حديقة بيار للتلاقي التأمّل والتحاور.. ومعرض لساحةٍ تختصر وطن

ساحة الشهداء، في وسط العاصمة بيروت، شهدت على السّقف الأعلى من الوطنية والإستقلال، من الإنتفاضات والثورات بوجه ظلم الأمر الواقع، فالوطنيون رووا بدمائهم ساحة الشرف وسطّروا ملحمةً بطولية لقيام الجمهورية اللبنانية الحُرّة من كلّ مُحتلّ ومُنتدب على سيادة الـ10452. وليس بصدفةٍ إذاً أن يجاور بيت الكتائب المركزي هذه الساحة، هو الذي شهد على هذه المراحل التاريخية غير العابرة، بل الرّاسخة في تاريخِ وطنٍ عانى من الإستبداد والقتل المُمنهج فقط لأنه أراد الحياة، وبات مركزاً للتضحية والشهادة في خضّم هذا النضال المُقدّس في تاريخ لبناننا الأحبّ، ومسيرة العيش الحُرّ على أرضٍ وُجد هذا الحزب لخدمتها منذ 85 عاماً.
ولمناسبة الذكرى الخامسة عشرة لاستشهاد الوزير بيار أمين الجميّل تُفتتح اليوم "حديقة بيار"، بطل ثورة الأرز وحلم الإستقلال الثاني عن الإحتلال السوري، لتبقى ذكراه خالدة على بُعد أمتار من تمثال شهداء لبنان وسط ساحة الشرف، وتغدو هذه الحديقة ساحةً للتلاقي التأمّل والتحاور.
متحف الإستقلال يُنظّم من جهته معرضاً دائماً في الحديقة لساحةٍ تختصر وطن، يُجسّد من خلاله الحقبات المتتالية، والنّضال المُستمرّ لخدمة لبنان. وفي هذا السياق، قال مدير المتحف جوي الحمصي: "من خلال اللوحات اتي سنعرضها، سنعطي المعلومات التاريخية عن ساحة الشهداء ومسيرة النضال السياسي داخل هذه الساحة، والمتحف يسعى لتجسيد هذا النضال في كلّ مرّةٍ يزور أي مواطن حديقة بيار".