بحاجة إلى أن يضغط لبنان والمجتمع الدولي على حزب الله حتى يسلم سلاحه إلى الدولة اللبنانية".
ورداً على سؤال، رأت أن المسار الدبلوماسي هو الحل الوحيد للبنان، وقد يستغرق بعض الوقت، فالحل لا يأتي بين ليلة وضحاها، لافتةً إلى أنه لا يوجد أي حل آخر، فحزب الله جرّب خياراته، فماذا كانت النتيجة؟
وعن الجيش اللبناني، أكدت أن عقيدته دفاعية، يقوم بالدفاع عن لبنان في حال تعرض لأي اعتداء، مشيرةً إلى أنه يتمتع بتضامن داخلي، ودعم دولي، وشرعية، وغطاء شعبي، أما حزب الله، فلن يستطيع الحصول على هذه المقومات أبداً.
وتابعت:" لا يمكن قياس الانتصار بمدى تضرر إسرائيل في حين أن لبنان تعرض للدمار أكثر، مع أكثر من مليون لاجئ في مراكز الايواء في حين سكان الشمال الاسرائيلي كانوا في الفنادق، التضامن اللبناني لا يعني أن حزب الله لم يخطئ سياسيًا، ونحن ضد اختزال الطائفة الشيعية بحزب الله لانه لا يمكن إلغاء الجزء الآخر من الشيعة المعارض لسياسة للحزب خصوصًا وأن 50% من الشيعة لم يشاركوا في الانتخابات الاخيرة."
وردًا على سؤال، قالت:" رئيس حزب الكتائب طالب بقصة لبنانية خصوصًا بعد قصص الطوائف جميعًا في لبنان، ولكن القصة الشيعية كانت تجربة غير لبنانية أُسقطت على لبنان وأخذته رهينة بالقوة والفرض والتعطيل خدمة لاجندات خارجية اوصلت الى تدمير حزب الله ولبنان، وبالرغم من هذا كله نقول لحزب الله انخرط بالدولة، سلّم سلاحك، كي لا نعود الى الازمات نفسها".
وعما يُحكى عن التطبيع والسلام مع اسرائيل، قالت:" للسلام شروطه، لا يمكن فرضه ويحتاج لتوافق داخلي وانسحاب الجيش الاسرائيلي من كل شبر من لبنان، وحل للقضية الفلسطينية".
وأكدت رفضها لسياسة "عفا الله عما مضى"، مشددة على أن هناك دولة تحاسب وتفرض سلاحها الشرعي على كامل الاراضي اللبنانية والجميع تحت سقف القانون.