زيدان اتفق مع بيريز على الرحيل نهاية الموسم!

كلّ التوقعات تشير إلى رحيل زين الدين زيدان عن ريال مدريد في نهاية الموسم بسبب تراجع أداء ونتائج الفريق الذي يتوجه نحو تضييع لقبه لمصلحة الجار أتلتيكو مدريد متصدر ترتيب الدوري بفارق مريح عن البرسا والريال، وكذلك بسبب إخفاقه أمام أثلتيك بلباو في التتويج بكأس السوبر، وخروجه من كأس الملك في الدور السادس عشر أمام فريق من الدرجة الثالثة، مع إمكانية خروجه من دوري أبطال أوروبا، في ظل الظروف التي يمرّ بها حالياً بسبب كثرة الإصابات والغيابات التي قادته إلى تضييع نقاط كثيرة في مباريات الدوري، وزادت من الضغوطات على فلورنتينو بيريز الذي كان ينقذ رأسه دائماً بتغيير المدربين، رغم تحمله جزءاً من مسؤولية الوضع بسبب عدم قدرته على انتداب لاعبين جدد خلال الفترات الثلاث للانتقالات الشتوية، منذ أن استقدم البلجيكي إيدين هازارد الذي لم يسلم من تكرار الإصابات وكثرة الغيابات التي أثّرت بمردود الفريق.

زيدان وجد نفسه في الجولة الماضية أمام خيتافي يلعب من دون احتياطيين، ومن دون عديد الأساسيين المصابين، على غرار داني كارفاخال، سيرخيو راموس، فالفيردي، لوكاس فاسكيز وإيدين هازارد، لكن يبدو أن الإدارة تريد امتصاص غضب الأنصار والتضحية بزيدان الذي اتفقت معه على الطلاق نهاية الموسم وتعويضه بالإيطالي ماوريسيو ساري، في تجربة تحمل الكثير من المغامرة وسط أزمة مالية خانقة قد تمنع الريال من دخول سوق الانتقالات الصيفي القادم لإعطاء نفَس جديد للفريق من خلال انتداب المهاجم النرويجي إيرلينغ هالاند، والفرنسي كيليان مبابي، وربما المدافع الألماني دافيد ألابا، لتعويض امكانية رحيل راموس وهازارد الذي لازم العيادات والمستشفيات وكرسي الاحتياط منذ التحاقه بالريال، وهي الأمور التي تبقى مجرد توقعات وتخمينات قد لا يضمنها الرئيس بيريز، الذي لم يضمن رسمياً ماوريسيو ساري مدرباً لخلافة زيدان، لأن كلّ شيء قد يتغير بسرعة.

زيدان كان على مدى سنة ونصف يطالب بتدعيمات نوعية لم تقدر على تلبيتها الإدارة، لكن تراجع النتائج دفعه إلى اتخاذ قرار الرحيل نهاية الموسم، بعدما تجنّب الإقالة التي كانت وشيكة لو قبل الإيطالي ماوريزيو ساري المهمة بداية يناير، لكنّه طالب بتأجيل التحاقه بالنادي حتى لا تحسب عليه النتائج السلبية المسجلة، وتلك المرتقبة بالنظر للظروف الفنية والمادية الحالية للفريق المدريدي التي تنذر بموسم سيئ، وخاصة إذا خرج من دوري أبطال أوروبا، ومن موسم يعتبر واحداً من أسوأ المواسم للرئيس بيريز على رأس النادي الذي لا يقبل عشاقه باستمرار الحال على ما هو عليه من تراجع لا يليق بحجم الريال، ولو كان مدربه زيدان، الذي يحظى بشعبية واحترام كبيرين.

بالمقابل، خروج زيدان من الريال قد يؤدي إلى تحقيق حلم يراوده بالإشراف على يوفنتوس تورينو الذي سيكون تضييعه للقب للمرة الأولى منذ عشر سنوات سبباً مباشراً في الاستغناء عن أندريا بيرلو الذي لم يقدر على استعادة ريادة ترتيب الدوري، رغم تتويجه بكأس السوبر أمام نابولي وبلوغه نهائي كأس إيطاليا، لكن تضييعه لقب الدوري في نهاية الموسم قد يعجل برحيله وتعويضه بزيدان الذي يحلم بتدريب فريق القلب الذي صنع جزءاً من أمجاده بين 1996 و2001 قبل أن يلتحق بالريال لاعباً بين 2001 و2006، وهو الأمر الذي يبدو وارداً، وخاصة أن رونالدو ونجوم اليوفي لا يمانعون ذلك، بعدما تبين لهم أن بيرلو لم يكن المدرب اللائق باليوفي حالياً، على الأقل في الفترة الحالية التي تشهد منافسة قوية مع الميلان وإنتر ونابولي وروما وأتلانتا.

كلّ التوقعات تشير الى أن زين الدين زيدان سيكون مدرباً لليوفي بداية الموسم المقبل، وإن لم يحدث لسبب أو لآخر، سيكون مصيره الإشراف على المنتخب الفرنسي بعد رحيل ديدي ديشان عند نهاية مونديال قطر في ديسمبر 2022، استكمالاً لمشوار بدأ سنة 2016 مع الفريق الأول للريال الذي رحل عنه عام 2018 بعد تتويجه بثلاث بطولات متتالية لدوري الأبطال، ليعود إليه سنة من بعد ذلك ويتوج معه بلقب الدوري المحلي، في مشوار يبدو أنه مسطَّر من زمان سيكلل بالإشراف على الديكة، في تحدٍ جديد يحمل معاني كثيرة بالنسبة إلى الفرانكو جزائري، وكل الفرنسيين من أصول عربية وأفريقية من الذين تختلط لديهم مشاعر الاعتزاز بمشاعر ردّ الاعتبار لكل الأقليات والجاليات الأجنبية التي صنعت أمجاد فرنسا الرياضية والفكرية والعلمية، وترى في تعيين زيدان مدرباً للمنتخب الفرنسي تشريفاً أكثر من كونه تكليفاً.