المصدر: Kataeb.org
الأربعاء 21 شباط 2024 19:30:51
أشار مستشار رئيس الكتائب المحامي ساسين ساسين إلى أن المعادلة الأمنية بين حزب الله واسرائيل لم تتغير كما لم يتغير أي شيء ميدانياً في غزة خاصةً بعد هجوم بري على القطاع وصولاً إلى رفح.
ساسين وفي حديثٍ ضمن برنامج مانشيت المساء عبر صوت لبنان قال: "لا نزال في لبنان نتلهى بدخول الحرب من عدمه لكننا فعلاً وسط الحرب ضمن قواعد إشتباك خرقتها اسرائيل عدة مرات آخرها في الغازية، والإغتيالات التي تنتهجها اسرائيل بحق مسؤولين عسكريين موالين لإيران، لبنانيين كانوا أم سوريين أو حتى فلسطينيين تُنذر بخرق استخباراتي كبير برهنته عدة عمليات اغتيال أبرزها اغتيال العاروري في الضاحية".
وتابع: "قبيل انفجار مرفأ بيروت كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي عن مخازن أسلحة لحزب الله في المرفأ والمطار وحينها وزير الخارجية السابق جبران باسيل استدعى بعثات ديبلوماسية لبرهنة العكس، واليوم اسرائيل تقوم بقصف مخازن أسلحة للحزب في عدة مناطق بحسب تقريرات استخباراتية".
جبهة الجنوب
لفت المحامي ساسين ساسين إلى أن حزب الله أن فتح جبهة "إشغال" ليمنع الجيش الإسرائيلي من وضع كامل قوته داخل قطاع غزة ولتخفيف الضغط عن الفلسطينيين، لكن فعلياً بعد قتل أكثر من 25 ألف شخصاً ومحاصرة كامل القطاع تبيّن أن إشعال الجبهة اللبنانية غير مُجدٍ عسكرياً.
وقال: "المعلوم أن ما بعد حرب غزة اسرائيل لن تقبل ببقاء حزب الله على حدودها الشمالية، وعام 2000 تم تجريب التسوية التي أدت إلى الإنسحاب الإسرائيلي، وجرّبت القرار 1701 بعد 2006، ولكن اليوم هناك محاولة لجر لبنان ككل إلى حرب شاملة لإنهاء حزب الله، ولكن لدينا خوف من أن نكون كلبنانيين وقود لتسوية كبيرة تُعطي حزب الله سلطة في لبنان ومكاسب مُقابل الإنسحاب من الحدود الجنوبية".
وشدّد ساسين على أن حزب الكتائب اللبنانية يُطالب بتطبيق القرار 1701 مُرفقاً بالقرار 1559، ونُطالب بأن تكون الدولة هي المسؤولة عن الدفاع عن لبنان، وألّا تكون الدويلة أقوى من الدولة".
وفي سياقٍ مُتّصل قال: "على المستوى اللبناني قرار السلم والحرب ليس بيد الدولة اللبنانية بل بيد حزب الله، وعلى المستوى الدولي هو بيد اسرائيل التي تُصعّد، والهدوء المستدام على الحدود الجنوبية لن يكون إلّا من خلال الجيش اللبناني، وهو انتشر في الجنوب برفقة اليونيفيل بحسب القرار 1701، لكن حزب الله لم يسمح للجيش بالقيام بدوره ولا يريد بناء دولة، وحزب الله لا يسمح بقيام الدولة ليبقى هو المفاوض وليس من مصلحته وجود رئيس جمهورية اليوم حتى ولو كان الوزير فرنجية، لأن أي مفاوضات يجب أن تتم عليه أن تمرّ عبر الرئيس لكن هذا الأمر لا يتناسب الحزب إلّا إذا كانت عبره وليس عبر المؤسسات".
وسأل: "لماذا ترفض الدويلة أن تكون الدولة والمؤسسات والجيش هم الأوصياء على الدفاع عن لبنان؟ ومن أعطى حزب الله وكالة في الدفاع عن لبنان؟ الحزب نصّب نفسه "مدافعاً" عن الجنوب خدمةً لمصالح إيرانية وهو ليس إلّا ذراع من أذرعة طهران في الشرق الأوسط، وبالتالي القرار لإيران والتنفيذ للأذرع، لكن اللبنانيون هم من يقررون حماية لبنان وليس إيران، واللبنانييون مجتمعون وليس فريق واحد من اللبنانيين".
حزب الله لا يريد انتخاب رئيس للجمهورية
وأضاف ساسين: "تنفيذ القرار 1701 سيكون ضمن مظلة دولية، وأمين عام حزب الله حسن نصرالله أفصح عن نيته وضع شروط لتنفيذ القرار ما يدل أنه دخل عمق المفاوضات، وعند سقوط غزة كاملةً بيد اسرائيل فهل تقف الحرب في لبنان؟ الجواب هو عند صاحب القرار، والدولة لا قرار لها لأن السلاح يُسيطر على مقدراتها، وفي تسعينيات القرن الماضي شاكرت سوريا بالحرب ضد العراق وتم تلزيم لبنان حينها لسوريا، والخوف اليوم هو تأمين حدود اسرائيل بتسوية مع ايران وتلزيم لبنان مُجدداً ولكن لطهران من خلال حزب الله، والمجتمع الدولي يبحث اليوم عن استقرار في الشرق الأوسط وأمن اسرائيل، وبعد 7 أوكتوبر إيران تنصلت من القتال دفاعاً عن الفلسطينيين بل حرّكت أذرعها في لبنان واليمن وسوريا والعراق من أجل التفاوض".
