المصدر: Kataeb.org
الأحد 24 آب 2025 12:25:27
اعتبرت عضو المكتب السياسي في حزب الكتائب، المحامية جويل بو عبود، أن ذكرى انتخاب بشير الجميّل رئيسًا للجمهورية، تأتي هذا العام في ظرف مختلف؛ في ظرفٍ سقط فيه النظام السوري الذي قتل اللبنانيين، وكان أيضًا مسؤولًا عن اغتيال الرئيس الشهيد بشير الجميّل، وفي ظرفٍ بدأ فيه تسليم السلاح الفلسطيني والبدء بمسار إعادة سيادة الدولة وبناء دولة القانون".
وقالت: "لا شكّ أنه لا تزال هناك مشكلة الاحتلال الإسرائيلي، لكن هذا الاحتلال دائمًا ما كان يظهر إلى الواجهة كلّما خرج لبنان عن حياده أو تبنّى أجندة خارجية، كما حصل في عام 1982، أو كما نشهده اليوم".
وتوجّهت للرئيس الجميّل بالقول: "نحن في مسار إعادة بناء الدولة، على الرغم من أنه شاق، ويواجه تحديات كبيرة، لكننا على الطريق الصحيح".
حديث بو عبود جاء ضمن برنامج "Viral" على منصة "السياسة"، وردًا على سؤال عن الرئيس الجميّل، أشارت إلى أنّه: "إذا نظرنا إلى الفترة التي انتُخب فيها، نرى كيف تغيّرت الديناميكية في لبنان على صعيد المؤسسات، وعلى الصعيد الدبلوماسي، وصحيح أن العشرين يومًا غير كافية، لكنها كانت كافية لتُظهر الرؤية والمسار الذي كان يريد أن يسلكه".
أضافت: "كان لديه مشروع وطن، مشروع دولة سيدة وحقيقية، ولهذا تم اغتياله"، لافتةً إلى أن "هناك أشخاصًا يصنعون المراكز، لا ينتظرون الوصول إلى مركز كي يصنعوا فرقًا، وهناك آخرون ينتظرون أن يُمنحوا مركزًا، وحتى عندها لا يملؤون هذا المنصب".
وعن عملية تسليم السلاح الفلسطيني، اعتبرت بو عبود أن "ما شهدناه بالأمس هو بداية للمسار الذي بدأ في أيار 2025، عندما زار الرئيس الفلسطيني محمود عباس لبنان، واتفق مع رئيس الجمهورية اللبنانية وقائد الجيش العماد جوزاف عون على تسليم السلاح، لكن التنفيذ تأخّر بسبب تعقيدات داخلية في المخيمات".
وقالت: "ما حصل بالأمس هو بداية تسليم سلاح فصائل تابعة لحركة فتح، وهناك فصائل أخرى، كحماس، لم تعلن بعد عن موقفها، لكن المهم هو أن هذه أول مرة نشهد فيها عملية مماثلة، وإرادة معلنة بتسليم السلاح".
وأضافت: "هناك "تابوهات" بدأت تتكسّر، وهناك إجراءات بدأت تُتّخذ، وهناك جرأة في الخطوة التي حصلت".
وردًا على بيان من بعض الفصائل الفلسطينية يقول إن ما جرى في برج البراجنة شأن داخلي تنظيمي يخص حركة فتح، ولا علاقة له بمسألة السلاح الفلسطيني، أشارت إلى أن هذا الخطاب هو نفسه خطاب "حزب الله": السلاح لا يُسلَّم قبل زوال الاحتلال الإسرائيلي، وهذا المنطق غير مقبول، لأنه يتحدث عن أرض فلسطين، لا عن أرض لبنان، لكن حين يُربط السلاح في لبنان بالقضية الفلسطينية، فهذه مشكلة أكبر".
وقالت: "قبل أن يربطوا لبنان بالقضية الفلسطينية، عليهم أن ينقذوا أنفسهم في غزة، فلبنان لم يعُد ساحة نزاع".
وفيما خصّ زيارة كتلة الكتائب النيابية برئاسة النائب سامي الجميّل لرئيس مجلس النواب نبيه بري، لفتت بو عبود إلى أنّه في السياسة، نحن والرئيس برّي ما زلنا نختلف على كثير من الملفات، سواء في الاقتصاد أو طريقة إدارة مجلس النواب، لكننا توجهنا إلى عين التينة لنؤكد على موقفه الذي عبّر عنه سابقًا، وهو أنه مع حصر السلاح بيد الدولة.
وقالت: "أردنا التأكيد أن مشكلتنا ليست مع الطائفة الشيعية كما يُصوّرها البعض، بل مع "حزب الله" تحديدًا، ومع أدائه السياسي وتمسّكه بالسلاح".
أضافت: "برّي لم يقل يومًا إنه ضد تسليم السلاح، بل على العكس، حين سأله رئيس الحزب سامي الجميّل مباشرة في البرلمان عمّا إذا كان مع حصر السلاح بيد الدولة، أجاب بأنه مع هذا الطرح، وهذا الكلام موثّق وموجود على كل وسائل الإعلام".
