تشغيل مطار القليعات يعود للنقاش: هل تصدق الحكومة بوعدها؟

يمكن القول أن ملف مطار الشهيد رينيه معوض في القليعات - عكار قد وُضع على نار حامية، أقله هذا ما يوحي به الحراك السياسي القائم، عبر نواب المنطقة لاسيما تكتل الإعتدال الوطني، والذي أثمر مؤخراً تعيين جلسة للحكومة الأسبوع المقبل، ستبحث في هذا الملف بالتحديد بحسب ما أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.

وبحسب المعطيات فإن كتلة الإعتدال قد وضعت أمور المطارات في ثنائية واحدة، أي توسعة وتطوير مطار بيروت الدولي مقابل تشغيل مطار القليعات في عكار، بالنظر إلى حاجة لبنان إلى مطار ثان وأكثر، وهناك مطار موجود لا يحتاج أكثر من قرار بإعادة العمل به. 

خطوة لانعاش المنطقة 
الحراك القائم بخصوص مطار رينيه معوض في القليعات يترقّبه أبناء المنطقة بكل أمل، عسى أن تصل الأمور إلى النتائج المرجوة منذ سنين. فهذا المرفق الحيوي سيؤدي إلى إنعاش المنطقة اقتصادياً وعلى جميع المستويات، كما سيساهم بإيجاد حركة إيجابية وخلق فرص عمل جديدة للشباب. ويؤكد رئيس لجنة الأشغال العامة والنقل والطاقة النيابية، عضو تكتل الإعتدال الوطني النائب سجيع عطية في حديث لـ"المدن" على أن "كل المرافق الأساسية في عكار هي موضع اهتمام من نواب المنطقة وفي مقدمتها موضوع تشغيل مطار القليعات". 

ويضيف: "حصلنا من الرئيس ميقاتي على وعد بوضع هذا الموضوع على الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء مع مطار بيروت، وبحثنا الملف مع وزير الأشغال ، كما تواصلنا مع الكتل النيابية لخلق جو تأييد سياسي شامل لهذه القضية التي هي حاجة وضرورة لبنانية وليس فقط عكارية أو شمالية".
ويؤكد عطية أن "الرئيس بري داعم بالكامل وهو مع أن يفتتح المطار ليس فقط كمطار للشحن والرحلات الخاصة إنما مطار تجاري أيضاً".
ويشدد على أن ما يقوم به نواب المنطقة يهدف إلى حشد الدعم والتأييد للمطار في كل اتجاه، على أمل الوصول إلى النتيجة المرجوة ". 
وعما يشاع من  أن "حزب الله هو من يقف وراء تعطيل تشغيل مطار القليعات لأنه لا يملك السيطرة على المطار وجغرافيته كما في حال مطار بيروت"، ينفي مصدر في كتلة الإعتدال دقة الكلام، "فكتلة حزب الله قالت لنا إنها مع اختيار الوقت المناسب لطرح هذا الملف لكي لا يكون مصيره التعطيل من جديد". 

سيرة المطار
يتربّع المطار على مساحة تزيد عن 5.5 ملايين متر مربع في منطقة سهل عكار - القليعات، ويبعد بضع كيلومترات عن الحدود السورية ـ اللبنانية، كما يبعد عن طرابلس بحدود 25 كلم وعن بيروت بحدود 100 كلم، ولديه مدرج يزيد طوله عن 3 آلاف متر وهو قابل للتطوير. وقد أعدت أكثر من دراسة من جهات رسمية ومدنية أكدت جهوزيته ليكون قاعدة جوية مدنية لا تحتاج إلا لعشرات الملايين من الدولارات للصيانة والتجهيز قبيل انطلاق العمل به كمطار ثانٍ في لبنان.

انشئ المطار في العام 1941 من قوات التحالف لأهداف عسكرية. وقام الجيش اللبناني بتطويره في العام 1966 ليكون أهمّ قاعدة عسكرية في المنطقة في ذلك الوقت، وجاء تطويره من ضمن مخطط لتطوير منطقة سهل عكار المحاذية لسوريا وتضمّ الكثير من الإمكانات والمقوّمات.
وقد شهد مطار القليعات على انتخاب رينيه معوض رئيساً للجمهورية عام 1989 بعد اتفاق الطائف ولهذا سمّي بمطار الشهيد رينيه معوض.

وجرى تشغيل مطار القليعات مطاراً مدنياً خلال فترات متقطّعة من الحرب الأهلية اللبنانية حينما كانت الظروف لا تسمح لمطار بيروت بالعمل، والحرب نفسها أوقفت المطار عن العمل كلّياً.

تجدر الإشارة إلى أن تشغيل مطار القليعات كان موضع مطالبة من قبل أهالي عكار وسياسييها منذ سنوات، فهل حان الوقت لهذا المطار أن يبصر النور؟ وهل تقاؤل نواب المنطقة بوعد ميقاتي في محله وستنطلق الطائرات من أرض عكار إلى السماء الواسعة؟ أم أن الأمر سيبقى قيد الإنتظار وسيبقى المطار يستعمل للأغراض العسكرية؟.
الأيام القليلة المقبلة يفترض أن توضح الصورة حول مدى الجدية في مقاربة الموضوع.