بو عبود: قاسم يحاول الحفاظ على بيئته وحزب الله لو تولى المفاوضات لما أُطلق سراح أحد

تعليقًا على ردود الفعل بشأن دعوة المصالحة والمصارحة التي أطلقها رئيس حزب الكتائب، النائب سامي الجميّل، قالت عضو المكتب السياسي الكتائبي، المحامية جويل بو عبود: "الجميع رأى، ابتداءً من التصفيق الكبير الذي شهده مجلس النواب، والارتدادات التي نتجت عن هذا الخطاب، أن خطاب رئيس الحزب كان جامعًا ووطنيًا، وفوق كل الأمور السياسية الصغيرة التي يحاول البعض أخذ البلد إليها، وكأنه لم يحدث شيء. بالتالي، لقيت هذه الدعوة صدى كبيرًا لأنها أكدت للجميع أننا بحاجة، بعد كل ما حصل، إلى أن نقف ونفهم ما جرى، ونحدد المشاكل التي تُدخلنا، بين فترة وأخرى، في حروب وأزمات عديدة".

وفي حديث لـ"هنا لبنان"، قالت: "نحن نبني على هذه الدعوة، وهناك تجاوب عملي، وقد رأينا العديد من الأفرقاء يتحدثون عنها، من بينهم النائب فؤاد مخزومي، الذي أكد ضرورة المصارحة والمصالحة. هناك ديناميكية جديدة نشأت داخل البلاد في هذا السياق".

وعن الخطوات العملية، أشارت إلى أن حزب الكتائب طالب رئيس الجمهورية جوزاف عون، ورئيس الحكومة نواف سلام، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، بالدعوة إلى طاولة حوار يجتمع حولها جميع الأفرقاء، لطرح هواجسهم والتحدث بصراحة عن الأخطاء التي ارتُكبت. ولفتت إلى ضرورة الاعتراف بهذه الأخطاء، وتحمل البعض المسؤولية عمّا حدث، لا سيما الحرب المدمرة التي أوصلتنا إلى ما نحن عليه اليوم.

وأضافت: "نرى تداعيات هذه الحرب، فبالرغم من انسحاب الجيش الإسرائيلي، إلا أنه لا يزال موجودًا في بعض النقاط، إضافة إلى حصول خروقات لوقف إطلاق النار. لذلك، فإن الدعوة إلى هذه الطاولة مهمة جدًا، لنتمكن من السير في مسار المصالحة والمصارحة".

أما بشأن تصريحات الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، فقالت: "هذه التصريحات تدل على أن الحزب، في مكان ما، لم يتعلم شيئًا وما زال في الموقف ذاته. لكن هذا لا ينفي أن داخل حزب الله والطائفة الشيعية هناك من يدرك أننا لا نستطيع الاستمرار وكأن شيئًا لم يكن. نحن نعوّل على هؤلاء الأشخاص، فحزب الله لم يعد يملك العديد من الخيارات، وإذا كان جادًا بشأن العودة إلى الدولة اللبنانية، فعليه تسليم سلاحه".

وأضافت: "لم يعد بإمكانهم فرض أي شيء أو وضع شروط على الدولة والشعب اللبناني". وأشارت إلى أن أسلوب قاسم يهدف إلى الحفاظ على بيئته، بعد كل الدمار والخسائر التي لحقت بها، معتبرة أن الدولة باتت تمسك بزمام الأمور، وأن حزب الله أمام خيارين: إما تسليم سلاحه، أو أن الأمور ستتجه إلى مسار آخر.

أما عن الجهود الدبلوماسية لإطلاق سراح الأسرى اللبنانيين، فرأت أنه لو كان حزب الله يتولى المفاوضات، لما أُطلق سراح أحد. وأوضحت أن نصف المدنيين أُطلق سراحهم، بينما لا يزال النصف الآخر، المحسوب على حزب الله، قيد الاحتجاز. وأشارت إلى أن هناك تحركًا دبلوماسيًا لبنانيًا، بعد عقود كانت فيها الدبلوماسية بيد حزب الله.

واعتبرت أن جميع الوزراء في الحكومة يعملون في المسار الصحيح، مشيدة بكفاءتهم، ومبدية تفاؤلها بالمستقبل.

وفي ما يتعلق بتصريحات نائب رئيس الحكومة طارق متري، قالت: "لقد أوضح ما قاله، وكان توضيحه جيدًا، لكن لا أعلم إن كانت زلة لسان. إذ أن خطاب القسم كان واضحًا لجهة احتكار الدولة اللبنانية للسلاح، وبسط سلطتها على كامل أراضيها، إضافة إلى البيان الوزاري، وخطاب رئيس الجمهورية جوزاف عون في القمة العربية، وكل ذلك يدل على التجانس مع المسار الجديد الذي نسير به".

وعن عودة لبنان إلى الحضن العربي والمجتمع الدولي، لفتت إلى أن لبنان عاد من مكان بعيد إلى هذا الإطار، ما يستدعي التعاطي بحذر، نظرًا إلى حجم العمل المطلوب. وأكدت أن الضغوط ستكون كبيرة، لكن المسار الحالي يبدو جيدًا حتى اللحظة، ويجب الاستمرار فيه.

وحول التعاون بين رئيسي الجمهورية والحكومة، شددت على أهميته، مشيرة إلى أن البلاد كانت تتعطل عند وقوع الخلافات في السابق. وأوضحت أن رئيسي الجمهورية والحكومة يشكلان السلطة التنفيذية، وعندما يكون هناك تجانس واتفاق، تكون الأمور أكثر سلاسة.

أما بشأن وزير العدل، عادل نصار، فقالت: "إنه شخص كفوء وعصامي، ويدرك تمامًا الملفات التي يتعامل معها، فهو محامٍ، ووالده كان رئيسًا لمجلس القضاء الأعلى، ما يجعله في المكان المناسب بفضل كفاءته". وأشارت إلى دوره في التعامل مع المظاهرات على طريق المطار، حيث طلب من النيابة العامة التحرك ضد من أخلّوا بالأمن، بالإضافة إلى دوره في ملف انفجار مرفأ بيروت، حيث ساهم في عودة القاضي أحمد الحجار عن تعطيل دور القاضي طارق البيطار. كما لعب دورًا بارزًا في موضوع الموازنة، عبر طرح مشروع قانون على مجلس النواب لمعالجة الضرائب المفروضة على القطاع السياحي، والتي قد تؤدي إلى تضرره، علمًا بأن هذا القطاع يشغّل العديد من اللبنانيين.

وعن مشاركة حزب الكتائب في الانتخابات البلدية والاختيارية، أكدت أن الحزب سيشارك في المناطق التي لديه حضور فيها، حيث سيكون له مرشحون لرئاسة البلديات، والأعضاء، والمخاتير. ولفتت إلى أهمية هذا الاستحقاق، كونه ديمقراطيًا، مشيرة إلى أن الانتخابات البلدية والنيابية كانت تُؤجَّل في كل مرة تحت ذرائع مختلفة، لكن لا بد من إجرائها، خصوصًا أن ثلث البلديات معطّل.

ورأت أن المجالس المحلية، في ظل النظام المركزي المعطّل، تلعب دورًا كبيرًا في مساعدة الناس وتقديم الخدمات العامة.