وأردف: "حماية لبنان وعدم جرّه إلى الحرب هما نقيضين، لأن مسؤولية الدفاع عن لبنان تقع على عاتق القوى المسلحة الشرعية وليس من مسؤولية الأحزاب والميليشيات، وأعتقد أن مواقف الرئيس عون والوزير باسيل لأنهم يعتقدون أن الرأي العام الأكثري في لبنان اليوم يرفض الحرب وربط لبنان بحرب غزة ويحاولون إعادة التموضع السياسية من خلال مواقف زائفة لا تُقدم ولا تؤخر بموقف حزب الله لأن الأخير لم يُعطِ هذا الموقف أي أهمية، أمّا اليو مفليس من مصلحة لا حزب الله ولا إيران انتخاب رئيس في لبنان اليوم ولا حكومة لأن هذا الأمر يتناقض مع سياسة طهران في المفاوضات، ووجود شرعية تمنع أي مفاوضات من تحت الطاولة مع أحزاب أو ميليشيات، لكن حتى اللحظة هناك إلتزام من اللجنة الخماسية لمحاولة إحداث خرق في جدار الإستحقاق الرئاسي".
وتابع: "حزب الله يعطل الإنتخابات الرئاسية ويُصادر قرار الدولة، واليوم هناك مسؤولية على النواب أبرزهم نواب المعارضة للتواصل مع عواصم القرار والمجتمع الدولي لتغيير مزاجهم والضغط باتجاه تسهيل عملية انتخاب رئيس للجمهورية وإعادة الإنتظام لمؤسسات الدولة، والدعوة إلى الحوار عقب الإنتخابات الرئاسية أمر غير منطقي وإن كانت هكذا دعوة ستصبح عرفاً ستصبح المؤسسات والديمقراطية في خبر كان، والحوار يبدأ وينتهي داخل البرلمان بجلسات متتالية لانتخاب الرئيس شرط تخلّي الفريق الآخر عن مرشحه التصادمي، ولا يمكن الدعوة إلى حوار مع شروط، ولا يمكن لفريق حزب الله الدعوة إلى حوار بظلّ تمسّكه بفرض مرشحه للرئاسة".
وفي سياقٍ مُتّصل قال: |حزب الله يصادر قرار الدولة وكل لبنان ويُجاهر بالدعوة لحوار ويقوم بتعطيل الإنتخابات الرئاسية لعدم قدرته على فرض مرشحه رئيساً للجمهورية ولا مكان للحوار مع من ينتهج سياسة التعطيل بغرض الفرض، والمحاولات التي تحول دون انتخاب رئيس للجمهورية هو محاولة لإضعاف القرار المسيحي في لبنان ومحاولة لفرض رئيس لا يُمثل المزايا التي تُشبه معظم اللبنانيين، وحتى لو اتفق المسيحيين على رئيس حزب الله سيعرقل الإنتخابات كما فعل في الجلسة الأخيرة، والموضوع في رئاسة الجمهورية اليوم هو بالقرار الوطني، لأن التوجه الوحيد للرئيس المُقبل يجب أن يكون وطنياً وليس لفريقٍ مُعين انتخبه ليحكم من خلاله".
المواجهة وطنية خدمةً للمصلحة اللبنانية
أكّد مستشار رئيس الكتائب المحامي ساسين ساسين أن الكتائب اليوم في سعي دائم لتكوين مجموعة وطنية فاعلة رافضة لهيمنة السلاح على الدولة قادرة على انتخاب رئيس جمهورية لكل اللبنانيين، ورئيس الكتائب يسعى مع المعارضين من النواب والشخصيات المؤثرة لتكوين رأي عام كبير للضغط على السياسة المحلية للإفراج عن المجلس النيابي من أجل عقد جلسات متتالية لانتخاب رئيس للجمهورية.
وقال: "كل ما يخدم المصلحة اللبنانية نسعى له، ومنذ اليوم الأول لتولي النائب سامي الجميّل رئاسة حزب الكتائب رسم خط سياسي معين على الساحة الوطنية ويعمل مع فريق العمل لتطوير هذا الخط والسير به مهما كانت الصعوبات التي تواجهه، وصولاً إلى انتخاب رئيس يمثل كل اللبنانيين، وكنا قد تعرضنا لتهديدات عديدة خاصةً لشخص رئيس الحزب النائب سامي الجميّل، وهذه التهديدات تأتي من محور معروف، ونصرالله ركز في خطابه على موضوع التواصل الإجتماعي والسؤال اليوم، المُطلع على هذه التفاصيل لماذا لم يتحرك بوجه هذه الحملات الشعواء؟ ما يؤكد أن هذه الحملات مُمنهجة ومدروسة".
الحكومة عاجزة والقضاء مُكبّل
وفي المقلب الآخر أشار ساسين إلى أنه "لا يمكن للحكومة أن تقوم بأي إصلاح اليوم، ونحن بواقع إقتصادي صعب والدولة "مفلسة" ولا يمكن النهوض بظلّ غياب المؤسسات، وبالتالي أي إنقاذ يحتاج إلى انتخاب رئيس وتشكيل حكومة اختصاصيين".
وأضاف: "أساس الدولة هو القضاء الشريف والنزيه، لكن القضاء اليوم لم يتحرك ضد الفاسدين وضد من نهبوا الدولة، ولم يتحرك لتنفيذ أي قرارات مُجدية للبنان بل يتحرك ضد الفقير أو ضد من عبّر عن رأيه، لا بل يتحرك ضد الأمور التافهة، واليوم يجب إعطاء حماية للناس، للقضاء ولأصحاب القرار ليتخذوا القرارات السليمة، واليوم السلاح يُخيف أصحاب القرار، وجرّبنا هذا الأمر عندما هدد مسؤول وحدة الإرتباط في حزب الله بتهديد المُحقق العدلي في جريمة انفجار مرفأ بيروت".