تابعت: "هناك صفحة جديدة في لبنان فُتحت بعد الحرب وآثارها، وسقوط نظام بشار الأسد، وضعف إيران، وسقوط الغطاء الداخلي والشرعية الداخلية عن حزب الله من كل التوافق، والضغط الدولي عليه".
واعتبرت: "لا يمكن أن يكون موقف الرئيس بري مثل موقف حزب الكتائب، ولا سقفه مثل سقفنا، لكنه ليس متطرّفًا في مواقفه، ولا يُخوِّن أحدًا، بخلاف "حزب الله" الذي يستكبر في الخطاب ويُهدّد ويتوعّد".
واعتبرت أن حزب الله يعيش في واقع مختلف، وهو جزء من الحرس الثوري الإيراني، وولاؤه لإيران، وليس للبنان. وإيران لن تتخلى عن ورقة "حزب الله"، لأنها ورقة تفاوض تستخدمها مع الأميركيين وغيرهم.
وقالت: "أما من جهة قولهم إن السلاح "مقدّس" و"أمانة"... فهذا خطاب لا يمكن فرضه علينا، ونحن لا نعترف بشيء اسمه "سلاح مقدّس". والله ليس لديه حزب وسلاح، فالمقدّس عندنا هو الدولة، الشراكة، المساواة، المحبة، التسامح".
وشدّدت بو عبود على أن "هذا السلاح يضرب الدولة اللبنانية، ولا دولة بسلاحين، وكل ما يحصل اليوم سببه أن "حزب الله" الذي أخذ البلد رهينة. فماذا يفعل اليوم لمواجهة إسرائيل؟ لا شيء"، هم يعتبرون أنفسهم مشروع شهادة، لكن لا يمكننا نحن كلبنانيين أن نبقى رهينة لهذه العقيدة".
وأكدت أن الدولة، بقوتها الدبلوماسية والداخلية والدعم الخارجي، قادرة على حماية لبنان من إسرائيل إذا كانت هناك إرادة سياسية"، لافتة إلى أن "الجيش لديه سلاح كافٍ للقيام بمهامه الداخلية، وليس من المطلوب أن ينافس إسرائيل عسكريًا، لأنها قوة لا تُقارن، لكن يجب دعمه، ويجب ألا نسمح لـ"حزب الله" أن يتذرّع دائمًا بأن الجيش غير مسلّح".
وأشارت إلى أن "آخر محاولة كبيرة لتسليح الجيش كانت ما عُرف بـ"هبة دوناس"، وهي هبة سعودية فرنسية بقيمة ثلاثة مليارات دولار. لماذا توقفت؟ بسبب "حزب الله" ومواقفه ضد السعودية، وكانوا يصبّون الشتائم على آل سعود!"
وردًا على ما يُقال عن إنشاء منطقة اقتصادية فاصلة باسم "ترامب" على الحدود مع لبنان، لفتت إلى أن "أهل الجنوب سيرحبون بهذه الفكرة، لأنهم في النهاية من سيتلقّى منفعة هذه المنطقة الاقتصادية".
وأشارت إلى أن "ترامب معروف بأنه يجمع بين السياسة والاقتصاد، وإذا ضغط على إسرائيل لتنسحب من النقطة الخامسة، فهذا أمر ممتاز، لكنني أؤكد لك أن "حزب الله" سيخترع ذريعة جديدة، لأن مبدئيًا هو ضد تسليم السلاح".
ورغم رفضها القاطع لما وصفته بـ"القدسية المفروضة على السلاح"، أكدت أن "الوضع اليوم في لبنان مختلف عن مرحلة 7 أيار 2008، حيث كان الغطاء الداخلي والدولي متوفرًا، وكان النظام السوري في ظهرهم، إلى جانب إيران". وأشارت إلى أن الظروف تغيّرت بالكامل، ولم يعُد بمقدور الحزب القيام بما كان يقوم به سابقًا.
وعن احتمال وقوع صدام بين الجيش اللبناني وحزب الله، رأت بو عبود أن "الأمر غير وارد بشكل كبير"، مرجّحة أن يتم تسليم السلاح بطريقة طوعية، رغم احتمال وقوع بعض المشاكل، لكنها استبعدت إمكانية تكرار أحداث عنيفة بحجم تفجير الجيش، رغم وصفها لما جرى سابقًا بـ"الرسالة الكبيرة".
وتابعت: "لا نتحدث هنا عن إثباتات قانونية بموجب المادة 132، بل عن وقائع سياسية تشير إلى مسؤولية عناصر من حزب الله في اغتيال شخصيات بارزة، من بينهم جبران تويني، وبيار الجميّل، ووسام الحسن، وآخرون".
وشدّدت على أن "من يملك القدرة السياسية والأمنية لتنفيذ هذه الاغتيالات معروف".
وعن خطاب نعيم قاسم، أوضحت بو عبود أن "الدخول في حرب أهلية ليس في مصلحة الحزب، بل على العكس، فلو وقعت، ستكون نهايتهم"، لا يمكنهم خوض حرب ضد اللبنانيين أو ضد الجيش اللبناني، والمجتمع الدولي لن يسمح بذلك".
وأكدت أن الحل الوحيد هو "تسليم السلاح، ولم يعُد أمام حزب الله خيارات كثيرة".