المصدر: الحرة
الثلاثاء 4 نيسان 2023 01:26:37
ذكر موقع "أكسيوس" الأميركي، الاثنين، أن إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، ناقشت مع شركائها الأوروبيين والإسرائيليين، في الأسابيع الأخيرة، مقترحا لاتفاق مؤقت مع إيران يشمل تجميد بعض العقوبات مقابل تجميد طهران لأجزاء من برنامجها النووي، بما في ذلك تخصيب اليورانيوم بنسبة 60 في المائة، وفقا لما قاله 10 مسؤولين إسرائيليين ودبلوماسيين غربيين وخبراء أميركيين على دراية بالمقترح للموقع.
وتحدث الموقع الأميركي عن أهمية ودلالة مثل هذا النهج الجديد لإدارة بايدن، موضحا أنه يُظهر مدى قلق الولايات المتحدة بشأن التطورات الأخيرة في برنامج إيران النووي.
وأشار الموقع إلى أن الولايات المتحدة لم تستبعد الخيار الدبلوماسي بشكل كلي للتوصل إلى اتفاق للعودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015، لكنها أزالته من جدول الأعمال في العام 2022، بسبب المساعدة العسكرية الإيرانية لروسيا وقمع طهران للاحتجاجات المناهضة للحكومة.
ونقل موقع أكسيوس عن متحدث باسم البيت الأبيض أن إدارة الرئيس بايدن "ملتزمة كليا بالتأكد من عدم امتلاك إيران سلاحا نوويا، ولا تزال تؤمن أن الدبلوماسية هي أفضل طريق لتحقيق هذا الهدف". وأضاف المتحدث أن البيت الأبيض "لن يعلق على إشاعات منقولة حول المحادثات الدبلوماسية، ما عدا التأكيد على أن كل الإشاعات مثل هذه تقريبا زائفة"، وفقا للموقع.
وكان رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، مارك ميلي، كشف في، 24 مارس، أن إيران لن تحتاج سوى عدة أشهر للحصول على سلاح نووي، في تقييم يقدم تقديرات أقصر بكثير لمدى السرعة التي يمكن أن تصبح بها طهران قوة نووية مقارنة بتقديرات سابقة لمسؤولين غربيين.
وقال ميلي، في جلسة استماع أمام الكونغرس، إن إيران، وفي حال اتخذت القرار، يمكنها أن تنتج مواد انشطارية لصنع قنبلة نووية في أقل من أسبوعين"، مضيفا أن إنتاج سلاح نووي حقيقي لن يستغرق سوى عدة أشهر أخرى".
ومن جانبها، قالت وزيرة الخزانة الأميركية، جانيت يلين، 24 مارس، إن الولايات المتحدة تبحث عن سبل لتشديد عقوباتها على إيران، لكنها أقرت بأن الإجراءات العقابية لم تؤد إلى تغيير أفعال إيران أو سياساتها بالقدر الذي تريده واشنطن، وفقا لوكالة "رويترز" للأنباء.
وأضافت للمشرعين في جلسة استماع عند تعليقها على ما إذا كانت العقوبات قد غيرت تصرفات طهران بما يتماشى مع ما تريده الولايات المتحدة "أقل بكثير مما نتمنى".
وأشارت إلى أن واشنطن "تبحث دائما عن سبل لتشديد العقوبات على إيران، لكن الإجراءات العقابية قد لا تكون كافية لتغيير سلوك دولة ما".
ومن جانبها، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنل" الأميركية، إن تصريحات ميلي تتوافق مع التقييمات الأخيرة للمسؤولين الأميركيين التي أشارت إلى أن طهران يمكن أن تنتج ما يكفي من المواد المستخدمة في صنع الأسلحة لصنع قنبلة نووية في غضون أيام.
وأوضحت الصحيفة أن تلك التقييمات حددت مدة أكبر بشأن الوقت الذي قد تستغرقه إيران لتحويل تلك المواد إلى قنبلة نووية.
وأشارت الصحيفة إلى أن تصريحات ميلي تضمنت أيضا تحذيرات من أن الولايات المتحدة لن تسمح لإيران بامتلاك "سلاح نووي ميداني".
وقال الجنرال الأميركي: "لقد طورنا، كقوات أميركية، خيارات متعددة لقيادتنا الوطنية، في حال قررت إيران تطوير سلاح نووي فعلي".
ولم تتحدث الناطقة باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، أدريان واتسون، بشكل مباشر عن تقديرات ميلي، لكنها شددت في تصريح للصحيفة أن "الولايات المتحدة ملتزمة بعدم السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي".
وأضافت أن الولايات المتحدة تعتقد "أن الدبلوماسية هي أفضل طريقة لتحقيق هذا الهدف، لكن الرئيس بايدن كان واضحا أيضا في ما يتعلق بالخيارات الأخرى المطروحة على الطاولة".
من جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في تصريحات لموقع "إيران انترناشيونال"، ومقره واشنطن، في 9 مارس، إن "حربا نووية مروعة" ستندلع إذا لم يمنع العالم طهران من الحصول على أسلحة ذرية.
وأضاف نتنياهو في مقابلة باللغة الإنكليزية والتي تمت دبلجتها أيضًا بالفارسية والعربية، أنه "إذا حصلت إيران على سلاح نووي، فستكون هذه مشكلة سنواجهها جميعًا".
وقبل ذلك ببضعة أيام،، زار ميلي إسرائيل، في 3 مارس الماضي، لإجراء مناقشات تضمنت الحاجة إلى التعاون لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية، بحسب "رويترز".
ولم يدل ميلي بأي تصريحات علنية في إسرائيل. وقال المتحدث باسمه إن ميلي ناقش قضايا الأمن الإقليمي و"تنسيق الدفاع ضد التهديدات التي تشكلها إيران" في محادثاته مع رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي.
وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قالت، في فبراير الماضي، إنها رصدت في إيران جزيئات من اليورانيوم المخصب بنسبة 83,7 بالمئة، أي أقل بقليل من نسبة 90 بالمئة الضرورية لإنتاج قنبلة نووية، بحسب وكالة "فرانس برس" للأنباء.
وأوضحت الوكالة التابعة للأمم المتحدة أنه تم اكتشاف الجزيئات بعد جمع العينات في يناير في منشأة "فوردو"، مؤكدة بذلك معلومات أدلت بها مصادر دبلوماسية.
واعتبرت الولايات المتحدة أن العثور على هذه الجزيئيات "تطور مقلق" إذ إن نسبة 83,7 بالمئة من التخصيب تقترب كثيرا من نسبة التسعين بالمئة اللازمة لإنتاج قنبلة نووية.
وتأتي هذه التقارير وسط تعثر المحادثات لإحياء اتفاق دولي أبرم عام 2015 للحد من النشاطات النووية الإيرانية مقابل رفع عقوبات دولية مفروضة على طهران. وتقول القوى الغربية إن إيران أحرزت تقدما في تقنيات قد تمكنها من صنع قنبلة. وتنفي طهران أي مسعى من هذا القبيل، وفقا لـ"رويترز".
والاتفاق في حكم الملغى منذ انسحاب الولايات المتحدة أحاديا منه، عام 2018، في عهد الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، الذي أعاد فرض عقوبات على إيران. في المقابل عمدت إيران إلى التحرر من قيود يفرضها الاتفاق على برنامجها النووي.