تقرير إسرائيلي يرصد كل ما يمكن قوله عن المفاوضات بشأن الصفقة مع "حماس"

كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في تقرير لها تفاصيل عن تساؤلات وتوقعات حول المفاوضات الدائرة بشأن صفقة الرهائن بين إسرائيل وحركة "حماس" عبر الوسطاء.
وسلطت "يديعوت أحرونوت" الضوء على ما تم الاتفاق عليه بالفعل حتى الآن وما لا يزال خاضعًا للتفاوض والأمور المثيرة للجدل، وقد تؤدي إلى إلغاء وتأجيل الصفقة.

وجاء في تقرير "يديعوت أحرونوت": «

- أولا، دون الخوض في من وافق على ماذا ومن غير موقفه ولماذا، يمكن القول أن ما تم الاتفاق عليه الآن من قبل الطرفين هو إطار صفقة إطلاق سراح الرهائن، أو ما يعرف بـ"مخطط بايدن". هذه ليست الخطوط العريضة الأصلية التي اقترحتها إسرائيل والتي تبناها وأعلنها الرئيس الأمريكي جو بايدن، ولكن بشكل عام هذا هو الإطار الذي ستجري المفاوضات ضمنه.

مراحل الصفقة
- هي عبارة عن اتفاقية على ثلاث مراحل، حيث ستقام كل مرحلة لمدة 42 يوما، إجمالي 132 يوما يتفق خلالها الطرفان على أن وقف إطلاق النار سيكون ساري المفعول.
- في المرحلة الأولى، والمعروفة باسم "النبض الإنساني"، سيتم إطلاق سراح النساء والجنود والجرحى والأطفال والمسنين - مقابل إطلاق نحو 600 عنصر ستحدد "حماس" هوياتهم، وسيكون لإسرائيل حق النقض على بعضهم. وفي اليوم السادس عشر من هذه المرحلة، ستبدأ المفاوضات بشأن إنهاء القتال، والتي ستستمر في المرحلة الثانية أيضا.

وفي المرحلة الأولى، سينسحب الجيش الإسرائيلي من المناطق المأهولة بالسكان في قطاع غزة وممرات العبور وهي طريقة ستسمح لسكان غزة الذين فروا من القطاع الشمالي بالعودة إلى منازلهم، وفي هذه المرحلة، سيتم إطلاق سراح المختطفين الإسرائيليين بشكل متدرج وفي مجموعات صغيرة، مع فارق أيام بين المجموعات، وبالتالي تترك "حماس" لنفسها أداة ضغط على إسرائيل إذا لم تف بالتزاماتها - على سبيل المثال. في الواقع، الاتفاقية برمتها مبنية على أن يكون لدى الطرفين نفس أدوات الضغط على الآخر في حال اعتقد أحدهما أن الآخر لا يفي بالتزاماته.

- في المرحلة الثانية، سيتم إطلاق سراح الرجال ("الذكور" بلغة اقتراح "حماس")، أي الجنود والشبان الذين تم اختطافهم من "نوفا"، وهم صغار السن نسبيا، ومقابل إطلاق سراح الرجال الذين يقل عددهم عن 20، سيتم إطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين وفق معايير لم يتم تحديدها بعد، وفي هذه المرحلة ستستمر المفاوضات بشأن الوقف الدائم لإطلاق النار، أي نهاية الحرب.

- في المرحلة الثالثة، ستتم إعادة جثامين القتلى الإسرائيليين بيد "حماس"، مقابل عدد غير معروف من المعتقلين الفلسطينيين وربما الجثث أيضا.

في نهاية هذه المرحلة (بعد 132 يوما)، سينتهي وقف إطلاق النار المؤقت، ووفقا لـ"حماس" فإن وقف إطلاق النار الدائم يجب أن يبدأ، وهذا يعني نهاية الحرب.

فالولايات المتحدة، والوسطاء، وربما أطراف دولية أخرى، ستمنح "حماس" ضمانات، كما تطالب، بأن إسرائيل لن تشن حربا أو عمليات عسكرية ضدها في وقت لاحق.
التوقع: مفاوضات صعبة مليئة بالأزمات – القضايا المتنازع عليها
1. موعد انتهاء المفاوضات حول شروط الوقف الدائم للأعمال القتالية. وتريد "حماس" أن تطول هذه المرحلة طويلا، لأنه حتى يتم الاتفاق على تاريخ وشروط انتهاء الحرب، ستظل "حماس" قادرة على احتجاز بعض الأسرى على الأقل، وربما الرجال والجنود.

2. ماذا سيتضمن وقف إطلاق النار الذي سيستمر 132 يوما؟ هل سيوقف الجيش الإسرائيلي في هذا الوقت طلعات جمع المعلومات الاستخبارية فوق قطاع غزة، كما حدث في صفقة الرهائن الأولى؟ ما الذي سيعتبر انتهاكا لوقف إطلاق النار وكيف سيرد الجيش الإسرائيلي على مثل هذه الانتهاكات؟ وهل ستتمكن إسرائيل في هذه المرحلة من تدمير أنظمة الأنفاق التي كشفت عنها بالفعل؟ يجب أن نتذكر أن وقف إطلاق النار يشمل انسحاب الجيش الإسرائيلي من المناطق المأهولة بالسكان في قطاع غزة، ولكن ليس الانسحاب الكامل، وبالتالي فإن الجيش الإسرائيلي سيكون موجودا في المنطقة، بما في ذلك ممر نيتزر وتقاطع فيلادلفيا.

