المصدر: الأخبار
الاثنين 4 نيسان 2022 09:36:16
قبل أسبوع، انضمّت جوليا عودة (54 عاماً) وريتا الحرديني (31 عاماً) إلى قافلة شهداء انفجار 4 آب ليقارب عدد الضحايا الـ220 شهيداً. طيلة سنة وسبعة أشهر، عانت جوليا وريتا، اللتان دخلتا في غيبوبة إثر الانفجار، وعائلتاهما، على أكثر من مستوى: نفسي وصحي ومادي.
كانت جوليا عودة، في بيتها عندما وقع انفجار 4 آب. أصيبت بشكل بالغ في رأسها فدخلت في غيبوبة. استفاقت بعد شهرين ولكنها لم تستعد وعيها الطبيعي إذ لم تكن تستطيع التحدّث، ولا القيام بأيّ حركة في جسمها، حتى إنها لم تستطع أن تأكل بشكل طبيعي، وكانت عيناها مفتوحتين دوماً من دون أن تستطيع التعرّف إلى عائلتها. انتقلت بعدها إلى مركز لتتعالج، عاشت فيه على التنفس الاصطناعي، وكانت بحاجة دورياً إلى وضع أنابيب في جسمها لتأكل.
قبل الانفجار «كانت جوليا، تعيش حياة بسيطة في منزلها» تقول صونيا عودة، شقيقة زوج جوليا. «كانت تلعب دور الأم والأب مع ولدَيْها الاثنين، بعدما فقدت زوجها قبل سنة وشهرين من انفجار 4 آب». بعد الانفجار، عاشت العائلة مرحلة صعبة «وخصوصاً ولدَيْها، لأننا فقدناها وهي لا تزال موجودة». انتقل الولدان حالياً للعيش في منزل عمتهما «لكن ابنتها لا تزال تعاني من مشاكل نفسية بعد صدمة موت والديها أمام عينيها وتدمير منزلها». رافق الشعور بالفقدان، قبل الوفاة، «الصعوبات اليومية المتمثلة في إمكانية تأمين الأدوية وإبر السيلان والتجهيزات الطبية والطعام المخصّص لها، بسبب ارتفاع أسعارها وصعوبة إيجادها في الأسواق». تذكر صونيا أن طلبات المركز الذي بقيت فيه جوليا «كانت متواصلة، فكلّ ثلاثة أيام تقريباً كنا نقوم بدفع خمسة ملايين ليرة مقابل تأمين الأكل، الأدوية، المراهم، الحفاضات الصحية اللازمة وكلّ ما تحتاج إليه. ولكنها تمكّنت من الاستفادة بجزء بسيط من العلاج في المركز من مساعدات المؤسسة العسكرية بما أن زوجها كان جندياً».
ريتا
عاشت ريتا الحرديني، ابنة الـ31 عاماً، منذ انفجار 4 آب على التنفس الاصطناعي أيضاً. صحيح أنها تمكنت من استعادة وعيها بعد فترة، ولكنها كانت تصاب بانتكاسات صحية كلما نقص الأوكسيجين من جسمها.
يصف أنطوان حرديني، والد ريتا، مرحلة علاجها بالمأساة على كلّ من ريتا وأهلها، خصوصاً مع عدم وجود غيره معيل للأسرة المؤلفة من أربعة أشخاص. وفي المقابل، لم يكن هناك أي مساعدة من جهات رسمية أو جمعيات معينة مهتمة بالأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة للتخفيف من نفقات العلاج التي بلغت تقريباً 60 ألف دولار طيلة هذه الفترة.
يسرد أنطوان جزءاً من المأساة: «كنّا كلّما أردنا إدخال ريتا إلى المستشفى، نصطدم بشرط تأمين مبلغ ألف وخمسمئة دولار كدفعة أولى على الحساب من أجل السماح لها بالدخول. وفي حال اضطرت إلى البقاء في غرفة الطوارئ أو العناية المركزة، كانت المبالغ تتضاعف وتضاف إلى الفاتورة، إلى درجة أننا وبسبب عدم قدرتنا على دفع هذه المبالغ الطائلة في كل مرة، صرنا نحاول قدر الإمكان تفادي إدخالها العناية المركزة وتهريبها إلى المنزل ولكن عندما تنتكس حالتها كثيراً وتصبح سيئة جداً كان الصليب الأحمر في كل مرة ينقلها إلى المستشفى».
يشير أنطوان إلى أن الجميع في المنزل تضرّر كثيراً بسبب الانفجار «ولكن لأن ريتا من ذوي الاحتياجات الخاصة، لم تستطع تحمّل كل الآلام والصدمات التي مرّت لتقضي عليها أخيراً».