حكيم: موازنة 2025 خالية من أي خطة وكل ما يحصل في ما خص الرئاسة إلهاء للناس لأن البلد مخطوف

اعتبر عضو المكتب السياسي الكتائبي البروفسور الان حكيم أن كل ما يحصل اليوم سواء في ما خص الرئاسة أم القوانين عامة أو أي مادة اجتماعية كالتربية والصحة مجرد إلهاء للناس لأن البلد مخطوف.

وفي حديث عبر سبوتنيك قال حكيم: "نحن في بلد من دون دولة، فالدولة انتهت كليًا وانحلّت، من هنا لا بد من التفكير بالمشكلة وهي تتمثل بخطف لبنان كليًا على الصعيد العام".

أضاف: "هناك مساحة كاملة خارجة عن سيادة الدولة والجيش ما يسمح لكل الجيران ومن لديهم مصالح خاصة غير المصلحة اللبنانية بالتشابك على مساحة الوطن،".

وإذ سأل: "لماذا لا يمتد الى مساحة الوطن الآخر؟" أجاب: "بفعل وجود الجيش اللبناني."

ورأى حكيم أنه لو كان الجيش اللبناني منتشرًا على كامل الحدود منذ 1975 لكنا في إطار الدولة، لكن التخلي عن السيادة تسبّب بتشرذم السلطات اللبنانية والتي أدت لتشرذم الدولة ولوجود مساحة فارغة فيها قوات مسلّحة غير لبنانية أي الذراع العسكري لإيران.

وردًا على كلام النائب السابق نواف الموسوي قال: "ما قاله من أنه لن يكون هناك رئيس إلا من طرف حزب الله او مسمّى من الحزب ضد الدستور والمشاركة ضمن إطار السلطة اللبنانية".

وعن موازنة 2025 لفت حكيم الى أنها لا تشبه الموازنات بشيء، فكالمعتاد هناك مجموعة أرقام، مجرد رفع عتب، خالية من أي خطة أو توجه واضح، لا اقتصاديًا ولا اجتماعيًا ولا تنمويًا فعن أي موازنة نتحدث؟" وأردف: "ما من استراتيجية لحماية المواطن فما فوق الـ60% هم تحت خط الفقر فكيف يمكن الحديث عن الموازنة؟"

وتابع حكيم: "لأكون إيجابيًا مجرد وجودها إيجابي لكن لا قطع حساب ولا شفافية، وإذا أردت التعليق فيمكن أن آخذ تعليقاتي عن الموازنات السابقة  ونراها تنطبق على موازنة 2025".

وأشار إلى انه خلال المسار وجلسات الموازنة سنرى "أبطالًا" يعدّلون رقمًا مثلًا من مليون إلى 750 ألف، واصفًا هذه التعديلات بأنها "أعمال بطولية" تعوّدنا عليها.

أضاف: "لا أريد الواقعية بل أريد الأفضل لأننا نريد دولة، نريد لبنان".

وأوضح حكيم أن موازنة 2025 كلها ارتفاع الضرائب الموجودة والتي تفرض يوميًا على المواطن سواء المعاملات أو الرواتب والضريبة فلم ننفك عن الحديث عن السياسية الضريبية.

وعن ملف رئاسة الجمهورية قال حكيم: "كل ما يحصل في ملف الرئاسة مادة لإلهاء الناس، فالملف ليس بيد اللبنانيين وإلا لكان لدينا رئيس منذ فترة طويلة".

وأشار إلى أن الأفرقاء الموجودين في مجلس النواب يلعبون دورهم والمعارضة تقف في وجه وصول رئيس من الطرف الآخر.

ورأى أن هناك مزايدات ومزادًا علنيًا، لافتًا إلى أن الفريق الخارجي مشكور على جهوده ولكن المسؤولية تقع على الأطراف الداخلية لحل أزمة الاستحقاق الرئاسي.

وتابع حكيم: "الخارج يحاول الوصول الى حلول عملية بينما الحل هو اجتماع الأفرقاء الداخليين للوصول الى اسم واحد او أكثر وانتخاب أحدهم رئيسًا ولكن تحت سقف المؤسسة الشرعية أي مجلس النواب ضمن إطار حوار واضح على صعيد دستوري ولكن ليس مصالح حزبية".

وشدد على أننا وافقنا على حوار داخل مجلس النواب دون إعطائه صفة رسمية كي لا نعطي آلية جديدة، مشيرًا إلى أن المعارضة قامت بمبادرة وزارت جميع الأفرقاء إلا حزب الله لم يجتمع بها.

وعن الحوار الذي دعا إليه رئيس المجلس نبيه بري قال: "نحن مع الحوار إنما إطار الدستور من دون خلق آليات جديدة".

وأكد ردًا على سؤال أن المعارضة قامت بواجبها وقدّمت مرشحَيْن للرئاسة الأول انسحب أي النائب ميشال معوض والثاني تقاطعنا حوله وهو الوزير السابق جهاد أزعور ولا لغط حوله، في المقابل ماذا فعل فريق الممانعة؟ هل تنازل من أجل الشريك الآخر؟ هم يتمسكون به حسب معادلة الموسوي.

وعن الرؤية للخروج من هذا المأزق سأل: "لماذا عند استحقاق الرئيس المسيحي ننتظر سنتين لانتخابه، وعند تشكيل الحكومات ننتظر 11 شهرًا لاختيار رئيس مجلس الوزراء بينما يتم الاتفاق على رئيس مجلس النواب في 24 ساعة؟"

ورأى ان المشكلة في التسلط ضمن إطار عام في مسك زمام الأمور.

وأكد حكيم أن حزب الكتائب لا يعترف بجبهة مسيحية بل بجبهة سيادية تضم جميع اللبنانيين، فلدينا في المعارضة نواب من جميع الطوائف وأسماء كبرى من طوائف أخرى، مشددًا على أن الموضوع ليس طائفيًا والبرهان هو تشابك المناطق ضمن إطار عام وتفاعل الناس مع بعضهم البعض.

واعتبر حكيم أنه لا بد من التوصل الى التخلص من هيمنة السلاح غير الشرعي وننظر في لبنان الغد الذي نريده لأبنائنا.

وبالحديث عما يحصل في غزة أكد حكيم أن قضية لبنان هي الأولوية ولا قضية أخرى تتقدّم عليها، سائلًا: ماذا حققنا من جبهة المساندة سوى بسقوط الضحايا والدمار والنزوح والانهيار الاقتصادي؟

واعتبر أن كل ما يحصل في الجنوب هو ترويج لإيران لتحسين تموضعها على صعيد الساحة العربية والإسلامية وعلى صعيد التسوية مع الأميركيين والنقاش بين إيران وأميركا والبرهان أن التهديدات المتبادلة التي لم تؤدِّ إلى شيء.

ونبّه إلى ألّا أحد من المؤسسات المالية الأجنبية مستعد لإعطائنا دولارًا واحدًا، من هنا لا بد من انتظام المؤسسات الدستورية.

وختم حكيم مؤكدًا أننا كحزب الكتائب نمدّ يدنا للجميع ضمن إطار السيادة والدولة ونصرّ على وجوب احترام جميع الاستحقاقات.