بو عبود: تأمين النصاب يوازي انتخاب مرشح حزب الله وأتمنى أن يكون الجميع قد تعلّم من تجربته

أشارت عضو المكتب السياسي الكتائبي المحامية جويل بو عبود إلى أنه من الواضح أن ثقافة السعودية باتت ثقافة الإزدهار من خلال التفاهمات التي قامت بها ويحاولون التخلّص من التهديد والحروب في المنطقة، مشيرة الى ان "عودة النظام السوري الى الحضن العربي لا تعنينا لأن هناك ملفات عالقة بيننا وبينهم منها ترسيم الحدود، والموقوفين في جرائم اغتيالات، وملف المفقودين واللاجئين".
بو عبود وفي حديثٍ ضمن برنامج الحكي بالسياسة عبر صوت لبنان قالت: " محور الممانعة يعتبر أنه انتصر حتى ولو خسر، أمّا نحن فننتظر المسار الذي ستؤول إليه السياسة الإقليمية من دون تنازلنا عن مبادئنا ومواقفنا ونحن مع حلّ جذري للأزمة اللبنانية".
وأضافت: " امرٌ إيجابي وجود الرئيس الأوكراني زيلينسكي في القمة العربية لأنه يمثل "مقاومة" من أجل بلاده ونتشابه معه في هذا الموضوع خاصّةً في مقاومتنا ضد الإحتلال السوري".

