حان وقت محاسبة المجرمين

الإجرام الحقيقي هو ان يتم التعطيل والضغط على التحقيق في انفجار مرفأ بيروت، وهدم مدينة بأكملها وقتل شعبها.

الإجرام الحقيقي هو ان يتم تعطيل الحكومة ومحاولة فرض شروط لاأخلاقية ومخربة ومدمرة لشعب بأكمله في ظل أكبر ازمة اقتصادية تصيب لبنان واللبنانيين.

الإجرام الحقيقي هو ان يتجاوز سعر صرف الليرة اللبنانية كل الارقام الطبيعية فيما اهل السياسة يتصارعون على مصالحهم الضيقة وحساباتهم الانتخابية من دون تطبيق اي خطة اقتصادية لوقف الانهيار خصوصا أن الخطط موجودة ولا ينقص سوى الارادة لتطبيقها.

الإجرام هو ان يكون اللبناني مهددا في صحته وتنقصه خدمات الكهرباء والبنزين والدواء والحليب ولقمة والانترنت ولا يكترث أحد لمعاناة الناس ولا يندفع لتغيير الواقع.

الإجرام الحقيقي هو ما يفعلونه بشعب بأكمله منذ سنين، والجرم الأكبر هو بوجود من يتبع ويدافع ويصوت ويؤيد مجرمين أخذوا كل شيء منا حتى أقل حقوقنا.

إجرام كل ما يحصل معنا وعندنا وكل ما يجري في حقنا كشعب ابتلي بهذه الطبقة السياسية.

في فترة الأعياد واخر السنة لا يمكن سوى ان نصلي ونأمل بأعجوبة تخلصنا من هذا الكابوس. المهم ان نعي ان لا أعجوبة تحصل من دون وعي شعب يقرر ان يغير واقعه المزري في صناديق الاقتراع رافضا ان يعيّد ابناؤه واجياله المقبلة كما نعيد اليوم، ورافضا أن يحكم من مجموعة لصوص يحكموننا اليوم.

سنة2022 مهمة لأنها سنة الاستحقاقات، الانتخابات الرئاسية التي من المفترض ان تحمل رئيسا مختلفا، وسنة الانتخابات النيابية التي من المفترض ان تكون للمحاسبة، فيحاسب فيها على الاقل كل من كان يعلم بوجود نيترات الامونيوم ومن جعل بيروت واهلها يحترقون، ومن يعطل التحقيق، ومن يعطل البلد كله.

سنة يجب فيها محاسبة كل من أمن الحماية لمجرمين قتلوا شعبهم.

سنة يجب ان نحاسب فيها من اوقفنا ساعات امام محطات البنزين فنتسول اقل حقوقنا وهو حق التنقل.

سنة يجب ان نحاسب فيها من اوقفنا ساعات امام المصارف لكي نستعطي اموالنا التي تم الاستيلاء عليها والى الآن لم يحاسب أحد.

سنة يجب ان نحاسب فيها كل من جوعنا ودمرنا وافقرنا وقتلنا وأقنعنا بانه هو بريء والآخر متهم.

الجميع متهمون والجميع يجب ان يدفعوا ثمن ما فعلوه بنا.

هذه السنة مهمة جدا وإذا الشعب لم يقرر ان يخلق الاعجوبة بسواعده فلن يفعلها أحد عنا. فانتظار الخارج سواء بالعقوبات او بالمساعدات الموقتة مضيعة للوقت. الشيء الوحيد الذي يمكنه إعطاء القليل من الأمل ولو انه لا يكفي بمفرده فهو أصوات لبنانيين قرروا ان يتحرروا من سطوة مجرمين، وينزعوا خوفهم، ويتعقلوا لاختيار الافضل. الاستحقاقات كبيرة وحان وقت التغيير، فلا تضيعوا الفرصة.