بو عبود: للخروج من منطق القوة الذي لم يجلب إلا الدمار والمواجهة هي السبيل لاستعادة هيبة الدولة

لمناسبة عيد مار مارون، عايدت عضو المكتب السياسي الكتائبي المحامية جويل بو عبود عبر برنامج "الحكي بالسياسة" من صوت لبنان 100.5 اللبنانيين، لافتة الى البعد الوطني لهذه المناسبة إضافة إلى البعدين الإيماني والديني، مشددة على أن مار مارون هو مثال للتضحية والتواضع.

وأوضحت أن مار مارون جعل من لبنان أرضًا لكل مضطهد ولكل شخص يبحث عن الحرية، مشيرة إلى أن الموارنة لجأوا إلى لبنان في القرن السابع عشر هربًا من الاضطهاد وتمسكوا بهذه الأرض وجعلوا منها مساحة للحرية، بالتالي هذا الشعب موجود على  هذه الأرض منذ 400 سنة ولن يخاف ولن يرضخ  أمام مجموعة حاكمة منذ 40 سنة تحاول تغيير هوية لبنان وثقافته.

وأشارت الى أن كلمة مارون في اللغة السريانية تعني السيّد الكبير، وبالتالي هذا السيد الذي نتمثل به من ناحية التسامح والحرية والانفتاح والتشبث بهذه الارض والقومية اللبنانية.

وأكدت بو عبود أن لدينا سيّدًا واحدًا وهو الله الذي ليس من هذا العالم، مشددة على أننا  متمكسون بأرضنا اكثر مما يتخيّله الآخرون لأن هذه هويتنا ونحن جزء منها.

وعن الموقف من التطورات الإقليمية أعربت عن اعتقادها أن ما يجمع بين الولايات المتحدة وإيران ليس التنسيق فقط بل لقاء المصالح بينهما، حيث أن الدول الكبرى تنظر إلى مصالحها أكان تجاه بلد معين أو تجاه ملف معين، مشيرة إلى أن في الكثير من المراحل لاسيما في السنوات الأخيرة كان هناك تنسيق وتعاون بين الأميركيين والإيرانيين، فالحرب على العراق مثلا تدل على أن إيران كانت أكبر  حليف للولايات المتحدة.

وقالت بو عبود: "الأمر المضحك الذي حصل في الآونة الأخيرة هو الرد على إيران بعد مقتل 3 جنود أميركيين، فالأميركيون قاموا بتبليغ الإيرانيين عن الضربة التي سيقومون بها في سوريا، وهذه كانت إشارة لخروج المسؤولين الإيرانيين وتنفيذ الضربة العسكرية، وهنا نسأل: لماذا أعطي هذا الإنذار؟ فالضربة نفذت من دون أن تستهدف أي مسؤول إيراني".

وعن تكليف الولايات المتحدة لإيران لمواجهة التمدد السني في المنطقة قالت: "معالم هذا التكليف لم تظهر حتى هذه اللحظة لكن في المستقبل من الممكن أن نراها،  فأمام هذا المشهد يجب أن نعرف ما هو دورنا وقدرتنا على التاثير في هذه المعادلات أو التسويات لذلك يجب علينا أن نكون موجودين".

وأكدت بو عبود ألا احد يستطيع أن يعرف في أي إتجاه نحن ذاهبون حتى صناع القرار في العالم.

ورأت أن الولايات المتحدة يهمها بالدرجة الأولى أمن إسرائيل ولكن في المقابل تصريحات نتنياهو تدل على انه لا يصغي إلى الاميركيين خصوصًا في حرب غزة،  مشيرة إلى أن الاميركيين يريدون أن تتوقف الحرب في غزة وإبرام التسويات لكن نتنياهو مصرّ على القضاء على حماس.

واعتبرت أن وضع نتنياهو سيئ في إسرائيل، لذلك هناك خوف من امتداد الحرب إلى لبنان فهو يبحث عن إنتصار إضافي عبر فتح الجبهة الشمالية.

وعن اهتمام الدول الخارجية بالوضع في لبنان أشارت إلى أن هناك إهتمامًا على مستويين: المستوى الأول هناك موفدون دوليون يأتون إلى لبنان وكل همهم الحفاظ على أمن إسرائيل وعدم فتح جبهة جديدة وبعدها يتحدثون عن وضع لبنان، أما المستوى الثاني فلديه اهتمام مباشر بلبنان ومن بينهم الفرنسيون حيث يقومون بالتحاور بشكل صوري مع رئيس الحكومة ووزير الخارجية الذي نعتبره في بعض الأوقات وزير خارجية إيران، مشيرة إلى أن المحاور الأساسي هو حزب الله لانه حاضر على الأرض عبر فتح جبهة الجنوب فهو بالاتفاق مع إيران يملك قرار الإيقاف أو الاستمرار بالحرب على إسرائيل.

وتعليقا على كلام الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله قالت: "القوي قام بفرض نفسه بالقوة وبالانقلاب وبقوة السلاح على الدولة اللبنانية، فاذا اردنا رؤية القوة بجب أن نرى الدولة اللبنانية قوية حينها، فحزب الله يتستر وراء ما يسمى بالدولة اللبنانية ليكون هو في الأول، معتبرة ان حزب الله ساهم بإضعاف الجيش اللبناني والمؤسسات كافة وقام بالإغتيالات وترهيب وتخويف الناس حتى وصلنا إلى هذه النتيجة، لكن هناك أشخاص لم يخافوا واستمروا بقول الحقيقة لذلك سنبقى من هؤلاء الاشخاص وسنستمر بقول الحقيقة، داعية إلى الخروج من منطق القوة الذي لم يجلب لنا إلا الدمار.

