المصدر: وكالة أخبار اليوم
الأربعاء 8 أيلول 2021 18:29:02
اهتز اتفاق الطائف اليوم، بعدما حافظ النظام الذي ارساه على تماسكه بفضل قوة خارجية ناظمة هي سوريا، وبدأت تطرح صيغ عدة لتحل مكانه من ابرزها المثالثة على مستوى التوزيع الطائفي، او اللامركزية الادارية الموسعة على مستوى التقسيم... ولكن حتى اللحظة الطائف لم يسقط، وما زال وحده الصالح لادارة شؤون اللبنانيين رغم ما يعتريه من شوائب، لان أي صيغة للحكم في لبنان لا يمكن الوصول إليها، من دون توافقات إقليمية ودولية، والامر غير متوفر راهنا.
وفي هذا الاطار، يرى النائب السابق فارس سعيد ان المشكلة في الاداء السياسي، مشيرا الى ان العماد ميشال عون يخوض منذ العام 2005 معركة اسماها اسقاط الطائف، بمساعدة حزب الله، للعودة الى الجمهورية الاولى، ولم يتوصل الى اي نتيجة، ولم يعد النظام اللبناني الى الوراء.
ويقول سعيد: عون خاض معركة تحت عنوان استرجاع الصلاحيات من خلال تحالفاته، وكانت معركة سياسية شرسة من اجل الانتقال من الجمهورية الثانية والعودة بها الى الجمهورية الاولى، هذا المسار الذي دام 15 عاما عاونه فيه بشكل مباشر حزب الله، وبشكل غير مباشر سكوت الآخرين عنه، مما ادى الى كارثة انهيار الجمهورية في لبنان.
ويعتبر سعيد ان ما حصل يشكل مناسبة امام حزب الله لاعادة طرح تنظيم العلاقات اللبنانية- اللبنانية من جديد، مشيرا الى انه في كل مرة يطرح هذا الموضوع، تقع الخسارة على المسيحيين بحكم موازين القوى والديموغرافيا، وبالتالي ذهب المسيحيون الى معركة غير مضمونة واليوم يذهبون الى احتمالات غير معلومة.
وردا على سؤال، يكرر سعيد قوله ان عون خاض معركة اسقاط الجمهورية الثانية وفشل، لانها لم تسقط، وهو لا يخوض معركة بل يتوهم ذلك. ويضيف: عون يعتبر ان ادارة السلطة من خلال المجلس الاعلى للدفاع، هو في مكان ما انتصار سياسي له، ولكن في المقابل نحن نشهد انهيار الجمهورية، من خلال انهيار قطاعات عدة: استشفاء، تعليم، مصارف، مرفأ، تجارة، مشتقات نفطية... مما ادى الى تفاقم الهجرة.
وهنا يسأل سعيد: ماذا ينفع هذا الانطباع بانه حاكم في قصر بعبدا ، في حين البلد محكوم بازمات لا يمكن ان يخرج منها المجتمع سليما؟
وما هو المخرج اذًا؟ يجيب سعيد: سيحصل انهيار كبير على المستوى السياسي الدستوري المالي والاجتماعي الاقتصادي. وفي لحظة ما، ستأتي قوى سياسية فاعلة وستطرح اعادة ترتيب العلاقات اللبنانية- اللبنانية على قواعد جديدة وفقا لموازين قوى جديدة تحددها المنطقة والوضع السياسي اللبناني.
وقال: في هذه المعركة ،"شرشوح القرقة" هم المسيحيون الذين خاضوا معركة اسقاط الطائف منذ ما بعد خروج سوريا من لبنان في العام 2005، وهذا ما ادى الى خروجهم من لبنان في السياسة والاجتماع وفي كل شيء.
ويذكرّ بأننا حين طالبنا بخروج الجيش السوري من لبنان في لقاء قرنة شهوان، اقترن ذلك مع عبارة "لا عودة عن الاصلاحات الدستورية التي اقرت في اتفاق الطائف"، من اجل تطمين المسلمين بان مطالبنا بخروج الجيش السوري من لبنان ليست التفافا على الاصلاحات الدستورية التي اقرت في اتفاق الطائف.
ويختم سعيد: اما عون فجاء في العام 2005 ليقول: "اما وقد انسحبت سوريا في لبنان، فلماذا لا ننقلب على الانجازات الدستورية التي حصلت في اتفاق الطائف ونعود الى الجمهورية الاولى؟".