جهود تعويم أفرغيفن تتعثر... والأسواق العالمية تترقب

يستمر الترقب في أنحاء العالم، لما ستؤول إليه محاولات تعويم سفينة الحاويات العملاقة "أفرغيفن"، العالقة في قناة السويس منذ يوم الثلثاء، في حادثة انعكست سلباً على التجارة الدولية، لما تشكله القناة من شريان حيوي لهذه التجارة، بين الشرق الأقصى وأوروبا، ولإمدادت النفط المنطلقة من الخليج العربي إلى دول أوروبا وشمال أفريقيا.

وفيما أدى إغلاق الممر المائي العالمي إلى ارتفاع أسعار الشحن لناقلات الوقود إلى المثلين تقريباً، حيث اضطرت بعض الناقلات لسلوك طريق رأس الرجاء الصالح حول أفريقيا، فضلاً عن تعطل سلاسل الإمدادات العالمية لكل شيء من الحبوب حتى ملابس الأطفال، فشلت اليوم الجمعة، محاولة جديدة لتعويم الناقلة البالغ طولها 400 متر، وفق ما أعلنت شركة "برنارد شولته شيبمانجمنت" (بي أس أم)، ومقرها سنغافورة، والتي تشرف على الإدارة التقنية للسفينة.
واستأنفت هيئة قناة السويس محاولات قطر السفينة الجانحة باستخدام زوارق السحب.

وتابعت الهيئة: "مناورات القطر تتطلب توافر عدة عوامل مساعدة أبرزها اتجاه الرياح والمد والجذر مما يجعلها عملية فنية معقدة لها تقديراتها وإجراءاتها ومحاولاتها المتعددة وفقا لمواضع واختبارات الشد".

وكانت الشركة قالت في بيان سابق، إنه لم تنجح عمليّة جرت اليوم كانت تهدف إلى تعويم السفينة. وأضافت أن قاطرتين إضافيتين بقوة تراوح بين 220 و240 طناً، ستصلان بحلول 28 آذار (مارس) للمساعدة في عملية التعويم.

وقد تستغرق جهود تحرير السفينة أسابيع وربما تواجه تعقيدات بفعل عدم استقرار الأحوال الجوية، مما يهدد بحدوث تأخيرات باهظة التكلفة للشركات التي تعاني أصلا بسبب قيود كورونا.

ونفت "شوي كيسن"، الشركة اليابانية المالكة للسفينة، تقريراً إخبارياً عن أنها تهدف إلى تحريكها بحلول مساء السبت، وقالت إن جهود إعادة تعويمها مستمرة.
وأعلنت هيئة قناة السويس، استئناف جهود تحرير السفينة بواسطة القاطرات بمجرد اكتمال عمليات التجريف حول مقدمتها التي تهدف لإزالة 20 ألف متر مكعب من الرمال.

وقالت شركة "برنارد شولته شيبمانجمنت" إنه بالإضافة إلى الجرافات الموجودة بالفعل في الموقع، هناك الآن جرافة شفط متخصصة مع السفينة، وهي قادرة على نقل 2000 متر مكعب كل ساعة.

وافاد مسؤولون في البنتاغون لشبكة CNN، عن توجه فريق من البحرية الأميركية الى قناة السويس لتقييم وضع السفينة غداً السبت، فيما أعلنت أنقرة أيضا إن بإمكانها إرسال سفينة للمساعدة، وذلك ضمن المحاولات التركية الأخيرة إصلاح علاقاتها المتوترة مع مصر بعد سنوات من الخصومة.

تأثر النفط

أفادت وكالة "رويترز" أن نحو عشرين سفينة شوهدت من شواطئ بورسعيد صباح اليوم.

وأظهرت بيانات الشحن الخاصة بشركة البيانات المالية "ريفينيتيف"، أن أسعار النفط زادت بنسبة 2 في المئة، إلى أكثر من 63 دولاراُ للبرميل اليوم الجمعة، فيما تنتظر أكثر من 30 ناقلة على جانبي القناة منذ يوم الثلثاء.
لكن المحللين يقولون إن التأخيرات تأتي في وقت يقل فيه الطلب الموسمي على النفط والغاز الطبيعي المسال، الأمر الذي من المرجح أن يخفف شدة التأثير على الأسعار.

ولفتت شركة "كيبلر" لتحليل البيانات إلى أن 10 ناقلات تحمل النفط الخام، تنتظر دخول القناة.
ويتوقع المحللون تأثيراً أكبر في ما يتعلق بالسعر على الناقلات الصغيرة التي تحمل منتجات النفط، مثل النافتا وزيت الوقود للتصدير من أوروبا إلى آسيا، إذا استمر الإغلاق لأسابيع.

وقال سري بارافايكاراسو، مدير شؤون نفط آسيا في (إف جي إي)، انه يتم توريد حوالي 20 في المئة من النافتا إلى آسيا عن طريق البحر المتوسط والبحر الأسود عبر قناة السويس، مضيفاً أن إعادة توجيه السفن حول رأس الرجاء الصالح قد يضيف حوالي أسبوعين آخرين لزمن الرحلة ومزيدا من تكلفة الوقود.

ويؤثر توقف الحركة بالقناة على سوق الديزل الآسيوية الضعيفة أصلاً. وتدفق أكثر من 60 في المئة من الصادرات الآسيوية إلى الغرب عبر قناة السويس في عام 2020 بحسب "إف جي إي).
البيت الابيض
قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي إن إدارة الرئيس جو بايدن تتوقع بعض التأثير للسفينة الجانحة في قناة السويس على أسواق الطاقة، وإنها ستستجيب للأمر إذا اقتضت الحاجة.

واكدت ان البيت الأبيض يتابع أوضاع السوق وسيكون له رد فعل مناسب إذا اقتضى الأمر بشأن قناة السويس.