أضافت بو عبود: لو دعموا الجيش اللبناني لكان أصبح لدينا شرعية لبنانية على هذه الحدود وليس ميليشيا.

وعن علاقة المجتمع الدولي مع حزب الله قالت: "هناك امر واقع فرض على المجتمع الدولي بالتعاطي مع حزب الله لكن بطريقة غير مباشرة اذا اردنا البقاء وإستعادة هيبة الدولة علينا أن نواجه حزب الله لأنه لا يمثل كل اللبنانيين".

وسألت بو عبود: "هل يستطيع حزب الله ردع الإسرائيلين؟" وأجابت: لا يستطيع ردعهم، لذلك اصبح لدى الإسرائيليين ذريعة".

وشددت بو عبود على التعاطف مع الفلسطينيين إلى اقصى الحدود، مؤكدة حق الشعب الفلسطيني بدولة، لكنها أوضحت أن حرب حزب الله على الاسرائيليين لا تخدم غزة ولا لبنان فنحن في حالة خطر وترقب إندلاع حرب شاملة في المنطقة.

وأشارت إلى أن عشرات الالاف من سكان الجنوب تركوا قراهم ناهيك عن تلامذة لم يستطيعوا إكمال تعليمهم، إضافة إلى تدمير المزروعات بسبب القذائف الفوسفورية وتدمير الاقتصاد أكثر مما هو مدمر، لان الكل متخوف من ان يستثمر امواله في لبنان وذلك بسبب الحرب الدائرة جنوبا.

وسألت بو عبود: "اين الهدف من هذه الحرب؟ مساندة غزة، فبسببهم دمرت غزة وسقط حوالى 25 الف ضحية بالتالي ماذا قدموا غزة؟ فالقذائف التي تسقط هناك اصبحت تسقط ايضا في لبنان".

وإذ سألت أين انتصر حزب الله لفتت الى أن حزب الله قالها بشكل علني أنه فتح الحرب لمساندة غزة، فهو لم يفتحها لتحرير الأراضي ولم يقم يإستشارة احد، قام بأخذ القرار بنفسه كما فعل في سوريا والذهاب إلى اليمن .

وعن علاقة حزب الله بإيران قالت إن حزب الله لا يخفي أن قراراته وأمواله وكل شيء من إيران فاسمه هو حزب المقاومة الاسلامية في لبنان أنشىء على يد البستاران في إيران بعد الثورة الإيرانية، لافتة الى أن مدارس الحزب تعلم الولاء لولاية الفقيه، ومضيفة: "حزب الله عميل لمشروع خارجي فهو ذراع إيران في لبنان ".

واشارت بو عبود إلى سعي حزب الكتائب للتوسّع والخروج من الإطار النيابي للمعارضة لتقديم مشهدية جامعة تعطي الأمل للبنانيين، مشابهة لمشهدية البريستول، وان ما يمنع هذه المشهدية، المقاربات والقراءات المختلفة وعدم توقع البعض للأسوأ، وأكّدت على إصرار الكتائب على انشاء هذه الجبهة وعدم التوقف عن المحاولة.

وأوضحت ان المسيحيين ليسوا المشكلة في عدم انتخاب رئيس للجمهورية والدليل التقاؤهم وتقاطعهم على المرشح جهاد أزعور، انما المشكلة في من عطّل النصاب وفي حزب الله وفريقه الذين يعطلون كل المسار الدستوري منذ 7 ايار من العام 2007، وشدّدت على ان احترام الدستور واللعبة الديمقراطية ليس انتقائيًا، وان الدعوة المُفخّخة للحوار تحاول مأسسته واقناع بعض النواب الذين لم يحسموا أمرهم بعد بالمرشح سليمان فرنجية، وان عدم التمسّك بالمرشح سليمان فرنجية يشكل مبادرة ايجابية من الطرف الآخر وخطوة لملاقاة المعارضة في منتصف الطريق.

وأكّدت ان المطالبة بتطبيق القرار 1701 من الجانبين ايجابية، وان مصلحة لبنان يجب ان تشكل نقطة الانطلاق لتطبيق هذا القرار من خلال تطبيق القرار 1559 واستعادة شرعية الدولة ووحدة القرار والسلطة والسلاح، وان استعادة الأراضي المحتلة تتطلّب حلًا دبلوماسيًا وليس عسكريًا.

وراهنت على قوة المواجهة والصمود بانتظار الوقت المناسب، منتقدة تعاطي السلطة بوقاحة مع ملف المرفأ، واستخدام الدستور لعرقلة الدستور والقانون لعرقلة القانون واستخدام السلاح واسلوب الفرض لمنع القيام بالإصلاحات، وأكّدت ان عدم النسيان والتمسّك بالقضية كفيلان بإحقاق الحق ولو بعد حين وقالت :"اصبحنا خارج الدستور بعدم احترام اللعبة الديمقراطية والدستورية، وكل الأمور اصبحت ملحّة وضرورية بغياب رئيس الجمهورية، من تعيينات وامور حياتية ورواتب…"

 وأوضحت ان لعبة الدستور لم تعد كافية بغياب الضوابط الدستورية، وان التخلّص من الشوائب على صعيد الدستور والنظام يتطلّب المساواة بين جميع اللبنانين في ظل دولة القانون.