المصدر: أخبار اليوم
الاثنين 4 تشرين الثاني 2024 19:11:00
تتحدث تقارير ديبلوماسية عن احتمالين للحرب الدائرة على ارض لبنان: اما ان تتوقف خلال ثلاثة اسابيع ما يفتح المجال امام الديبلوماسية الاميركية لفتح قنوات التواصل كي يتم التوصل الى وقف دائم لاطلاق النار، ولكن من المرجح خلال هذه الفترة ان يزيد الاسرائيلي من حدة هجماته، اما الدخول في حرب استنزاف طويلة لخلق امر واقع جديد، عندها ستكون المرحلة صعبة جدا على لبنان.
ولكن في الحالتين، يقول مصدر سياسي ديبلوماسي واسع ان مرحلة ما بعد الحرب هي الاكثر دقة بالنسبة الى لبنان، خصوصا وان الجميع سيستفيق على هول نتائج الحرب من دمار وشهداء وتداعيات اقتصادية لن يكون الخروج منها بين ليلة وضحاها.
ويعتبر المصدر في حديث الى وكالة "أخبار اليوم"، ان معالجة "ملف حزب الله" لن تكون لبنانية بحت، اذ ان الحزب لا ينفصل عن ايران، حيث هناك ترابط عقائدي كبير بين الحزب والشيعة في لبنان من جهة وبين ايران من جهة اخرى، والامر ايضا لا ينفصل عن القرار المتخذ على مستوى العالم من اميركا الى اوروبا الى دول الناتو بضرب الاذرع الايرانية في المنطقة، وان كان التنفيذ على يد اسرائيل، قائلا: حتى الموقف الفرنسي - الذي كان يركن له حزب الله في فترة من الفترات نتيجة لتقاطع المصالح- بدأ يتغير اليوم.
واذ يذكر ان حزب الله امسك بالامن والحدود تحت عنوان المقاومة لسنوات عديدة منذ ايام الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي اهتم بالاقتصاد الى دعم انتخاب الرئيس ميشال عون من اجل حماية ظهر المقاومة، يقول المصدر عينه: لكن الزمن الشيعي لن يستمر على ما كان عليه قبل هذه الحرب، مضيفا: لا نتحدث هنا عن اقصاء او اطاحة وحرمانه من حصته في الحكم، ولكن هناك واقع جديد سيفرض نفسه، لا سيما مع غياب الامين العام السيد حسن نصرالله الذي نقل الواقع الشيعي من ضفة الى اخرى.
وفي المقابل، يلفت المصدر الى ان هناك مسؤولية تقع ايضا على المكونات الاخرى، وفي مقدمها المكون المسيحي، لعدم تكرار تجارب مطلع التسعينيات، اذ في المرحلة الراهنة المختلفة كثيرا عن سابقاتها، لا يجوز لاي طرف ان يشعر انه مستضعف لان ردات الفعل ستكون سلبية جدا، بل لا بدّ من احتضانه من قبل الآخرين.
وهنا يشير المصدر الى ان الخطوة الاولى في هذا المجال تكمن باقناع هذا المكون بالدولة اللبنانية وليس بولاية الفقيه، حيث لا بدّ ان يعود الى الواجهة "اتفاق الطائف"، هذا الى جانب التمسك بالمؤسسات الرسمية وفي مقدمها الجيش اللبناني والمحافظة على الوحدة الداخلية.
ويعتبر المصدر ان مع عودة التأكيد على "الطائف"، تعود الدول العربية الخليجية وفي مقدمتها السعودية لتفعيل حضورها على الساحة الداخلية.