حكيم: نحن أشرس خصم لحزب الله ونعمل يومياً كحزب كتائب لتوحيد المعارضة في جبهة واحدة

أكدّ عضو المكتب السياسي الكتائبي البروفيسور ألان حكيم أنّه  "لا يجب أن تتأقلم الرهينة اليوم في لبنان مع الخاطف"، لافتًا الى أن "ما يحصل في غزة اليوم من حرب وعنف لا علاقة له بلبنان لا سياسياً ولا جغرافياً".

كلام حكيم جاء ضمن برنامج نهاركم سعيد عبر الـ "LBCI" حيث رأى أن "إيران تستخدم ساحة جنوب لبنان لدمج الساحات التي لديها نفوذ عسكري ميليشوي فيها"، مؤكدًّا أن  "حزب الكتائب يختار صفّ الدولة لحماية السيادة اللبنانية والمواطن اللبناني".

وقال: "اللبنانيّون يدفعون ثمناً لا شأن لهم به على الحدود الجنوبية، والدول المجاورة لم تتأثر بحرب غزة بقدر ما يتأثر لبنان خدمةً لمصالح دولة خارجية".
أضاف: "هناك رفض تام لما يحصل على صعيد الساحة اللبنانية، والدولة اليوم لم تعد قادرة على تلبية احتياجات المواطنين الجنوبيين".
واعتبر أنه "إذا أعادت الدولة اللبنانية وجودها فلا شكّ أنها ستكون قادرة على مساعدة كل المواطنين لكن يتحمّل حزب الله اليوم مسؤولية كل ما يحصل في الجنوب من حرب ودمار".

وقال: "نرفض الطريقة التي يتعاطى بها حزب الله سياسياً وعسكرياً وعلى سبيل المثال في ملف الرئاسة لن نقبل إلّا بالمساواة واحترام الدستور وعسكرياً لن نقبل إلا بحماية الجيش للأراضي اللبناني".
تابع: "نحن أشرس خصم لحزب الله وهذا أمر واضح ولكن في الوقت عينه نحن الوحيدون الذين نمد اليد لكل اللبنانيين شرط العودة إلى لبنانيتهم."
وشدّد حكيم في حديثه على دور حزب الكتائب الذي يعمل  يومياً لتوحيد المعارضة تحت جبهة واحدة لوضع حد للفلتان الذي يحصل بسبب السلاح.
وقال: "المعارضة اللبنانية هي من تغار على سيادة لبنان وتدافع عنها خاصّةً بطروحاتها السيادية التي تنطلق من الدولة وتتمحور حول الشرعية بعيداً عن الميليشيات المنخرطة بأجندات خارجية"، مشدّدًا على أننا "لا نعمل من أجل مصالح فئوية بل نعمل لمصلحة الشعب اللبناني أجمع، وفي المعارضة أطياف من كل الطوائف وهذا يشكّل انعكاسًا لصورة الشعب اللبناني المُعارض لهيمنة السلاح وخطف الدولة".
وأكدّ حكيم أن "المعارضة متفقة ومتحدة على العنواين الكبيرة الرامية لتأمين سيادة لبنان وحمايته وأي تباين في تفاصيل صغيرة هو أمر طبيعي لا إشكالية فيه"، لافتًا الى أن "الإجتماع الأخير مع الموفد الأميركي آموس هوكشتاين يؤكّد وحدة المعارضة تجاه الخارج وبرهان على أن الجبهة يمكنها الوصول إلى حلول عملية".
وقال: "يهمنا أن تكون المعارضة جبهة موحدة وقوية وكل ما نقوم به سياسياً يكون انطلاقاً من تشاورنا مع كافة أطراف المعارضة، ولكن لا يمكننا البوح بكل معطياتنا على العلن وكل الأمور التي نتحدث عنها نناقشها مع المعارضة وكل الخطوات التي سنقوم بها تالياً نتحضر لها مع فريق المعارضة كاملاً".

