جولة في متحف الاستقلال: مشروع كتائبي يستكمل مختلف المراحل التي تكتب التاريخ الحديث

في ذكرى إنطلاقة "المقاومة اللبنانية"، يفتتح غداً حزب الكتائب متحف الاستقلال لإحياء "يوم الشهيد"، وفي هذا الصدد، قامت الاعلامية نوال ليشع عبود في برنامجها نقطة عالسطر الذي يبث عبر صوت لبنان 100,5، بجولة على المتحف حيث سلطت الضوء مع ضيوفها على اهمية هذا المكان من الناحيتين السياسية والتاريخية.


حمصي: لا توافق حتى الآن بكتابة التاريخ بل تكاذب وطني
مدير المتحف جوي حمصي شرح ان من "اطلق فكرة المتحف هو الرئيس أمين الجميّل وذلك منذ حوالي 7 سنوات، وقد نشأت فكرته بشكل تلقائي كون حزب الكتائب عمره حوالي 83 سنة، وبالتالي انه يشكل تاريخاً يحتوي على قصة يمكن اخبارها وهي مرتبطة بقصة لبنان الحديث".
وحول اختيار بيت الكتائب في حارة صخر، قال: " بدأنا بجمع المعلومات والأغراض والوثائق، ولكن في الوقت عينه قمنا بجولات على المناطق اللبنانية لاختيار بيت من بيوت الكتائب قادراً على اعطاء طابع وطني، ولقد اخترنا هذا المبنى لرمزياته: اولاً، لأنه مبنى فريد بشكله وهو شبيه بالباخرة لذلك يطلقون عليه اسم "بناية الباخرة"، مما جعل معظم الناس يعرفون موقعه، ثانياً، يكمن موقع هذا المتحف في ساحة حارة صخر، اي قرب الكنيسة والمدرسة لذلك اصبح معلماً رئيسياً، واخيراً يقع هذا المكان على طريق سياحية (قرب حاريصا وجعيتا) ما يسهّل على السواح ان يقصدوه".
وعن سبب تسميته بمتحف الاستقلال أوضح: "ان الحزب عمره 83 سنة ولقد واكب المراحل الاساسية من الاستقلال لليوم، وحين كان لبنان مهدداً كان هذا الحزب يدافع عنه بالسياسة، حين كان ممكناً وحين باتت الدولة لم تعد قادرة على حماية نفسها وحماية مواطنيها، اجبر على الدفاع عنهم بحمل السلاح".
واشار الى أن الزائر سيشاهد تاريخ لبنان بشكل عام كما انه سيشاهد خصوصيات تاريخ حزب الكتائب والمراحل التي واكبها.
وحول كتاب التاريخ الموحد قال: "الدولة اللبنانية لم تقم بواجباتها تجاه كتاب التاريخ، فالمشكلة لا يجب ان تكمن في وجود اختلاف بين وجهات النظر لذلك، كان على الدولة توثيق الكبير الذي نتفق عليه، وتقدم للقراء وجهتَي نظر عن سائر الامور التي لا نتوافق عليها".
واضاف: "لا توافق حتى الآن بكتابة التاريخ بل يوجد دائماً تكاذباً وطنياً، اي أن السياسيين يريدون ايجاد صيغة تعجب الجميع، وهذا الأمر لا يمكن ان يحدث في بلد يتميز بالتعددية، من هنا ان هذا المتحف أعطانا شغفاً وعزيمة لكي نقدم أمراً استثنائياً".
كما ذكر حمصي أن سبب وجود الكتاب المقدس في المتحف هو ذكر لبنان أكثر من اسرائيل وأورشليم في الكتاب المقدس وهو موجود ككيان، فجغرافيته الفريدة جعلت هذا الكيان موجوداً.
ووجّه حمصي دعوة الى اللبنانيّين لزيارة متحف الاستقلال، موضحاً أن هذا المتحف يتوجه لكل شخص من اي فئة دينية، عمرية واجتماعية.


عقل: مَن يعرف من أين أتى يعرف بالتالي إلى أين سيذهب..
من جهتها، أوضحت السيدة صوفي عقل، عضو فاعل في تنظيم متحف الاستقلال، عبر صوت لبنان انها عملت بشغف في جمع التاريخ والابحاث التاريخية المعروضة.
وقالت: "عملنا في موضوع الابحاث، لنعيد الى الشباب الذين اعطوا حياتهم سياسياً وحربياً أو لجرحى الحرب أو لمن يعملون بطريقة مختلفة عبر جمعيات وتأليف الكتب، جزءاً من الذاكرة، لقد أردنا أن نعلم عن حقبة تاريخ لبنان الماضية، فما أن نفهم الماضي يمكن أن نفهم ما يحصل في آخر 30 سنة".
وعرضت أبرز عناوين الأبحاث مثل موضوع فينيقيا، الكنيسة المارونية، والأمير فخر الدين الذي شكّل أساس الجبل.
وأوضحت أن هذه العناوين ترتكز على حقائق تاريخية ولا يوجد مرجعاً واحداً لها، مضيفة إنه " من المهم ان يعرف الانسان من أين أتى ليعرف بالتالي إلى أين سيذهب".
وأشارت الى أن التعرف إلى "التاريخ يجعل المهاجر يعود، ويجعل الشباب في الوطن يرفضون الهجرة".

