جرباقة: اللبنانيون ليسوا حطبًا ولسنا مجبرين على الدخول في حرب من أجل غيرنا

اعتبر نائب رئيس حزب الكتائب الدكتور برنارد جرباقة في حديث عبر صوت لبنان أن الإجرام الاسرائيلي يصيب كل لبنان، مبديًا أسفه لضرب الموسم السياحي، وقال: "سيّاحنا لبنانيون يأتون لزيارة أهلهم ويعطون قوة للحلقة الاقتصادية ويحافظون على جذور لبنان، مشددا على أننا شعب يحب الحياة ونتمنى ان يعيش أهل الجنوب كغيرهم من اللبنانيين الذين نراهم في الفنادق والمطاعم وينتقدهم حزب الله".

وقال: "الأمثلة حيث الكآبة والدمار والموت قليلة في العالم ولا يُقتدى بها، أما الأمثلة الجميلة فهي التي نراها في الغرب وكذلك في الشرق، فلبنان كان مثالًا في الخمسينيات والستينيات والسبعينيات للحياة النابضة والحياة النابضة بالسلم والحرب، ففي السلم كان لبنان الرقم 4 في التربية حيث تميّز في الحساب، وكان الرقم 21 في الصحة، والموضوع ليس بأن يحتسي هذا الكحول وذاك لا، وبأن يذهب لبناني الى السينما وآخر لا، مشددا على أن بالنسبة لنا اللبناني حرّ وسيّد ومستقل وعلى أن نموذج حزب الله ضد الحرية والاستقلال السيادة وقال: "أنا أعرف أن حزب الله يحارب إسرائيل ولكن يحاربهم بأناس لبنانيين."

وذكّر جرباقة بموقف رئيس الكتائب الذي عبّر بكل وضوح أن اللبنانيين ليسوا حطبًا، وقال: "لا يتسخفّ أحد بالطرف الثاني الموجود في لبنان، فأكثرية المسيحيين والسنّة والدروز ونصف الشيعة ضد الحرب ولسنا مجبرين على الدخول في حرب من أجل غيرنا"، وسأل: " ألم نرَ ما حصل مع القضية الفلسطينية ونحن أول من حمل لواءها؟"

وشدد على أن اللبناني لن يُخضعه السلاح وقال: "نحن شربنا الحرية بما فيه الكفاية ونناضل منذ اكثر 50 عامًا".

وتطرق جرباقة إلى ما يقوله حزب الله من أن البيئة الشيعية معه، مشددًا على ألّا ديمقراطية بوجود السلاح الذي استعمل في 2008 ومرارًا وتكرارًا ضد اللبنانيين، لذلك حصل كره لدى غالبية اللبنانيين وهم على اختلاف طوائفهم ضد السلاح الميليشياوي الذي يفرض عليهم ما يجب ان يقوموا به وهو لن ينجح.

واكد أننا لا نريد رؤية النموذج الغزاوي في لبنان، معتبرًا ان الإسرائيليين مجرمون ويهمهم التخلص من النموذج اللبناني الجميل لكن أمام إجرام اسرائيل وشرها هل نساعدها في تدمير لبنان لنقول إننا واجهناها؟

وشدد على أن المواجهة لا تحصل بهذه الطريقة الفاشلة وبقدر ما نقول إن حماس ناجحة سنرى ما ستقول الناس بعد انتهاء الحرب، فلا يمكن اخذ رأي الناس عندما يكون السلاح موجها الى صدورهم.

ولفت إلى ان كل لبنان في مواجهة مع إسرائيل، لكن هدر الدم لن يُنتج لأن "الشمس شارقة والناس قاشعة".

وأشار إلى اننا لا نعترف بولاية الفقيه التي يسيرون بها تحت قوة السلاح، لكننا لا نرى أن هذا هو المستقبل للبنان.

وعما إذا كنا على عتبة لبنانَيْن قال: "هذا الكلام ليس صحيحًا، وهذه رؤية نصرالله فنحن نرى الشيء بطريقة مختلفة، معتبرًا أن في 2006 استقبل اللبنانيون كل من نزحوا من بيئة الحزب، ولكن اليوم لا يفكر اللبنانيون بهذه الطريقة بسبب الكراهية والهيمنة والاستفزاز الذي ولّده الحزب لديهم".

وأشار إلى انه عندما كان السوريون يقصفون زحلة والأشرفية والفلسطينيون ينكلون بالناس بالمتن والدامور كنا نحارب في النهار ونحتفل في الليل، مؤكدًا أننا شعب يحب الحياة، فنحن لا نرى كل يوم كربلاء ونحترم عاشوراء، وهم يحترمون الجمعة العظيمة لكن لا نفرضها عليهم كل أيام السنة".

أضاف: "أرفض كربلاء في لبنان بمعنى ليس اننا لا نشعر مع الآخرين، فقد ذهبنا الى الشريط الحدودي في 2006 مع نائب رئيس الحزب الراحل انطوان ريشا للوقوف على خاطر الناس".

وشدد على ان النبض الموجود في أيام الحرب يسمح بأن تعود الحلقة الاقتصادية مع عودة السلم، من هنا أنا لا اريد أن افرض إيماني على غيري وكذلك لا يمكن للآخر أن يفرض عليّ شيئا وإيماننا مبني على حرية الخيار والاستقلال.

وتابع: "معركتهم للاستقلال طبيعية لكن لا يمكنهم فرض قمع الحرية على اللبناني الآخر الذي لا يلاقيهم في رأيهم السياسي".

