تجدد الاشتباكات بين الفصائل الموالية لتركيا و"قسد" يهدد مستقبل سوريا

عبّر السفير الأميركي السابق في تركيا، الباحث غير المقيم في مؤسسة الشرق الأوسط روبرت بيرسون عن "تفهمه" لتخوفات تركيا بشأن الأكراد في سوريا، مشددا على أن الحل يكمن في "إبرام اتفاقيات" بين الإدارة الذاتية الكردية والحكومة السورية الجديدة.

وبعد هدنة استمرت لمدة أسبوعين، شهد محور جسر قره قوزاق بريف حلب الشرقي، الإثنين، اشتباكات عنيفة بين فصائل "الجيش الوطني" الموالية لتركيا من جهة، و"قوات سوريا الديمقراطية" من جهة أخرى، في قتال شهد استخداما مكثفا للأسلحة الثقيلة.

وقال بيرسون في مقابلة مع برنامج "الحرة الليلة"، إنه "من السذاجة أن نعتقد بأننا سنسوي أو ننهي حربا استمرت أكثر من 10 سنوات خلال أسبوعين، لكن يجب أن يكون هناك التزام من كل الأطراف لحل الخلافات، بغض النظر عما هي".

وتعتبر تركيا أن وحدات حماية الشعب الكردية، المكون الرئيسي لقوات سوريا الديمقراطية، مرتبطة بحزب العمال الكردستاني، الذي يخوض تمردا مسلحا ضدها منذ الثمانينيات.

ودارت اشتباكات، الأحد، بين فصائل موالية لتركيا وقوات سوريا الديمقراطية، في منطقة سد تشرين على نهر الفرات.

من جانبه، حذر بيرسون من أن عدم وجود استقرار في سوريا، سيؤدي إلى "عدم قدوم الاستثمارات الخارجية"، مشددا على أن "إرضاء وجهات النظر المختلفة شيء ضروري".

 

وأشار إلى أنه "في حال عدم التوصل إلى أي نوع من التفاهمات بين الأطراف المختلفة، فإن المجموعات المهددة قد تبحث عن الدعم في الخارج، وبالتالي ستنشأ حالة نزاع".

وقال القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية "قسد"، مظلوم عبدي، إن قواته تملك قنوات تواصل مع "هيئة تحرير الشام"، لكن الطرفين لم يصلا بعد إلى مرحلة التفاوض المباشر.

وأضاف في مقابلة خاصة مع موقع "الحرة"، أن "أي مشروع لأسلمة سوريا، يهدد التنوع الثقافي والديني لهوية البلاد".

وبشأن موقف الولايات المتحدة التي تعتبر تركيا حليفة لها، وفي نفس الوقت كانت هي الداعم الرئيسي لقوات سوريا الديمقراطية التابعة للإدارة الذاتية الكردية، قال بيرسون: "أعتقد أن الأميركيين يتحدثون إلى الأتراك وكذلك الأكراد، وأيضا إلى الحكومة في دمشق، بهدف أعلنته هيئة تحرير الشام عندما سيطرت على دمشق، وهو تشكيل جيش وطني وحكومة وطنية لبناء مستقبل سوريا".