وعن ما يحصل في غزة وانعكاسه على الجنوب، اعتبر أن "التهديدات المباشرة بين حزب الله واسرائيل لم تُعطِ نتائج ميدانياً وبالتالي الطرفين يخوضون اشتباكات في حربٍ لا يريدونها، ولا أعتقد أن اسرائيل ستستمر بإطلاق النار تجاه لبنان في حال قام حزب الله بوقف الإشتباكات تجاهها، والحزب هو من بادر في اليوم التالي لـ 7 أكتوبر فيما لبنان لا علاقة له بحرب غزة بل هذا شأن داخلي فلسطيني."
وتسائل حكيم: "إن الدول المجاورة كمصر والأردن لم يقوموا إلا بمصالح شعبهم وحماية دولهم فلماذا لم يقُم لبنان بهذا الدور أيضاً؟" مؤكدًّا أنه "بإمكاننا المساعدة بطرق أخرى مثل الدعوى التي رفعتها جنوب افريقيا أمام القضاء الدولي ضد اسرائيل عوضاً عن رمي صواريخ من دون أي تأثير".
أضاف: "توحيد الساحات الذي يتحدث عنه حزب الله وفريق الممانعة هو توحيد ساحات "إيران" لأن الدول ليست ضمن هذه الساحات التي تخوض عمليات عسكرية بالأمر الواقع، ونعمل لاستعادة سيادة الجمهورية اللبنانية على كافة أراضيها خاصّةً جنوب لبنان وإعادته إلى كنف الدولة".
تابع: "نحن في حالة حرب ووزير الدفاع لم يسمع به أحد، فهو غائب عن الساحة وربما لا خطة لديه للدفاع عن لبنان أمّا وزير الخارجية فبات ناطقاً باسم حزب الله".
واكدّ حكيم أن "السيادة بالنسبة لنا يجب أن تكون كاملة على كافة الأراضي اللبنانية وعلى كل حدودنا، وفي الجنوب مواطنين لبنانيين يجب حمايتهم تحت إمرة الدولة اللبنانية"، لافتًا الى أن " الشيء الوحيد الذي يحمي كل لبنان وخاصّةً الجنوب هو الدولة اللبنانية واستقامة المؤسسات وإعادة تكوين الدولة، وحماية لبنان تكن أياً يكن أينما ما كان على الأراضي اللبنانية فنحن نتكلم لبنانياً أولاً من منطلق المصلحة اللبنانية"، مشدّدًا على أن "السيادة تنطلق من خلال سيطرة الجمهورية اللبنانية على كافة أراضيها وتحقيق السيادة يُعطي ثقة والثقة تدعم الإقتصاد".

ورأى حكيم أنه "سيكون هناك آلية أمنية ما بعد الإتفاق على وقف إطلاق النار وصولاً إلى ترسيم الحدود، وندفع من أجل انتخاب رئيس جمهورية لأنه هو المخوّل الوحيد بالتفاوض وحماية المصلحة اللبنانية وبطريقةٍ شرعية"، لافتًا الى أن "الحكومة اليوم هي حكومة تصريف أعمال وبالتالي لا شرعية لها بالقيام بأعمال خارج المعنى الضيق لتصريف الأعمال".
وقال: ""الفريق القوي" ليس قويًا بالتصويت وبالسياسة والإنتخابات وعلى الصعيد الشعبي وبالتالي المجلس النيابي الحالي لا أكثرية فيه لفريق الممانعة، ووضع اليد من قبل حزب الله على الدولة من خلال السلاح والترهيب والإغتيالات".
وردًّا على سؤالٍ، اعتبر حكيم أن "الحديث عن انتخابات نيابية مبكرة غير موجود اليوم ويمكن مناقشته في حال الوصول إليه، لكن المناقشة اليوم هو بكيفية الخروج من الحرب لأن لا ضمانات من قبل طرفي النزاع بعدم الإنزلاق"
فقال: "لسوء الحظ هناك عدم ثقة بالدولة اللبنانية بسبب غياب الإستقرار في ملف الإستحقاقات الدستورية من البلدية إلى الرئاسة، فكل الحلول تبدأ تدريجياً من انتخاب رئيس جديد للجمهورية لإعادة الإنتظام إلى مؤسسات الدولة وصولاً إلى تشكيل حكومة جديدة وبالبدء بكل الإصلاحات".
تابع: "هناك غياب للدولة اليوم بسبب غياب رئيس للجمهورية وحكومة تصريف الأعمال لا صلاحية لها ولا تبادر بحلولٍ سيادية بظلّ الأمر الواقع، ووسط حالة الحرب القائم هناك من لا يعرف إسم وزير الدفاع في لبنان."
وعن رئاسة الجمهورية، قال: "رشحنا النائب ميشال معوض وتعذّر جمع الأصوات الكافية لانتخابه رئيساً، ولاقينا الفريق الآخر إلى منتصف الطريق عبر تبنّي ترشيح شخصية وسطية وعلى فريق الممانعة أن يقوم بالخطوة عينها والتنازل عن ترشيح الوزير فرنجية".