واكد جرباقة أننا نؤمن بدولة القانون والمؤسسات والنزوح واضح إنما ليس من البيئة الشيعية فهناك دروز ومسيحيون وسنّة ولم يمنعهم احد من البحث عن مساكن، والنزوح يحصل من الضاحية الى بعبدا لكن إذا أرادوا أن يقصفوا من جبيل وكسروان على اسرائيل فلن نقبل.

وعن تخوّف الناس من نزوح عناصر من الحزب الى مناطق معينة وتعريضها للخطر كما حصل في الضاحية، قال جرباقة: "الناس لن تقبل بدخول سلاح حزب الله الى بيوتها، ولا يمكن لحزب الله إن وجد نفسه في مأزق عسكري في الجنوب أن يرتد على الثلثين في جبل لبنان فالكراهية ستزداد، وأقول لهم هذه فرصة لكم لتثبتوا انكم لا تكرهون اللبنانيين ولا تهيمنون عليهم وسلاحكم لا يمكن أن يرتد على اللبنانيين ووضع السلاح على الطاولة مرفوض.

وعن تخوين بيئة حزب الله للقيادات المسيحية، سأل: "هل يجب أن يموت ويُدمّر بيته وتُحرق أرضه ورزقه ليقال إنه وطني؟ ورفض هذا التصنيف الذي لا يقنع أحدا، معتبرا انهم يستخدمونه للتسويق داخل بيئتهم لكن كثر من الشيعة لا يصدقون هذا الكلام".

وعن موقف جنبلاط الذي تحدث عن لبنانية حزب الله وذهابه لتقديم واجب العزاء في الضاحية قال: "أنا ارى أن وليد بك مؤتمن على الحفاظ على الحياة ويعمل على هذا الأساس واحترم كلامه، مؤكدًا ان العلاقات بين الاشتراكي والكتائب جيدة".

وعن الخشية من أن تأتي التسوية على حساب المعارضة والمسيحيين، قال جرباقة: "هذا لن يحصل".

وشدد على اننا مقتنعون ان بيئة حزب الله والشيعة والمسيحيين والسنّة والدروز يريدون إعمار لبنان لكن شرط ألا يضعوا السلاح بوجهنا، مؤكدًا ان المعارضة صامدة ونحن باقون في أرضنا ولن نتخلى عنها".

وتابع: "إن أراد جمهور حزب الله والحزب ولاية الفقيه ولبنانهم الذي يريدون ونحن لا نراه كذلك لأننا نريده مستقلًا له حدوده، فنحن مستعدون للانفصال عنهم كسياديين".

ورأى ان المواجهة لديها اوجه عدة منها مدوزن بحيث يرسلون 500 صاروخ لا يصل إلا واحد منها، متمنيًا أن لا يحصل دمار في لبنان مشددا على ان لبنان ليس مؤتمنًا على كل الكرة الأرضية وهو يتعاطف مع غزة لكن لا يمكن تكرار ما حصل في السبيعينات وان يحمل كل الفلسطينيين والسوريين على أكتافه وتدمير بلدنا من اجل غيرنا.

وأكد أننا واضحون مع حزب الله فهم لبنانيون لكن لا نقبل ان ينكّلوا باللبنانيين كما فعلوا في 2008 وإلا فإن الطلاق سيحصل لكن لا نتمنى الوصول الى ذلك، ونحن لن نركع الا لله.

ووجه نداءه لجبهة المعارضة بأن تتوسع وتترسخ وتعطي أهدافها ورؤيتها، مشددا على أن لا احد يريد ان يتزعم المعارضة وعلى الكل ان يجلس حول طاولة مستديرة كالفرسان كما حصل في بريستول.

وأشار الى أن الأزمة تفرض نفسها لالتقاء المعارضة وتعبّر عن رأيها، لافتا الى ان لقاءات تعقد بين العديد من السياديين.

وقال: "ليس هدفنا طرد حزب الله فهم أصحاب رأي وأصحاب ملك ولكن نريد التخلص من أولياء الأمر علينا فلا يمكن ان نجلس على الطاولة مع من يضع السلاح بوجهنا ، داعيًا إلى تقوية جبهة المعارضة.

وعن الاستحقاق الرئاسي وما إذا كان المجلس الحالي غير قادر على الاتيان برئيس قال: "نحن نطالب بري بجمع المجلس لانتخاب رئيس، وبعقد جلسات مفتوحة، وقد طرحت المعارضة هذا الموضوع، مؤكدًا اننا نحترم دولة القانون والمؤسسات الأمر الذي لا يحترمه بري لأنه لا يدعو إلى جلسة".

وعن تعطيل النصاب قال: "برنامجنا واضح هو حلقات متتالية دون تعطيل نصاب، لكن هذا السؤال يوجه للرئيس بري وفريقه الذي عليه ألا يعطل النصاب إن وصل مرشح المعارضة".

وأوضح جرباقة أن الحزب فاوض باسم لبنان في الترسيم البحري، لكن لا يمكن لحزب الله التكلم باسم لبنان ولا أي زعيم مسيحي أو سنّي، فمن يتحدث هي المجموعة التي يحددها الدستور، فلا المارونية السياسية ولا الشيعية السياسية ولا السنية السياسية يمكنها ان تحكم لبنان، ولن تصل.

ووجه نداء لحزب الله بضرورة أن يجلس مع باقي المكونات من دون سلاحه والطريقة الفضلى هي الاحتكام إلى الدستور.