جثمان "البطريرك الأحمر" في بيروت... احتفال وطني وروحي جامع الخميس

تشهد ساحة الشهداء في وسط بيروت غدا الخميس احتفالا وطنيا رسميا روحيا وسياسيا كبيرا، بمناسبة استقبال جثمان الكاردينال البطريرك كريكور بيدروس الخامس عشر أغاجانيان، او ما كان يعرف بـ «البطريرك الاحمر» بعد 53 عاما على وفاته، والذي أراده بطريرك الأرمن الكاثوليك الحالي روفائيل بيدروس الحادي والعشرون ميناسيان بعودته إلى وطنه الاصلي لبنان لقاء جامعا، يعكس مسيرته الروحية.

ولطالما كان ميناسيان ساعيا إلى الوحدة بين الطوائف والمذاهب، وإعلاء شعار المحبة والسلام، بما ينطوي على جوهر الايمان الديني وعمق الانتماء الروحي، وفي مساره لهدم حواجز التفرقة وبناء جسور التلاقي الحضاري، والبحث الدائم عن المساحات المشتركة.

وتكريما للبطريرك الراحل سيصار إلى حمل جثمانه من قبل ممثلين للطوائف اللبنانية، كما سيكون للجيش اللبناني حضوره الفاعل كجزء من البرنامج، إلى جانب توليه الترتيبات اللازمة.

ومن المتوقع ان يكون لكل من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي والبطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي إلى جانب البطريرك ميناسيان، مواقف سياسية ووطنية واضحة في كلمتيهما، انطلاقا من رمزية المكان وخصوصية المناسبة المسيحية، وذلك على مسمع من البطاركة المسيحيين وممثلي رؤساء الطوائف الإسلامية والحشد السياسي، الذي سيمثل مختلف الأحزاب والتيارات السياسية والنيابية والفعاليات على تنوعها.

وتأتي المناسبة في مرحلة دقيقة يمر بها لبنان، وسط تصاعد وتيرة العنف في الجنوب بمواجهة إسرائيل واستمرار الضغوط الدولية والديبلوماسية لتجنب توسيع رقعة الحرب على الحدود.

اما داخليا وحيال الأزمات المستعصية، واولها استمرار الشغور في رئاسة الجمهورية، وما بدأ يلوح في الأفق من تهديد لاستحقاق الانتخابات النيابية المقبلة في موعدها، وتاليا فشل المحاولات لعقد قمة روحية إسلامية ـ مسيحية حتى الآن تجمع رؤساء الطوائف جميعهم.

وتأتي مشاركة الجيش اللبناني بمثابة رسالة أرادها المنظمون من أجل الالتفاف أكثر حول الشرعية ولاسيما الجيش، الذي تقع على عاتقه مسؤولية توفير الأمن والاستقرار، وغاية تقديم الدعم له وإبقائه بعيدا من التجاذبات الداخلية.

وفي اتصال مع «الأنباء» دعا البطريرك ميناسيان إلى «المشاركة الفاعلة في المناسبة، بما يعكس روح المسؤولية الوطنية تجاه بلدنا الذي أطلق عليه قداسة البابا يوحنا بولس الثاني شعار: أكثر من وطن هو رسالة، ولتكون رسالة أمل جديدة وشعاع قداسة لوطننا».

وإذ شدد على «أهمية التضامن الوطني والروحي وابراز مفاعيله الإيجابية، حيث الوطن بحاجة اليوم إلى تجاوز الانقسامات الداخلية والتطلع إلى ما ينقذ الوطن المهدد أساسا بمقومات وجوده، وهو ما تحتمه المرحلة الراهنة، وارتقاء الجميع بمسؤولياتهم على النحو المطلوب».

ورأى ان «التحديات المصيرية كبيرة والأزمات الدستورية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية ضاغطة على الجميع.

وعلينا التعاون وتضافر الجهود الآيلة لمنع سقوط بلدنا، آملين من خلال هذه المناسبة فتح الطريق نحو لقاءات جامعة، لمعالجة القضايا العالقة ووضع لبنان على سكة النهوض من جديد».