 

البستاني: المتحف هو بصمات الشباب الكتائبي الذي ساهم بتاريخ لبنان

وكان للبروفسور حارس البستاني - ابن المؤرخ الكبير د. فؤاد افرام البستاني - مداخلة اعتبر فيها ان "المتحف هو اول خطوة للتاريخ، فمن الشعوب ينسج التاريخ لا من الأباطرة والزعماء، وفي كل مرة نتذكر اعمال شعب ما، نؤرخ لمستقبل الشباب".
واضاف: "المهم ان هذا المتحف يذكّر بما قام به شعب لبنان والاهم هو توعية الشباب على اهمية ما قام به اسلافهم في هذه البقعة من الارض".
واذ اعتبر ان "الذاكرة الجماعية هي التي تؤسس لتاريخ الشعب" قائلاً: "لا يوجد بيت واحد من دون خلاف بين الاخوة، ولذلك يجب ان نؤرخ هذا الخلاف ونوثقه وننساه كي لا نقع بالخطأ مرة جديدة".
وأردف قائلاً: "نحن نكتب التاريخ الحقيقي وجميع الوقائع التي كانت سائدة من قبل الاستقلال حتى الحرب اللبنانية الى اليوم... هذا المتحف هو بصمات الشباب الكتائبي الذي ساهم بتاريخ لبنان ولا احد يشك بلبنانيته ووطنيته.. جميع اللبنانيين عليهم ان يزوروا هذا المتحف حيث الوثائق والوقائع والتواريخ تؤرخ لكتاب المستقبل للبنان... ولبنان لا يزول".

 

فضول: المتحف هو خرنة مقفلة تحتوي على كنز هام هو التاريخ

من حيث الهندسة والعمار، قال المهندس فالديمار فضول: "المبنى هو مبنى استثنائي من ناحية شكله وموقعه وهو ذو طابع تراثي كما يتضمن موقفاً كبيراً يتّسع لكل الناس".
لقد بني هذا المتحف وفقاً للمقاييس العالمية، من ناحية الاضاءة والتقنيات العالية بتوزيع المساحات ومن ناحية تسهيل الوصول اليه من قبل الاشخاص المعوقين والمصابين والحوامل ..
واضاف: "متحف بهذا الشكل بني على الطريقة التي يبني فيها الرفاق بيوت الكتائب، ولقد وضع حجر الاساس على ايام الشيخ بشير الجميّل وطرح الفكرة الرئيس امين الجميّل، من هنا يبدو أن المتحف يحتوي على متابعة للتاريخ الموجود".
واوضح ان المقاربة في الهندسة، من ناحية هندسة الطوابق الموجودة، ومنع دخول الاضاءة الخارجية، كلها لجعل المكان يبدو كخرنة مقفلة تحتوي على كنز هام هو التاريخ".
وتابع: "من الآن حتى يكتب تاريخ موحد للبنان، كتاب التاريخ أصبح لدينا وثائق ومستندات موثقة... والمتحف سيكون مقراً للبحث ومصدر ثقة للناس بحيث يمكن لأي شخص ان يضع الاغراض التاريخية فيه، وبذلك يضم الذاكرة الشخصية للذاكرة الجماعية".

 

 

خويري: يأخذون انجازات الكتائب ويعطون صورة مشوّهة عنها

ختاماً، اشار رئيس اقليم كسروان السابق سامي خويري الى  اهمية هذا المتحف لحزب الكتائب قائلاً: " لقد تعرضنا للاضطهاد وحين دخلت الوصاية السورية الى لبنان، دخلت لتحييد دور الحزب واغلاق بيوت الكتائب... واليوم يتم اغلاق آمال الشباب وايهامهم  بأن الحزب بات عجوزاً وعليهم مغادرته".

وتابع: "ممنوع المس بانجازات الكتائب مثل الشهداء وغيرهم... غير انهم يأخذون انجازات الكتائب ويعطون صورة مشوّهة عنها... لقد حارب الحزب بمراحل عدة، وعلى الرغم من النقص اللوجستي، لقد استطاع الرئيس امين الجميّل تأمين ميزانية للمشروع لتعريف الناس على دور الحزب عبر التاريخ".

واردف قائلاً: " هذا المتحف سيشكل منبراً يختصر نضال الكتائب فهو يختصر تاريخ الكتائب ويخلّد نشاط الاشخاص الذين مرّوا بحقبة من حقبات لبنان"

وختم بالقول: "شعبنا مبني على الحرية، وكي لا يتم تغيير الوقائع قررنا اطلاق هذا المتحف، واليوم حزب الكتائب يستعيد هويته وعلى الجيل الجديد ان يعرف كيفية الاستمرار في هذه المسيرة".