المصدر: النهار
الكاتب: نايلة تويني
الاثنين 16 كانون الاول 2024 09:31:21
أبدأ بـ"حزب الله"، لا لأنه يتقدّم على لبنان بالتأكيد، بل لأنه المعنيّ الأول بموضوع الحرب، لا لبنان الرسمي الذي لم يُستشر، ولم تُحترم مؤسّساته، عندما قرّر الحزب إعلان "حرب إسناد غزة"، تماماً كما فعل مراراً عندما قرّر التدخل في الحرب السورية، تنفيذاً لإرادة الوليّ الفقيه، وبذريعة الدفاع عن المقامات الشيعية في دمشق ومحيطها، فإذا به اليوم يترك تلك المقامات بمن فيها، ولا يدافع عنها.
بالأمس خرج الشيخ نعيم قاسم ليقول مجدداً إن "حزب الله" ربح الحرب، بمجرد عدم تمكّن إسرائيل من القضاء عليه. لكن الأمور لا تُقاس على هذا النحو، لأن نتائج الحروب تقاس على أهدافها، وما تحقق منها. إعلان "حزب الله" الحرب في 8 تشرين الأول 2023، كان هدفه المعلن إسناد غزة، وضمناً تأكيد وحدة الساحات تحت راية إيران لتأكيد دورها الإقليمي الفاعل، وتحوّلها أو المحافظة على دورها لاعباً أساسياً في كل الملفات من المحور الذي يخصّها، وصولاً إلى العالم حيث تمنّي النفس باتفاق مع واشنطن تحديداً، أي مع الشيطان الأكبر.
في خلاصة الحرب، إن الحزب لم يسند غزة وأهلها في شيء، بل إن حرب لبنان أشاحت النظر عن غزة، وأتاحت لإسرائيل أن تفعل ما تشاء هناك من دون ضجيج إعلامي، وها غزة تفاوض اليوم على هدنة دائمة وتسليم إسرائيل أسراها.
في المقابل، صار لبنان يحتاج إلى إسناد ما بعده إسناد، وسقط النظام السوري، وتفكّك المحور، وتراجع دور طهران. فهل يمكن أن يشرح قاسم عن أيّ انتصار يتحدّث؟