انفلت سعر صرف الليرة السورية في سوق تداول العملات الأجنبية في السوق السوداء، مسجلاً انخفاضاً جديداً، ورقماً قياسياً جديداً عند 12 ألف ليرة لكل دولار.
وأظهرت النشرة الصادرة عن موقع "الليرة اليوم" الخميس، تجاوز قيمة الدولار في سوق العاصمة دمشق 12 ألف ليرة، إذ سجل سعر المبيع 12 ألف و100 ليرة، والشراء 11 ألف و950 ليرة، بارتفاع مقداره 500 ليرة في يوم واحد.
أما في حلب، فقد سجل سعر مبيع الدولار 12 ألف و400 ليرة، والشراء 12 ألف و200 ليرة، بارتفاع اقترب من 5 في المئة في يوم واحد.
وبذلك، تكون الليرة قد خسرت في شهر واحد منذ بداية الانهيار عقب عيد الأضحى، 3 آلاف و500 ليرة من قيمتها، إذ كان سعرها يبلغ 8 آلاف و500 ليرة مع افتتاح سوق تداول العملات الأجنبية بعد العيد مباشرة.
ومنذ مطلع الأسبوع، خسرت الليرة حوالي ألفين و500 ليرة، ليكون هو الأسبوع الأقسى على الليرة منذ بدء الانهيار في قيمتها عقب اندلاع الثورة السورية في 2011.
من جهته، توقف المصرف المركزي عن تحديث نشرة "الحوالات والصرافة" منذ يومين، لتتوقف عند 9 آلاف و900 ليرة لكل دولار واحد قادم عبر الحوالات الشخصية بالدولار من خارج سوريا.
والثلاثاء، خفض المركزي السوري من قيمة الليرة في النشرة 400 ليرة دفعة واحد، من 9 آلاف و500 إلى 9 آلاف و900. وكان المركزي قد اتخذ 6 تخفيضات مماثلة خلال أسبوعين، من 8 آلاف و200 إلى 9 آلاف و500 ليرة عن كل دولار.
ولا يوجد تفسير عند المحللين الاقتصاديين السوريين لسبب انهيار الليرة الحاد وتفلتها أمام الدولار، سوى لجوء المركزي السوري إلى سياسة "التمويل بالعجز" للعجز في الموازنة الذي دخلت فيه حكومة النظام عام 2023، ما يعني أن المركزي شريك في انهيار العملة.
والمقصود بالتمويل بالعجز، هو استلاف الدولة من البنك المركزي عن طريق إصدار النقود لمقابلة العجز في موازنة الدولة، وتوليد الأموال لتمويل العجز في الموازنة وتحقيق أهداف اقتصادية، ويكون هذا العجز ناجماً عن تجاوز النفقات الحكومية للإيرادات المجنية.