رئاسياً
في الحديث عن الملف الرئاسي قالت بو عبود: " فريق حزب الله لا يريد أن يتخلّى عن فرنجية وندعوه إلى التنازل والبحث في أسماء مقبولة لكن ما حصل كان العكس من خلال المناورات العسكرية التي كانت رسالة للداخل، و إذا لم يكن لفرنجية مشكلة بمناورات حزب الله وبقاء سلاحه، فلا نريد لهكذا نموذج أن يصل إلى الحكم، أمّا المشكلة بالنسبة لنا هي تعددية السلاح، وقرار السلم والحرب يجب أن ينحصر بيد الدولة ".
وتابعت: " حزب الله يستفرد بقرار السلم والحرب وللأسف اتّفق مع اسماعيل هنية لإعادة لبنان إلى ساحة حرب ومواجهة وما موقف الدولة من كل ما يحصل؟".
وأردفت: "هناك مؤشرات ايجابية من بعد انقسام عميق بالسياسة بين محورين تتطلّب التواصل بين الأفرقاء للوصول إلى حل، ورئيس الكتائب يقول أن يدنا ممدودة الى جميع اللبنانيين ويدعو حزب الله إلى التنازل عن سياسة الفرض وملاقاتنا عند نصف الطريق، و هناك مثل يقول "ما في شجرة بتوصل عند ربنا" وندعو حزب الله وفريقه للعودة إلى لبنانيتهم والجلوس معنا بطريقةٍ متساوية بعيدة عن الفرض".
وقالت بو عبود: " نضع كل إمكانيانتا لإنجاح مشروع إنقاذ لبنان ممّا وصل إليه ونتواصل مع كافّة أفرقاء المعارضة من أجل التوحّد رئاسياً، وان كان هناك حديث عن الإلتقاء على اسم مشترك للرئاسة مع التيار الوطني الحر يجب التقاط هذه الفرصة، وأعتقد أن التيار لم يستطع اتّباع سياسة جادّة ضد حزب الله رئاسياً، ولا يمكنه استغلال أحد وتحسين شروطه "على ظهر أحد"، أمّا أي إسم من التيار يُطرح إلى الرئاسة فلا يمثل تطلعاتنا لأنه بالسياسة هو موال لحزب الله، ونُعارض وصول هذا النهج إلى رئاسة الجمهورية مُجدّداً لذلك نحبّذ وصول رئيس مُحايد".
وأضافت: "أفرقاء المعارضة يقولون أنهم مستعدون للبحث بإسم غير ميشال معوض لكن على الفريق الآخر ملاقاتنا في هذا الطرح والتنازل عن فرض مرشحه علينا، وعندما نتحدّث عن تعطيل النصاب فذلك لأننا نحترم المؤسسات والدستور ولطالما احترمنا الكتاب أمّا الفريق الآخر فيعتمد التعطيل للوصول إلى تسويته، من هنا إمّا احترام المواعيد والديمقراطية من قبل الطرفين أو لنا حديث آخر".
وشدّدت على المساواة الطرفين وقالت: "هل باستطاعة حزب الله تأمين 65 صوتاً لسليمان فرنجية؟ وما نقوله أن الانتخابات الرئاسية كان من المفترض إجرائها منذ اليوم الأول لكنهم اعتمدوا التعطيل وأوقفوا الجلسات إلى حين طرح فرنجية ولا يريدون أي جلسة قبل تأمين الأصوات الكافية، ولا ضغط للوقت على فريق حزب الله بالنسبة للفراغ الرئاسي لأن وضع الدويلة "ماشي" من خلال الإقتصاد النقدي والتهريب".
وفي سياقٍ مُتّصل قالت بو عبود: "أتمنى أن يكون الجميع قد تعلّم من تجربته بأنه يستحيل الوصول إلى نتيجة في لبنان من خلال تسويات على غرار تسوية 2016، ولبنان بحاجة إلى عملية جراحية لأن الترقيع لم يعد يُجدي نفعاً، وأُشدّد على كلام رئيس الكتائب النائب سامي الجميّل أنه من سيؤمّن النصاب يعني انتخابه لسليمان فرنجية.  ولكل مرحلة أدواتها وكل الإحتمالات مفتوحة ولن نقبل بأي أمر واقع يضر بمصلحة لبنان واللبنانيين".
وأضافت: " الفرنسيون لا يزالوا متمسكين بسليمان فرنجية ويعتبرون أن هذا هو الحلّ الوحيد، وبالنسبة لهم الحلّ هو القيام بتسوية مع حزب الله، ووزيرة الخارجية الفرنسية تطالب بمحاكمة بشار الأسد لكن فرنسا تدعم وصول سليمان فرنجية إلى الرئاسة في لبنان وهذا هو التناقض في سياستهم الخارجية، ولا نوايا سيئة لفرنسا تجاه لبنان، لكن سياستهم تنطلق من خلال مصالحهم وبعيداً عن دعم فرنجية هناك مصالح فرنسية تتقاطع مع مصالح اللبنانيين".
وتابعت بو عبود: " القضاء الفرنسي مُستقلّ ونرى تباعاً محاكمات لسياسيين، ورياض سلامة كان يجب أن يستقيل سابقاً، أمّا بملف حاكمية مصرف لبنان وتعيين حاكم جديد يجب احترام الدستور ولا يمكن تعيينه من دون توقيع رئيس الجمهوريّة".

الوجود السوري
وعن الوجود السوري أضافت: "لم نتحدث بملف "الوجود السوري" بطريقةٍ مُستجدّة بل طرحنا الحلول وكان الأجدى بالتيار الوطني الحرّ القيام بأفعال عوضاً عن الكلام عندما كان في ذروة حكمه، مثلاَ عام 2013 طلبنا بحصر  النازحين بأماكن مُحددة ضمن مخيمات على الحدود كما تفعل دول أخرى مثل الأردن وعام 2016 طالبنا بالبت بالملفات التي تساعد لبنان بالتخلّص من أزماته أبرزها  النازحين، و لم نسكت يوماً وقدمنا عدداً من الحلول والسؤال يجب أن يتوجه إلى الذين كانوا في السلطة ولم يفعلوا شيء، أمّا نحن فنقول للأوروبيين بشكل مباشر وللـUNHCR ولمنسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة أنه لا يمكن أن يستمروا  بهذه الطريقة ومن يسأل لماذا الآن؟ نقول له "ليش مش هلق؟".