والسؤال هو ما إذا كانت "حماس" ستطالب الجيش الإسرائيلي بالانسحاب من اثنتين من نقاط التركيز هذه، كشرط لتنفيذ المرحلة الأولى أو الثانية، وما إذا كانت ستكتفي بانسحاب جزئي للجيش الإسرائيلي، على سبيل المثال من ممر نتساريم، بشكل يتيح للنازحين من شمال قطاع غزة العودة إلى منازلهم.

قد يكون هناك وضع حيث سيواصل الجيش السيطرة على ممر نتساريم الذي يقسم القطاع من الشرق إلى الغرب ويشكل منطقة عازلة بين شمال القطاع والوسط، لكن الجيش الإسرائيلي سيسمح بحركة النازحين الفلسطينيين بالعودة إلى الشمال.

وهنا يطرح سؤال آخر: هل سيشرف الجيش الإسرائيلي على العائدين وكيف سيشرف على ضمان عدم تسلل عناصر "حماس" الذين لجأوا إلى ملاجئ اللاجئين إلى الشمال؟

محور فيلادلفيا هو نقطة من المتوقع أن تكون محل نزاع حاد، حيث تلمح "حماس" إلى أنها ستتمسك بمطلبها بأن تقوم إسرائيل بإخلاء معبر رفح على الأقل، إن لم يكن المحور بأكمله، كشرط مسبق للصفقة.

وكما ذكر، في الخطوط العريضة التي تم الاتفاق عليها بشكل أو بآخر، سينسحب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة قرب نهاية المرحلة الثانية.

والسؤال هو ماذا سيحدث حتى ذلك الحين؟

نلاحظ أنه في الإعلان الذي نشره مكتب نتنياهو اليوم، ورد أن نتنياهو متمسك بالمبادئ التي اتفقت عليها إسرائيل بالفعل:

أي صفقة ستسمح لإسرائيل بالعودة والقتال حتى تتحقق جميع أهداف الحرب.
ألا يكون من الممكن تهريب الأسلحة إلى "حماس" من حدود غزة إلى مصر.
ألا يكون من الممكن عودة آلاف المسلحين إلى شمال قطاع غزة.
ستعمل إسرائيل على زيادة عدد المختطفين الأحياء الذين ستتم إعادتهم من أسر "حماس".
 ورغم أن ذلك قد يكون بمثابة تخريب للمفاوضات، إلا أنه من ناحية أخرى - بحسب رواية نتنياهو - قد يكون بداية صعبة للمفاوضات على التفاصيل، من أجل التوصل إلى نتائج أفضل لاحقا.

3. "المفاتيح" - سؤال آخر هو "المفاتيح" التي سيتم بموجبها إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين وجثامين القتلى الإسرائيليين في المرحلتين الثانية والثالثة.

وهذا الأمر لم يحسم بعد، وقد تطالب حماس بالإفراج عن مئات الأسرى والجثث من الجانب الإسرائيلي.
4. أين سيتم إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين؟ ويعتبر بعض المعتقلين الفلسطينيين خطيرين للغاية بالنسبة لإسرائيل. معظم هؤلاء هم فلسطينيون يأتون من الضفة الغربية، وترغب إسرائيل في نقلهم إلى غزة أو إلى الخارج. وفي هذا الصدد أيضا، من المتوقع أن تكون هناك مفاوضات صعبة للغاية.
5. من سيحكم قطاع غزة؟ مسألة السيطرة هي نقطة حرجة. في المرحلة الأولى من الصفقة، السؤال هو من سيوزع المساعدات الإنسانية؟ في المرحلة الثانية سيكون السؤال من سيحكم القطاع بدلا من حماس، والسؤال الثقيل الآخر هو كيف، ومن سيديره وبأي تمويل سيتم إدارة إعادة إعمار القطاع – والتي يجب أن تبدأ بالفعل خلال المرحلة الثالثة من الصفقة.

هذه الأسئلة حاسمة بالنسبة لحماس وإسرائيل، لأنه لا تل أبيب ولا واشنطن مستعدة لاستمرار "حماس" في حكم قطاع غزة مدنيا، في حين تريد حماس فعلا البقاء، وإذا لم تسيطر بشكل كامل، فعلى الأقل السيطرة على آليات الأمن وإنفاذ القانون. سيكون ذلك في القطاع "في اليوم التالي".

6. شروط الوقف الدائم لإطلاق النار، أو شروط نهاية الحرب، وهذه أيضا قضية ثقيلة، وسيتعين على الأطراف الاتفاق على شروطها، وستطالب إسرائيل بالرد على أي انتهاك لشروط الوقف الدائم لإطلاق النار من قبل "حماس". ومن المتوقع أن تعارض الحركة هذا الشرط. وتطالب "حماس" بضمانات مكتوبة من الولايات المتحدة والوسطاء وأطراف أخرى، وربما من الأمم المتحدة، خاصة فيما يتعلق بمسألة الوقف الدائم لإطلاق النار.

والسؤال هو هل ستوافق إسرائيل على ذلك، وسيتم الاتفاق على ما إذا كانت الضمانات ستقدم شفهيا أم سرا أم كتابيا.

هناك مسألة أخرى تتعلق بوقف إطلاق النار الدائم وهي إمكانية دخول سكان غزة إلى "المحيط"، أي المنطقة العازلة التي أنشأتها إسرائيل على عمق كيلومتر واحد داخل قطاع غزة، بهدف واضح هو منع احتمال وقوع هجوم مفاجئ وإطلاق نار قصير المدى. - قذائف الهاون على المستوطنات المحيطة.

هل سيكون هذا "المحيط" خاليا تمامًا من الناس؟ وهل سيسمح للفلسطينيين بزراعة أراضيهم ونحوها؟ هذه أسئلة إضافية حول ما سيحدث في غزة في اليوم التالي».