جويل بو عبود: من المؤسف أن يكون قرار السلم والحرب في لبنان محكوماً بقرار حزب الله ولن نقبل بالغطاء السياسي له

تأسفت عضو المكتب السياسي الكتائبي جويل بو عبود على الوضع الذي وصلنا إليه، حيث أصبح قرار الدولة محكوماً بقرار حزب الله، وقالت: "سمعنا حديث رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي والذي أكد من خلاله أن قرار السلم والحرب في لبنان ليس بيده، وبهذا تكون قد انتقلت الدولة كما قال رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل من حالة الرهينة الى حالة الاستسلام الكامل."

بو عبود وفي حديث خاص لصوت لبنان 100.5، أكدّت أن لبنان لم يعد يحتمل أي حرب لا إقتصادياً ولا سياسياً ولا اجتماعياً، وان وقعت الحرب التي سيدفعنا إليها حزب الله كون أمينه العام "يعلم"، فمصير لبنان بات محسوماً ومتجهون نحو الدمار الشامل.

واعتبرت أن زيارة وزير خارجية إيران حسين امير عبد اللهيان الى المنطقة، هي بمثابة جولة تفقدية لمواقع ايران العسكرية المنتشرة بين لبنان وسوريا والعراق.

وقالت: "حاول عبد اللهيان ايهامنا بأنه لا يريد الحرب في المنطقة وفي المقابل هدّد اسرائيل في تصاريحه، وهذا ما يؤكد "الخبث" الذي تتميّز به ايران."

أضافت: "الإعلام الأجنبي يتحدّث عن تحضيرات عسكرية كبيرة وانتشار كثيف للقوات الاسرائيلية في غزة، كما وأن الأجواء والمعطيات تؤكد التحضير الجدي لدخول الاسرائيليين الى غزة".

وعن موضوع التطبيع بين السعودية واسرائيل، اعتبرت أن توقيت عملية غزة مرتبط بفرملة التطبيع بين البلدين، معتبرةً أن موقع المملكة بالمنطقة يؤثر سلباً على دور وموقع ايران.

ورداً على سؤال حول علاقة الشارع السني مع حزب الله بعد أحداث غزة، قالت: "لا شك أن الشارع السني متعاطف تاريخياً مع القضية الفلسطينية، وهذا التعاطف جمع السنة مع حزب الله من أجل هذه القضية، ولكن الطائفة السنية اليوم في لبنان أمام اختبار، ونسألهم: هل ما جمعهم مع حزب الله سيكون على حساب الشعب اللبناني ككل، أم ستقف هذه القضية على الحدود لمنع التدخل العسكري من لبنان في هذه المعركة؟"

وعن استشهاد مصوّر "رويترز" الصحافي عصام عبدالله أثناء أداء واجبه المهني في المناطق الحدودية، اعتبرت بو عبود أن الجسم الصحافي كان ولا يزال يدفع الثمن غالياً في المعارك والحروب.

وعن موقف مصر من الحرب على غزة، قالت: "موقف مصر ليس أمراً سهلاً، وبحسب تصاريح الرئيس المصري فإن أي دخول للفلسطنيين من غزة الى الأراضي المصرية سيشكّل عبئاً إضافياً عليهم، وهو بذلك يسبّب تصفية للقضية الفلسطينية".

وتطرّقت بو عبود الى ملف الوجود السوري في لبنان، وقالت: "موقف حزب الكتائب من موضوع الوجود السوري في لبنان كان واضحاً منذ البداية، وما طالبنا به هو ايجاد مخيمات خاصة لهم على الحدود كما فعلت باقي الدول العربية، فمتى ما بقيت الحدود مفتوحة وغير مراقبة ستبقى الأمور على ما هي والتهريب سيبقى مستمراً، والأسوأ من كل ذلك هي المقايضة التي يفرضها حزب الله والمبنيّة على التخلص من قانون قيصر مقابل عودة الشعب السوري الى أرضه".

وعن موقف حزب الكتائب في حال قام حزب الله بتوريط لبنان في الحرب الفلسطينية – الاسرائيلية، اكّدت بو عبود أنهم يبذلون جهداً كبيراً لعدم الوصول الى هذه المرحلة الكارثية، كما وأن موقف المعارضة موحّد، جازمة عدم القبول بالغطاء السياسي لحزب الله.

وعن تأثير الحرب على ملف الرئاسة، قالت بو عبود: "لا شيء حالياً يعلو فوق صوت هذه المعركة، ولكننا في المقابل سنبذل أقصى جهدنا لعدم تطور هذه المعركة وتمديدها الى الداخل اللبناني كوننا نواجه مشاكل عديدة كالفراغ الرئاسي والوجود السوري العشوائي، وسنكثف العمل لعدم وصول رئيس تيارالمردة سليمان فرنجية الى سدة الرئاسة لأن حزب الله سيتمسّك به اليوم اكثر من اي وقت مضى كونه يشكّل الغطاء له ولسلاحه".

وعن وقف التنقيب في البلوك رقم 9، رأت بو عبود أنه يوجد هنالك احتمالين، إما وبحسب ميقاتي، فإن شركة "توتال انرجيز" أكّدت أن هناك معطيات سلبية لهذا الملف، وإما ما هو مرتبط بضرورة وقف هذه الأعمال تزامناً مع الأوضاع الأمنية السيئة في المنطقة، وقالت: "اذا تأكّد أنه لا يوجد غاز ونفط، فهذا أمر سيىء لمستقبل لبنان".

وعن التنسيق مع الأحزاب اللبنانية كافة في حال استمرار الحرب في غزة ومحاولة إدخال الفلسطنيين الى الأراضي اللبنانية، أكّدت بو عبود جهوزية حزب الكتائب لأي طارئ إن كان ميدانياً لإستقبال من هو بحاجة الى مسكن، وأمنياً من خلال الحرص على الأمن اللبناني الداخلي والمناطقي.