الأبرز في المداولات الجارية حول الوضع في الجنوب، عشية التقرير الثاني للجيش اللبناني حول حصرية السلاح بعد 11 يوماً، هو ما كشفه الرئيس نبيه بري من أن الوسيط الاميركي توماس براك كشف ان اسرائيل رفضت مقترحاً اميركياً يقضي باطلاق مسار تفاوضي يستهل بوقف العمليات العسكرية لمدة شهرين، وينتهي بانسحاب اسرائيل من الاراضي اللبنانية المحتلة واطلاق مسار لترسيم الحدود وترتيبات امنية.
والأهم أن كلام رئيس المجلس النيابي امس أتى بعد زيارة عاجلة الى بعبدا، بعد عودة الرئيس جوزف عون من الفاتيكان، وعشية الجلسة النيابية المخصصة لانتخاب اللجان النيابية وهيئة مكتب المجلس، مع سعي التيار الوطني الحر للاطاحة بأمين السر الحالي النائب آلان عون، عبر ترشيح النائب التغييري المعارض ميشال دويهي، وقبل 48 ساعة من جلسة مجلس الوزراء، والتي ستصدر خلالها تعيينات في الجمارك على الارجح.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» ان اللقاء بين الرئيسين عون وبري تركز على ملف التفاوض وآليته، واشارت الى ان الرئيس بري يؤكد ان آلية الميكانيزم هي الانسب، وهناك خيار ترسيم الحدود البحرية وليس معلوما ما اذا كان هناك من خيار ثالث يولد.
وأوضحت المصادر انه جرى التداول بهذين الخيارين واشارت الى ان هناك نموذجين في التفاوض اي نموذج الترسيم البحري حيث كانت الولايات المتحدة الأميركية هي الوسيط كما الأمم المتحدة ونموذج لجنة الميكانيزم التي نشأت بعد وقف اطلاق النار في السابع والعشرين من تشرين الثاني ٢٠٢٤، وهذه اللجنة تضم ممثلين عن لبنان والولايات المتحدة الاميركية وفرنسا واسرائيل والأمم المتحدة ومكلفة الأشراف على وقف الاعمال العدائية، معتبرة انه لا بد من معرفة وجهتي النظر الأميركية الاسرائيلية لجهة الخيار الذي يعتمد وقد لا يوافقان عليهما او يوافقان، متوقفة عند كلام رئيس المجلس النيابي لجهة تفضيله خيار الميكانيزم.
اللقاء بين الرئيسين عون وبري تركز على الاوضاع الامنية في الجنوب، وملف التفاوض مع اسرائيل محوراً اساسياً في الاجماع الذي اكتفى بعده بالقول: «اللقاءات دائماً ممتازة مع فخامة الرئيس».
وحسب بيان الرئاسة الاولى، فإنه تم عرض الاوضاع العامة في البلاد، لا سيما في الجنوب في ظل استمرار الاعتداءات الاسرائيلية. كما تطرق البحث الى التطورات في المنطقة بعد قمة شرم الشيخ والاتفاق حول غزة.