"تقدير موقف" لجهة حزبية لبنانية: الحرب ليست طويلة

في موازاة التلويح الاسرائيلي بحرب طويلة الأمد، يبرز مضمون «تقدير موقف» أعدّته جهة حزبية لبنانية، خلاصته: «إن أي حديث عن حرب طويلة ليس في مكانه، حيث ان نتنياهو أصاب فقط في أمر وحيد وهو ان الحرب صعبة، أما بالنسبة الى طول أمد الحرب كما توعّد، فقد لا تمتد اكثر من بضعة اسابيع. اولاً، لأن كلفة الحرب على جميع الاطراف عالية جدا. ومليارات الدولارات صرفت عليها، وبالتالي لا تستطيع اسرائيل ان تستمر في حرب عالية الكلفة لأجل طويل. وثانياً، لعدم قدرتها على تحقيق ما وعدت به بسَحق «حماس»، فحربها معها أشبَه بحرب مع اشباح حَسمها بسرعة غير مضمون. ومن هنا جاء تراجع نتنياهو عن سحق «حماس»، وحدّد هدف جيشه بإضعاف قدراتها. وثالثاً، ان نتيناهو يريد ان يحقق انجازا سريعا يرضي به المجتمع الاسرائيلي، لأنه يدرك سلفا انه سيسلخ لاحقاً، وهذا الانجاز ليس في متناوله حتى الآن، برغم التكتيكات والتعديلات التي يجريها جيش العدو بالنسبة الى ما خص العملية البرية. واكثر ما يقلق نتنياهو انه كلما طال امد الحرب من دون ان تحقق اسرائيل انتصارا صريحا وسريعا فيها، ستعتبره «حماس» انتصارا لها».

الى ذلك، سألت «الجمهورية» سفيراً غربياً عن المشهد الذي يفترضه لمسار الحرب والنتائج التي ستنتهي اليها، فقال: بالدرجة الأولى، نشدد على الا يبادر اي طرف لبناني (يقصد «حزب الله»)، الى توريط لبنان بهذه الحرب، وقد أرسلنا رسائل بهذا المعنى الى «حزب الله»، ولم نلقَ سوى جواب عام يفيد بأن اسرائيل هي عامل تهديد للإستقرار.

اضاف: اما بالنسبة الى الحرب في غزة. فالإسرائيليون كانوا واضحين في اعلان هدفهم بالقضاء على «حماس» وهذا يشكل اولوية بالنسبة اليهم، وقادة اسرائيل تحدثوا عن حرب طويلة. ولكن الآن ثمة اولوية تتقدم على كلّ الاولويات الاخرى وهي موضوع الاسرى الاسرائيليين الذين يزيدون عن 200، والذي ارى انه قد يُعجّل بنهاية الحرب. فهذا الملف يشكل ثقلا هائلا على حكومة نتنياهو، واهالي الاسرى يتحركون في وجهه، والمجتمع الاسرائيلي قلِق حيالهم، وبالتوازي مع المفاوضات التي تجري (بين الاميركيين والقطريين) لصياغة تسوية تُفضي الى الافراج عنهم، فسيكون هذا الملف ضاغطا في اتجاه وقف اطلاق النار ما يعني وقف الحرب، ويَلي ذلك عملية تبادل للاسرى بين الاسرائيليين والفلسطينيين. وفي خلاصة الامر كلما طالت الحرب، فإنها قد تُلحِق بهذا الملف تأثيرات وحسابات قد تزيده تعقيدا، ولذلك ارى ان ملف الاسرى الاسرائيليين ضاغط جدا في الوقت الراهن لحسمه على وجه السرعة، وكما قلت لا يحتمل وقتا طويلا».

يُشار في ملف الاسرى الى ان الجيش الاسرائيلي اعلن امس انه تم الافراج عن الجندية أوري مغيديش بعد أن تم اختطافها من قبل تنظيم «حماس».