أضاف: "رئيس حزب الكتائب مدّ اليد عدّة مرات لبدء النقاش والحوار لمعالجة الملفات الإشكالية والإجابة على مدّ اليد كان بالتخوين والتهديد بالقتل، إذاً أي حديث عن حوار بالطريقة التي يطرحها فريق الممانعة اليوم مرفوضة لأنها لن تُجدي نفعاً."
تابع: "منذ أكثر من 10 سنوات حصل نقاش بين الكتائب وحزب الله وتوقفت المفاوضات عند الوصول إلى ملف السلاح والسيادة، و نحن اليوم نحاول إيجاد حلّ من خلال مرشح توافقي وهذه مبادرة منّا لمد اليد من قبل فريقنا للفريق الآخر في محاولة أخيرة لإنقاذ لبنان".

وعن المرحلة المقبلة، رأى حكيم أنه "عندما ننتهي من موضوع الحرب سنعمل لوضع ملف السلاح على الطاولة من أجل الوصول إلى مساواة بين كل اللبنانيين أو الطلاق، ولن نقبل من بعد هذه المرحلة أن نبقى في الوضع عينه"، لافتًا الى أن "موضوع معالجة النظام يأتي في المرحلة الثانية لأن المرحلة الأولى هي الأهم من خلال معالجة ملف السلاح والذي هو العائق الأول للحلول السياسية".
وقال: "لن نقبل بأن نكون مواطنين فئة ثانية في وطننا ولا أحد يُهددنا بشيء وما فعلناه في الماضي بإمكاننا فعله فلدينا كل الإمكانيات، وكل ما نريد القيام به هو بناء دولة قادرة على تحسين حياة المواطن اللبناني".
تابع: "هناك ضرورة لإيجاد حل لموضوع السلاح لأن هذا السلاح يؤثر بطريقةٍ سلبية على حياة المواطن من السياسة إلى الإقتصاد إلى الأمن، ومسؤوليتنا نحن أن نُطلع المجتمع الدولي على أن وجود حزب الله وحده غير كافٍ للتواصل معه وللتفاوض معه وإعطائه مكتسبات".

وعن علاقة التيار الوطني الحر بحزب الله في هذه الفترة، اعتبر حكيم أن "حزب الله يحاول أن يقفز من فوق رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل من خلال لقاء الرئيس عون للضغط عليه وإعادته إلى تموضع السابق"، مشيرًا الى أن "وجود التيار الوطني إلى جانب حزب الله كان عملية توازن مهمة جداً لصالح الحزب ودفع ثمنه لبنان في الفترة السابقة وخروج التيار من هذا الحلف مُرحب به".

وفي ما خصّ الإنتخابات البلدية والإختيارية، أكدّ البروفيسور حكيم أن "حزب كتائب يتمنى إجراء الإنتخابات البلدية من دون تأجيل لأن البلديات هي آخر ركيزة لبنانية قادرة على تسيير شؤون المواطنين، واليوم لبنان قادر على إجراء هذه الإنتخابات مع استثناء الجنوب واستكمالها في حين توقف الحرب".

وقال: "برأينا أن المنظومة الحاكمة لا تريد إجراء الإنتخابات البلدية لأنهم على شفير الهاوية ويعلمون أن هذا الإستحقاق سيكلفهم نفوذاً".